تحقيق : عبداللطيف رجب يبدو أن المستقبل يحمل في جعبته مفاجآت كبيرة للبنوك الاسلامية العاملة بالسوق المصرية، خاصة ما يتعلق منها بالاتجاه الجماعي من جانب البنوك التجارية للتوسع في تقديم خدمات الصيرفة الاسلامية. وطبقا لما أكده عدد كبير من قيادات البنوك فإنه من المتوقع حدوث اقبال متزايد من اغلب البنوك العاملة في القطاع المصرفي المصري اما لعمل فروع مستقلة تتعامل بأحكام الشريعة الاسلامية او علي الاقل تخصيص قطاعات بها لتوفير المنتجات الاسلامية. هذا ما يؤكده شافعي عبدالرازق المدير العام بأحد البنوك الاسلامية العاملة في السوق المصرية حيث يقول: إن هناك اقبالا كبيرا من جانب كل البنوك العالمية وليس المصرية فقط، للتوسع في تقديم خدمات الصيرفة الاسلامية وبالتالي فمن المتوقع اتجاه غالبية البنوك المصرية لعمل فروع مستقلة تتعامل طبقا لاحكام الشريعة الاسلامية. ويضيف قائلا ان هناك عددا كبيرا من دول العالم الغربي بدأت تتفهم اهمية وجود بنوك تتعامل حسب الشريعة الاسلامية مؤكدا ان العائد من التعاملات الاسلامية يعد عائدا اسلاميا. ويقول شافعي عبدالرازق ان البنوك الاسلامية لا تركز في تعاملاتها علي اقراض الاموال مقابل الحصول علي اموال اخري، ولكنها تعطي اولوية لتمويل المشروعات الاستثمارية التي تخدم المجتمع اولا وتستوعب اعدادا كبيرة من العمالة. ويشير الي ان البنوك الاسلامية تختلف بذلك عن الاستثمارية التي تقرض الاموال مقابل الاموال، وبالتالي فالمصارف الاسلامية تهتم بتمويل المشروعات او مستلزمات الانتاج التي تؤدي الي زيادة الانتاج وتخفيض الاسعار. ويشير شافعي عبدالرازق الي ان المستقبل سوف يشهد اقبالا متزايدا من جانب البنوك العاملة في القطاع المصرفي لتطوير وتحديث الخدمات الاسلامية لانها ما زالت محدودة وتقليدية مقارنة بالمناخ العام الذي تعمل فيه البنوك التجارية والاستثمارية وطبيعة الخدمات المصرفية التي تقدمها. ويضيف قائلا انه في حالة اتجاه معظم البنوك للتعامل طبقا لاحكام الشريعة الاسلامية فان مستوي الخدمات المصرفية سيكون افضل وأرخص، وذلك لان هناك مجالات عديدة لا تستطيع المصارف الاسلامية الدخول فيها، مثل فيزا الاسلامية ومنتجات اخري كثيرة يجب اعادة صياغتها بطريقة اسلامية. ويتفق علاء سماحة مدير عام المناطق والفروع بالبنك التجاري الدولي CiB -مصر- مع الرأي السابق في ان توسع البنوك المصرية في تقديم خدمات الصيرفة الاسلامية مستقبلا يعد تطورا طبيعيا لمواكبة ما يحدث في الاسواق العالمية، مؤكدا ان هناك بنوكا دولية من بينها HSBC وسيتي بنك تسعي لتوفير المنتجات المصرفية الاسلامية. ويضيف سماحة قائلا ان الوضع في السوق المصرية يختلف عن غيره من الاسواق والمصارف العالمية وذلك لان مصر بلد اسلامي، وبالتالي لا يصح التفرقة بين الخدمات والمنتجات التي تقدمها البنوك سواء الاستثمارية والتجارية او الاسلامية. ويشير الي انه من المفترض ان تقدم البنوك العاملة بالسوق كل انواع الخدمات والمنتجات المصرفية التي تلبي احتياجات ورغبات كل العملاء دون تحديد او تفرقة، مشيرا الي وجود منتجات مصرفية بفوائد واخري بدون فوائد وعلي العميل ان يختار ما يتفق مع مبادئه. ويؤكد سماحة انه بدون شك ستحدث طفرة في خدمات الصيرفة الاسلامية التي ستقدمها البنوك المصرية في المستقبل، خاصة مع الاتجاه لزيادة عدد الفروع او عمل قطاعات لخدمة المنتجات الاسلامية، ولكن في نفس الوقت يجب عدم التفرقة بين الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك. ويضيف قائلا ان هناك عددا كبيرا من البنوك العاملة في منطقة الخليج العربي بدأت تتجه بالفعل لتقديم الخدمات والمنتجات التي يغلب عليها الطابع الاسلامي. ومن جانبه يقول عمرو طنطاوي مساعد المدير العام للفروع ببنك مصر ايران للتنمية ان المرحلة المقبلة ستشهد تطورا ملحوظا علي مستوي البنوك الاسلامية وفروعها العاملة بالسوق المصرفية؛ لان ذلك يتواكب مع طبيعة شريحة كبيرة من العملاء الذين يفضلون التعامل بالنظام الاسلامي. ويؤكد انه في ظل المنافسة الشرسة بين البنوك الموجودة بالسوق ومحاولة كل منها استقطاب شرائح جديدة من العملاء، فان غالبية المصارف والبنوك ستكون حريصة علي اجتذاب هذه الاموال وتوظيفها في مشروعات وفقا للشريعة الاسلامية. ويري طنطاوي انه حتي الان لا توجد فروق جوهرية بين البنوك الاسلامية والبنوك التجارية، فقد تكون هناك اختلافات بينها من حيث الشكل ولكن المضمون ما زال واحدا. ويضيف قائلا ان المستقبل قد يشهد بالفعل اتجاها جماعيا من جانب عدد كبير من البنوك المصرية لتقديم خدمات مصرفية ذات طابع اسلامي ، ولكن ذلك سيكون بهدف تلبية كل الاحتياجات والحصول علي اموال قطاع جديد من العملاء. ولا يختلف رأي رجائي الهلالي مدير ادارة الاستثمار بأحد البنوك الاسلامية، عن اغلب الآراء السابقة في ان معظم البنوك الموجودة بالسوق بدأت تفكر بالفع