تكاليف رحلة العمرة "الفايف ستارز" وصلت إلي 25 ألف جنيه في أوائل شهر رمضان أي ما يعادل تكاليف رحلة الحج بالطائرة لفرد واحد "مميز وليس فاخرا" ولفردين عن طريق البر أو البحر. وقبل أن نخوض في التفاصيل يجب أن نوضح أن مبلغ ال 25 ألفاً هو تكلفة رحلة العمرة وانتقلت عدوي العمرة الفاخرة من الحج السياحي للعمرة مؤخراً. فعندما قررت وزارة السياحة لأول مرة عدم التدخل في أسعار الحج بدعوة تطبيق آليات السوق الحر فقد انعكس هذا الوضع علي موسم العمرة خلال هذا العام والذي يتزامن موسمه قبل الحج بشهور قليلة. ولأول مرة في مصر تصل تكلفة رحلة العمرة أو تتقارب مع تكلفة رحلة الحج.. ويبدو أن السنوات القادمة طبقاً لهذه السياسة التي طبقتها وزارة السياحة سوف تؤدي إلي أحد الأمرين إما أن تصبح العمرة منافسة للحج في التكاليف وأشياء أخري.. أو إسناد تنظيم الحج بكامله إلي وزارة الداخلية باعتباره أقل تكلفة حتي عن أسعار العمرة التي تنظمها شركات السياحة. وأصبحت الشركات تتنافس فيما بينها وبدأ السباق "الماراثوني" علي تقديم برامج مميزة للعمرة وذلك في محاولة تحقيق أقصي قدر من الأرباح مادامت الوزارة قد تركت الأمر لآليات السوق، ولذلك فان النتيجة الطبيعية هي حق الشركات في تحديد أسعارها مقابل حق الوزارة فقط في مراقبة الشركات من أجل تطبيق البرامج التي أعلنتها. ونتيجة لارتفاع أعداد المعتمرين الذين يطلبون "العمرة الفاخرة الفايف ستارز" بدأت الشركات في تطبيق نظام جديد يقوم علي استضافة المعتمر في أحد الفنادق القريبة من المطار استضافة كاملة لمدة يوم واحد لحين موعد السفر وذلك لشرح البرنامج والإجابة عن أية استفسارات كما تقوم الشركات السياحية المنظمة للعمرة الفاخرة بنقل الأمتعة والحقائب من المنازل إلي المطار مباشرة. ونظراً لأن هذه الفترة تشهد زحاماً كبيراً تقوم الشركات السياحية التي تنظم هذا النوع من العمرة بتوقيع تعاقدات طويلة الأجل مع المنشآت الفندقية بالسعودية فئة النجوم الخمس، كما تتعاقد علي وسائل نقل داخلية مكيفة. وأيضاً تتعاقد هذه الشركات مع "الطيران السعودي" علي اعتبار أن لها الحق في نقل المعتمرين مباشرة إلي المدينةالمنورة ثم إلي جدة ثم يتوجهون إلي مكةالمكرمة بالأتوبيسات المكيفة. وكما يكون لهذا النوع من المعتمرين في نظام التنقل الداخلي سواء إلي الحرم النبوي أو الحرم المكي والعودة للفنادق موقف خاص بهم. ويقبل علي هذا النوع كما يقول أصحاب الشركات التي تنظم هذا النوع من العمرة بعض رجال الأعمال وعائلاتهم والفنانين وبعض الشخصيات العامة وقليل من الرياضيين. وتقسيم العمرة الفاخرة في رمضان إلي ثلاث عمرات العشر الأوائل ويتراوح سعرها ما بين 12 و15 ألف جنيه وعمرة الأيام العشرة الوسطي ويتراوح سعرها ما بين 15 و20 ألف جنيه أما عمرة العشر الأواخر من رمضان فيتراوح سعرها ما بين 20 و25 ألف جنيه. 15 شركة ومن جانبه يقول محمد رضا داود مدير إحدي الشركات التي تنظم هذا النوع من العمرة إلي أن عدد الشركات التي تنظم العمرة الفاخرة لا يتجاوز خمس عشرة شركة موضحاً أن السبب في تسمية هذا النوع بالعمرة الفاخرة أن راغبيها لا يتجاوزون 2000 معتمر من العدد الإجمالي الذي يصل إلي نصف مليون معتمر خلال العام كله بالإضافة إلي أن المعتمرين يقيمون في الفنادق الفاخرة في مكة لمدة عشر ليال وفي المدينة لمدة 3 أو 4 ليال. ويشير داود إلي أن معظم رواد هذا النوع من العمرة هم مجموعة معينة من رجال الأعمال وعائلاتهم وبعض الفنانين الذين يتوقفون عن العمل في رمضان نتيجة غلق المسارح لظروف العبادة ويرون أنها فرصة لالتقاط الأنفاس بعد الموسم الطويل. وعن ارتفاع الأسعار يقول رضا داود إن الأسعار خاضعة لآليات السوق وهذا النوع مكلف في خدماته لكن هناك بعض الشركات تقتنع بهامش ربح قليل وأخري لا ترضي إلا بهامش كبير ليغطي تكاليفها والبعض يعتمد علي اسم شركته أي ان اسم شركة معينة يترجم إلي أموال. ويؤكد أن رقابة وزارة السياحة تركز علي التزام هذه الشركات بتنفيذ البرنامج من عدمه فقط. تعويض الخسائر ويري العديد من خبراء الاقتصاد علي رأسهم د. حمدي عبدالعظيم الرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية أن شركات السياحة لجأت لتنظيم هذا النوع من العمرة لتعويض خسائرها نتيجة تناقص السياح الأجانب الوافدين لمصر بعد تفجيرات شرم الشيخ وطابا من خلال السياحة الدينية للحج والعمرة ببدعة العمرة السياحية علي غرار الحج السياحي. كما يري عبدالعظيم ضرورة إنشاء سوق تجاري في الموانئ والمطارات المصرية لبيع جميع الهدايا والسلع التي تباع في الأراضي المقدسة ويكون بسعر البيع بالجنيه المصري لتفادي أي تذبذب في سعر الصرف أمام الريال السعودي خلال موسم الحج والعمرة. وبحسبة بسيطة نجد أن ال 2000 معتمر من أصحاب العمرات الفاخرة تكلفتهم تصل إلي 50 مليون جنيه سواء المبالغ التي يدفعونها للشركة أو لشراء الهدايا.