شهر رمضان الذي يعد موسماً للعبادة "المنتظمة" ان صح التعبير اصبح للغالبية العظمي موسما لزيادة الوزن، خاصة بين الذين يشكون اصلا من الوزن الزائد، ويقومون بحميات مختلفة طوال ايام العام، غير انه يصبح من الصعب عليهم الالتزام باتباع الحمية خلال شهر رمضان، حيث يكون اتباع ريجيم غذائي بعد صيام يوم كامل أمراً ليس في قدرة اي صائم خاصة في ظل المغريات الكثيرة، وتعدد انواع الاطعمة المرتبطة بهذا الشهر الكريم وعاداته. ومع ذلك يظل الذين يتبعون نظام الحمية الغذائية "عين في النار" "وعين في الجنة". وتنشط في هذا الصدد العديد من الشركات ومراكز التجميل وتقوم بالاعلان عن عدد من الادوية والاعشاب التي من المفترض ان تخفض الوزن بقطع النظر عن اتباع الحمية الغذائية من عدمها.. بل ان بعض مراكز التجميل تقوم بالاعلان عن امكانية انقاص الوزن 15 كيلو جراماً خلال اسبوعين فقط من خلال حقن طبيعية المكونات "دون القيام بشرح مكونات ما يطلقون عليها حقناً طبيعية" علي ان تحقن مرة واحدة فقط علي اساس انها تقوم بتنسيق شكل ا لجسم وتقوم بتقليل عدد الخلايا الدهنية. ايضا هناك شكل اخر من اشكال الدعاية عن انظمة مختلفة لانقاص الوزن تتم عن طريق اعلان في الجرائد لشركات مهمتها التوزيع والتسويق لمنتجاتها وليس لها مكان او عنوان ثابت معلن عنه فهي تستأجر احدي الشقق بالعقارات وكل مهمتها هي ان تستقبل طلبات المستهلك عن طريق ارقام التليفونات ضمن اعلان الجرائد وتأخذ بيانات العميل وتقوم بتوصيل الطلبات حتي باب المنزل مثلما يفعل محلات ال FAST FOOD بنظام ال DELIVERY وبسؤالهم عن امكانية العميل ان يذهب إلي المقر لهم تكون الاجابة انه ليس لديهم مقرات!!! ويالنسبة لمنتجات هذه الشركات التي يروج لها فاشكالها متعددة واسعارها مختلفة مثل: 1- نظام الكورس وهو كبسولات "سحرية" عددها ،120 تؤخذ ثلاث مرات قبل كل وجبة خلال اول اسبوع وتتضاعف الكمية إلي كبسولتين ثلاث مرات قبل كل وجبة خلال الاسبوع الثاني، اما عن الاسبوع الثالث فتؤخذ ثلاث كبسولات قبل كل وجبة، وهذا الكورس يفقد الجسم من 10 إلي 15 كيلو جراما خلال 21 يوما فقط بدون اي اثار جانبية وسعر هذا الكورس 280 جنيهاً. الشاي الاخضر الاصلي وهو يقوم بتخسيس الجسم من 15 إلي 20 كيلو جراماً في اسبوعين فقط بدون اثار جانبية وسعره 225 جنيهاً فقط. اما عن الجديد في منتجات هذه الشركات الوهمية فيوجد منتج امريكي مكون من اعشاب طبيعية و طحالب بحرية يفقد الجسم من 10 إلي 15 كيلوجراماً خلال اسبوعين وهو عبارة عن دهان للمنطقة المراد تخسيسها او للجسم كله علي ان تدهن مرتين يومياً ويترك علي الجسم ساعة علي الاقل حتي يتشرب الجسم هذه المادة وتبدأ في التفاعل مع الدهون وإذا بتها وسعر هذا المنتج 225 جنيهاً. ايضا هناك منتج امريكي اخر عبارة عن كبسولات تسمي HYDROXY-TUT، وهو كورس لمدة اسبوعين يؤخذ اول اسبوع قرصاًن ثلاث مرات يومياً، وفي الاسبوع الثاني ثلاثة اقراص ثلاث مرات يومياً، علي ان يقوم بانقاص الوزن في هذه المدة من 15 إلي 20 كيلو جراما وسعره 220 جنيهاً. اعشاب وطحالب بالاضافة إلي ذلك هناك شركات تقوم بالاعلان عن اعشاب طبيعية لانقاص الوزن وطحالب بحرية ودم الوطواط وكلها اساليب مختلفة لمحاولة اقناع العملاء بفائدتها ونتائجها المذهلة في مدة قصيرة جداً لاتتجاوز اسبوعين واسعارها تتراوح ما بين 40 جنيهاً وتصل إلي 120 جنيهاً!!! وبسؤال د. مصطفي ساري استشاري التغذية والتخسيس عن بزنس السمنة في مصر من خلال نشر اعلانات في الجرائد عن مراكز التجميل المختلفة والشركات اكد ان العلاج التجاري العالمي للسمنة يدر مئات المليارات سنوياً بالترويج عن منتجات مختلفة لانقاص الوزن. وفي مصر بدأت تنتشر صناعة محاربة السمنة تحت بئر السلم دون اي عنوان اورابط ودون علم وزارة الصحة بها وينتقد هذه الظاهرة ويدعو إلي التدقيق في استخذام هذه المنتجات ويوضح انه نظرا للوعي الثقافي عند الناس بالسمنة ومشكلاتها فقد جعلتهم يلجأون إلي اساليب خاطئة لعلاج مشكلة السمنة لديهم عن طريق الشركات والعيادات والمستشفيات غير المرخصة وغير المؤهلة لإجراء مثل هذه العمليات. والاسلوب الامثل لحل مشكلة السمنة حسب الدكتور مصطفي ساري يتمثل في تغيير النمط الغذائي الخاطيء بتناول الغذاء الصحي من خضراوات وفاكهة والابتعاد او الاقلال من الدهون والنشويات في ظل انتشار المطاعم والوجبات السريعة واجهزة الترفيه والكمبيوتر ويحذر في النهاية من خطورة ترك هذه الظاهرة بدون متابعة او محاسبة ويطالب المسئولين في وزارة الصحة بالقيام بمتابعة مثل هذه المراكز والشركات الوهمية التي تعلن عن منتجاتها يومياً في مختلف الصحف دون رقابة او تحقيق.. ويكون الضحية المستهلك.