وجهة نظر الآخرين في صناعتنا وصادراتنا هي المحك والمقياس للصناعة المصرية ومدي نجاحها أو فشلها بعيدا عن نظريات المؤامرة والاضطهاد. ومن أجل معرفة وجهة النظر الأوروبية في منتجاتنا من الصناعات الغذائية. استضافت الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة اثنين من الخبراء الألمان في مجال تجارة التجزئة للمواد الغذائية ومن هيئة معارض كولونيا بألمانيا حيث اجتمعا مع كبار مصنعي المواد الغذائية في مصر حيث دعا الخبيران المصنعين المصريين للمشاركة في معرض أنوجا وهو المعرض الدولي للاغذية والمشروبات الذي يقام في مدينة كولونيا بألمانيا في أكتوبر القادم والذي يقام كل عامين وهو أيضا المعرض الذي شاركت فيه مصر احدي عشرة مرة علي التوالي وفي كل مرة يشهد زيادة مطردة في عدد الشركات العارضة وعدد الشركات الزائرة. وفي اجتماع خبيري تجارة التجزئة الألمان مع مصنعي المواد الغذائية المصريين دار الحوار حول اسباب ضعف الصادرات الغذائية المصرية إلي السوق الأوروبي رغم الامكانات والفرص الكثيرة المتاحة أمام الصناعات الغذائية بصفة خاصة فما الذي ينقص تلك الصناعات لتتوسع وتأخذ مكانة ونصيبا متميزا في السوق الأوروبي. وما هي المعوقات التي تواجه التصدير للسوق الأوروبي؟. الافتقاد إلي سياسة ترويجية قوية وموحدة هي أهم ما تفتقده الصناعات الغذائية المصرية هكذا بدأ بيتي جروتس رئيس قطاع الاغذية بهيئة معارض كولونيا حديثه، واشار إلي أن السوق الأوروبي اصبح منفتحا لنوعيات جديدة من الأطعمة ويبحث عن الاطباق المميزة في كل دولة من دول العالم مثل المطبخ الصيني والتركي والترويج للمطبخ المصري والاطعمة المصرية لابد ان يتم من خلال رؤية ترويجية شاملة تشمل جانبا سياحيا في اقامة ليال مصرية واحضار طباخين يشرحون كيفية تحضير تلك الوجبات المصرية وجانبا تجاريا يركز علي اقامة علاقات تجارية قوية مع تجار التجزئة في جميع انحاء اوروبا.. والأهم من ذلك وضع استراتيجية ليكون للمنتجات الغذائية المصرية "اسم تجاري" يرتبط باذهان الأوروبيين واستراتيجية للترويج لهذا الاسم التجاري و"شعار" تتخذه هذه الصناعات المصرية. ويؤكد بيتر جروتس أن المشاركة في المعارض الدولية تمنح فرصة للمصدرين المصريين لمقابلة العملاء وأصحاب القرار والموزعين والتجار وعقد الصفقات المختلفة بشرط الاعداد الجيد لها وتنظيم جدول للمقابلات مع العملاء المستهدفين قبل بداية المعرض بوقت كاف ويضيف رئيس قطاع الاغذية بهيئة معارض كولونيا ان زيارته لمصر تستهدف دعوة أكبر عدد من المصنعين المصريين للمشاركة في معرض انوجا وهي أول زيارة يقوم بها لمصر وجاء ذلك في اطار زيارات ترويجية لدول أخري مثل المغرب وتركيا، مشيرا إلي أن البيع يكمن في نتائج التحليلات والأبحاث التي قامت بها هيئة المعارض وأشارت إلي الاهتمام الأوروبي المتزايد بالمأكولات العربية خاصة الأطباق المغربية والمصرية، لذا كان التوجه للمساندة الدولية لتعظيم صادراتهما للسوق الأوروبي. بينما أكد "جيرد هاريج" المدير التنفيذي للاتحاد العام الالماني لتجارة التجزئة للمواد الغذائية ببرلين.. ان الأمر لا يقتصر فقط علي تصدير مواد غذائية إلي السوق الأوروبي، فهناك فرص هائلة لشركات تجارة أوروبية للمجيء إلي مصر والاستثمار بها. وأشار هاريج إلي أن الصناعات الغذائية المصرية وصلت لمستوي جيد من الجودة والتغليف لكن المعوقات التي تواجهها هي الترويج الجيد وتوثيق العلاقات مع شبكات تجارة التجزئة في أوروبا. وهناك فرص متنامية لصناعات غذائية مصرية مثل العصائر وزيت الزيتون والبصل وهناك اتجاهات جديدة تتزايد في الطلب الأوروبي مثل الأطعمة نصف المجهزة والأطعمة الحيوية والعضوية والأطعمة التي بها اضافات غذائية وهي المجالات التي يركز عليها معرض أنوجا وهي مفتوحة للصناعة المصرية اذا استطاعت استغلال هذا الطلب الأوروبي المتزايد علي تلك الأطعمة. وكذلك استغلال النمو السريع لاستخدام الانترنت ففي أوروبا اصبحت خدمات تسليم المواد الغذائية القائمة علي أساس الطلب بالانترنت تأتي بمعدل دوران سنوي لرأس المال يبلغ 85.1 مليار يورو. كما أن هذه الخدمات عليها اقبال شديد في الولاياتالمتحدة وفرنسا واسبانيا وهولندا وسويسرا. وأضاف "هاريج" ان إعادة اكتشاف المنتجات الاقليمية أو الأطعمة المميزة لكل دولة وتوحيد عادات الأكل في انحاء العالم، هي عملية يجب أن تكون متزامنة مع اتجاه المواد الغذائية لطرح منتجات ذات علامة تجارة دولية وباسعار متنافسة.