كيف تتكون أفكارنا؟ وكيف نصل إلي أفكار مبدعة؟ سؤال يحمل جوانب عديدة.. كان محل اهتمام العديد من القادة والمفكرين والعلماء ووضعوا له عدة اجابات ومناهج ونذكر منها علي سبيل المثال ما يطلق عليه ممارسات جاك ويلسن الذي تضمنها كتاب ساحر أوز.. تلك الممارسات "الاساليب" التي استندت الي 9 أركان هي: * الانظمة المبسطة. * تنمية الحكم الذاتي للأفراد. * إدارة الانشطة. * مهارات التوصل إلي نتائج - الإنجاز. * الابتكار التنظيمي. * التحول الثقافي. * المهارة والخبرة الفنية. * الحديث الصريح. * البرامج المتفتحة. وتحت كل من تلك الاركان يمكن ان نضع العديد من الادوات ولكن المشكلة التي توصل الي الكشف عنها العديد من الباحثين واسفرت عن توضيحها العديد من التجارب التطبيقية هي ان الابداع ليس معادلة حسابية يمكن تطبيقها فتأتي بالنتائج المرجوة ويتحقق الابداع علي طريقة 5 جرامات ذكاء + 2 جرام الهام + 3 جرامات اهتمام يكون الناتج ابداعا.. هذا أبعد شيء عن الصحة والصواب. وليس الابداع برشامة يمكن ان يبتلعها الفرد فيصبح مبدعا.. أو حقنة في العضل او تحت الجلد يأخذها فتسري في انحاء جسمه فيصير مبدعا. وبعد رحلة شاقة من البحث والتنقيب اتضح ان مشكلة الابداع تتمثل في امرين اساسيين.. الأمر الاول هو: محركات الابداع" والأمر الثاني هو:"الادارة الملهمة" اي الادارة التي تستطيع الهام الاخرين من العاملين معها وهذان البعدان هما الاهم في كل اركان وحلقات الابداع.. والبعض يعتبر الادارة المبدعة جزءا من محركات الابداع وعلي ذلك يصوغ المشكلة في امر واحد هو "محركات الابداع" ولكننا نفضل تمييز الادارة الملهمة في عنصر مستقل لاعتبارات سنذكرها في حينها. وعلي ذلك تتمثل قضية الابداع في سؤالين: السؤال الأول: "ما محركات الابداع"؟ والسؤال الثاني: ما الإدارة الملهمة؟ وبالنسبة للجانب الأول من قضية الابداع اومشكلة الابداع فانه يتمثل في الحقيقة القائلة بان الابداع لكي يتواجد فانه يحتاج الي حافز يحركه.. وهو ما نطلق عليه محركات الابداع - أو الحافز- وتلك المحركات كما توصل اليها العلم والتطبيق تتمثل في ثلاثة عناصر هي: المحرك الأول: هو "الحب لشيء ما". المحرك الثاني: هو العاطفة لتحقيق قيمة عليا. المحرك الثالث: هو الرغبة في الحقيقة. وسوف نعرض لتلك المحركات الثلاثة ثم نتناول بعد ذلك ما يتعلق بالادارة الملهمة بمشيئة الله.