تحقيق احمد الشربيني مني البديوي: في اعقاب تشكيل الحكومة الجديدة.. وتعيين خمسة من رجال الأعمال وزراء فيها.. ابدي البعض تخوفهم من ان يكون هناك اتجاه لإلغاء الدعم والتوجه نحو الرأسمالية المتوحشة التي لا تضع اعتبارا للضمانات الاجتماعية ولا تنظر لوضع الاجور المتدني لعدد غير قليل من المواطنين وتحدث البعض الاخر ان رجال الاعمال الوزراء سيوجهون جهودهم لتحسين الاداء الاقتصادي للمؤسسات الخدمية ودفعها نحو تحقيق مكاسب والتالي ستكون قراراتهم غير معنية بأوضاع الفقراء والبسطاء.. ورغم تأكيدات الحكومة عدم تخليها عن التزاماتها تجاه محدودي الدخل الا ان التخوفات مازالت موجودة لدي البسطاء خاصة أن المواطن العادي مازال ينظر الي رجال الاعمال بتوجس وحذر وهو ما جعلنا نطرح سؤالا مهما ماذا يمكن ان يقدم رجال الاعمال لمحاصرة الفقر في مصر وتخفيف الاَم الفقراء.. وكما نحاول ان نجيب علي سؤال اخر ما هو عدد الفقراء في مصر؟. وما هي الارقام الحقيقية عن مؤشرات الفقر في بلدنا؟ خاص في ظل تضارب البيانات والاحصائيات الخاصة به سواء الصادرة من المؤسسات الاقتصادية العالمية والمحلية. فقد كشف تقرير للصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة ان هناك 48% من الشعب المصري يعيشون تحت خط الفقر بالاضافة الي انخفاض دخل الفرد بشكل مستمر بما لا يتناسب مع الارتفاع الجنوني للاسعار وتكاليف المعيشة وان هناك 48 مليون فقير مصري يعيشون في 1109 مناطق عشوائية.. لكن كشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء لعام 2004 يعطي ارقاما اكبر اذ يقول ان اكثر من 60% من الشعب المصري يعيشون تحت مستوي خط الفقر وأوضح التقرير ان اكثر من 12 مليون مصري بلا مأوي وان هناك 1032 منطقة عشوائية في المحافظات يعيش بها حوالي 38% من جملة المشردين في مصر وحدد تقرير للأمم المتحدة حول التنمية الادارية عدد المصريين الذين يعيشون في فقر مدقع ب 5.2 مليون مواطن في الوقت الذي كشف تقرير التنمية البشرية الصادر عن معهد التخطيط القومي لعام 2003 ان محافظات الوجه القبلي تبلغ نسبة الفقر فيها 2.35% وهو اكبر من المعدلات العالمية بينما تنخفض محافظات الوجه البحري إلي 1.13% وفي المحافظات الحضرية الي 9% بينما تنخفض الي 6.2% في محافظة بورسعيد وانها تبلغ اقصي نسبة لها في محافظة اسيوط حيث تبلغ 1.58% وفي نفس السياق اكد تقرير التنمية البشرية لعام 2004 الذي صدر عن معهد التخطيط القومي بالتعاون مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة ان مصر تحتل المرتبة ال 120 بين 170 دولة علي مستوي العالم بسبب زيادة حدة الفقر وانخفاض معدلات التنمية البشرية. وكشف التقرير ان 60% من محدودي الدخل يستحقون دعم الدولة كما ان منهم 20% يعيشون تحت خط الفقر ورغم تضارب البيانات واختلافها فأن الارقام كلها تسير الي وجود مشكلة للفقراء في مصر وهذا ما يجعلنا نتساءل ماذا يمكن ان يفعله رجال الاعمال لتقليل حدة الفقر في مصر وما هو دورهم في علاج هذه المشكلة؟ عباس زكي رئيس غرفة القاهرة التجارية يؤكد ان تزايد حدة الفقر بالمجتمع تؤثر بشكل كبير علي مجالات الانتاج والعمل كما تنعكس علي مختلف المجالات الاقتصادية وبشكل خاص علي الاسواق وحدة الركود والكساد فيها. ويوضح ان رجال الاعمال والمستثمرين عليهم مسئولية القيام بأدوار مختلفة للمساهمة في تقليل حدة الفقر في المجتمع مشيراً الي ان رجال الاعمال عليهم دوران الاول اقتصادي يتمثل في المساهمة في انجاز خطط التنمية التي تدعو لها الدولة من خلال المشروعات المختلفة وزيادة فرص العمل في اطار الاستثمارات المختلفة في شتي مجالات الصناعة والانتاج. ويضيف زكي ان الدور الثاني الذي يستطيع رجال الاعمال القيام به لتقليل حدة الفقر هو الدور الاجتماعي والذي يشمل تخفيف العبء الاجتماعي عن كاهل الدولة من خلال دعم الانشطة والمشروعات الخيرية والاجتماعية. ويشير الي ان السلسلة مترابطة من حيث ان تقليل حدة الفقر ينشط القدرة الشرائية للمستهلك وبالتالي ينشط الاسواق والعمليات الاقتصادية.
