هيئة ضمان الجودة تعتمد 14 مؤسسة تعليمية فى المنيا    عصام خليل: الحوار الوطني يناقش غدا آليات تحويل الدعم العيني لنقدي    وزير التعليم العالي: استراتيجية جديدة لربط البرامج الجامعية باحتياجات سوق العمل    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    آليات تحويل الدعم العينى لنقدى على طاولة مناقشات "الحوار الوطنى".. غدًا    المصرى للشؤون الخارجية: زيارة الرئيس السيسى لبكين تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون    وزير الإسكان يُصدر قراراً بإزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي    بايدن: ترامب «يهدد الديمقراطية».. والآن يمكنكم القبض عليه    نصر الله: نفذنا عملية على بعد أمتار قليلة من موقع إسرائيلي    مرصد الأزهر يدين حادث طعن في مدينة مانهايم الألمانية    فرنسا تلغي مشاركة شركات إسرائيلية في معرض دولي للأسلحة الدفاعية    الجونة يقصي بلدية المحلة ويتأهل لدور ال 16 بكأس مصر    مودريتش: الجميع يعتبرنا الفريق المفضل للتتويج بدوري أبطال أوروبا ولكن    الأرصاد تحذر من اضطراب حركة الملاحة البحرية غدا    معجزة من المعجزات.. كيف وصف هشام عاشور زواجه من نيللي كريم؟    سماع دوي انفجارات بمناطق شمال إسرائيل بعد إطلاق 40 صاروخا من جنوب لبنان    جنا عمرو دياب تدعو لمقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل | صورة    علماء الأوقاف: حقوق الفقراء والمساكين في المال لا تقتصر على الزكاة المفروضة    الصحة: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة    إنجاز عالمي جديد.. "الرقابة الصحية" تحصل على الاعتماد الدولي من الجمعية الدولية للرعاية    هل المشمش يرفع الضغط؟    صحة دمياط: ضبط 60 كيلو من سمكة الأرنب السامة قبل وصولها للمواطنين    محمد صبحى يوافق على تجديد تعاقده مع الزمالك    ماذا قال كاكا عن مواجهة ريال مدريد ودورتموند في نهائي أوروبا؟    حصاد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في أسبوع    تحية لكل من رحل تاركًا صوته خيالاً ومن لا يزال يصافحنا بصوته.. الإذاعة المصرية 90 عامًا من الخيال والمعرفة وصندوق الدنيا وبساط الريح    أحمد آدم: تاني تاني مناسب للأسرة.. وأعتمد فيه على كوميديا الموقف    موعد بدء التقديم لرياض الأطفال وأولى ابتدائي على موقع "التعليم"    بعد علمه بمرضه... انتحار مسن شنقًا بالمرج    نمو الاقتصاد التركي بمعدل 5.7% خلال الربع الأول    21 الف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    زيزو ليس بينهم.. كاف يعلن عن هدافي الكونفدرالية 2024    وصول جثمان والدة المطرب محمود الليثي إلى مسجد الحصري بأكتوبر "صور"    عمرو الفقي يعلق على برومو "أم الدنيا": مصر مهد الحضارة والأديان    ضمن مبادرة كلنا واحد.. الداخلية توجه قوافل طبية وإنسانية إلى قرى سوهاج    مرة واحدة في العمر.. ما حكم من استطاع الحج ولم يفعل؟ إمام وخطيب المسجد الحرام يُجيب    المفتي: عدم توثيق الأرملة زواجها الجديد لأخذ معاش زوجها المتوفي حرام شرعا    أزهري يوضح الشروط الواجب توافرها في الأضحية (فيديو)    "العاصمة الإدارية" الجديدة تستقبل وفدا من جامعة قرطاج التونسية    بالشماسي والكراسي.. تفعيل خدمة الحجز الإلكتروني لشواطئ الإسكندرية- صور    فرنسا تشهد أسبوع حافلا بالمظاهرات احتجاجا على القصف الإسرائيلى    في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين.. احذر التبغ يقتل 8 ملايين شخص سنويا    رئيس جامعة قناة السويس يُتابع أعمال تطوير المسجد وملاعب كرة القدم    تفاصيل حكم حبس حسين الشحات "سنة".. قانون الرياضة "السر"    محافظ أسوان يتابع تسليم 30 منزلا بقرية الفؤادية بكوم أمبو بعد إعادة تأهيلهم    وجبة غداء تهدد حياة 8 أشخاص في كرداسة    مصرع وإصابة 3 أشخاص إثر حادث تصادم وحريق سيارة ميكروباص على طريق الدولي الساحلي    «حق الله في المال».. موضوع خطبة الجمعة اليوم في مساجد مصر    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    ميرور البريطانية تكشف عن بديل نونيز في ليفربول حال رحيله    تفاقم أزمة القوى العاملة في جيش الاحتلال الإسرائيلي    كيفية الحفاظ على صحة العين أثناء موجة الحر    تعرف على موعد إجازة عيد الأضحى المُبارك    الأعمال المكروهة والمستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة    البابا تواضروس يستقبل وفدًا رهبانيًّا روسيًّا    الطيران الحربي الإسرائيلي يقصف محيط مسجد في مخيم البريج وسط قطاع غزة    تامر عبد المنعم ينعى والدة وزيرة الثقافة: «كل نفس ذائقة الموت»    منتخب مصر يخوض ثاني تدريباته استعدادًا لمواجهة بوركينا فاسو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهندس رشيد محمد رشيد في حوار وضع »النقط علي الحروف«:
الرئيس مبارك قالها لنا.. التصدير حياة أو موت

لم اكن ادرك ان ترشيحي لتغطية رحلة المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة إلي المانيا سوف تصيبني بهذا القدر الكبير من الجهد والارهاق.. فهو انسان لا يكل ولا يمل.. ويقضي يومه كله في العمل وعقد الاجتماعات والزيارات واللقاءات مع المسئولين ورجال الاعمال.. وبينما كان الوفد المرافق له والمكون من 56 من رجال الاعمال المصريين من مختلف القطاعات التصديرية، يستطيع ان يختلس لحظات للراحة واحيانا للنزهة والتسوق.. إلا ان المهندس رشيد كان يرفض ذلك تماما ويؤكد ان كل لحظة من حق مصر، وان عليه واجبا ان ينتهز كل وقت في هذه الرحلة وكما في كل رحلاته السابقة لكي يقتنص فرصا تصديرية جديدة للاقتصاد المصري.
واشهد ان المهندس رشيد محمد رشيد هو واحد من هؤلاء الذين يؤمنون بالنجاح ويسعون من اجله.. ولا يمكن ان يعود من اي رحلة من الرحلات المكوكية التي يقوم بها، إلا ومعه عقود واتفاقات تصديرية.. وقد حاولت بقدر طاقتي ان اتابع تحركاته طوال وجوده في برلين وميونيخ.. وان اختلس كل فترة لحظات خلال الزيارة لأتبادل معه حوارا قصيرا.. ومن هذه اللحظات كان هذا الحوار الذي اعتقد انه مختلف عما دار معه من حوارات من قبل.
في البداية سألته: هل لي ان اطمئن علي مستقبل السلع المصرية.. وهل هذه السلع علي استعداد للمواجهة الشرسة في الاسواق الاوروبية؟
- قال المهندس رشيد محمد رشيد: هل تذكرين مقولة الرئيس حسني مبارك حين قال ان قضية التصدير حياة أو موت، ونجاحنا أو فشلنا فيه هو فشل للاقتصاد المصري، وهذه حقيقة لان الاقتصاد المصري واي اقتصاد في العالم تظهر انتاجيته وتنافسيته في التصدير، ثم لونظرنا لكل نماذج الاقتصاديات الناجحة في العالم في الخمسين عاما الماضية، سنجد انها نماذج لدول نجحت في منظومة التصدير، وانعكست علي قدرتها التنافسية مع الدول الاخري سواء داخل اسواقها أو خارج اسواقها، ولذلك كان علينا ان نضاعف الجهد في الاربع سنوات الماضية، ونجحنا في مضاعفة صادراتنا غير البترولية من 24 مليارا إلي 59 مليار جنيه، ومن هذا المنطلق اصبح لدينا رؤية وهدف لمضاعفتها مرة اخري في الاربع سنوات القادمة.. والجديد في هذه القضية ان يعلن الرئيس مبارك تبنيه لهاوتصبح مشروعا قوميا واصبحنا مطالبين بمضاعفة صادراتنا من 001 مليار إلي 002 مليار جنيه، ولذلك اعددنا خطة متكاملة ومجالس تصديرية ونجاح هذه الخطة مرتبط بنجاح رفع انتاجيتنا في مصر بسلع اجود وارخص، تدخلها تكنولوجيا اعلي وقيمة مضافة وقدرة علي خدمة افضل، المهم وصولك للاسواق ووجودك داخل الاماكن الصحيحة.. لذلك نعمل بتكامل واضح وشراكة كاملة بين المنتجين والمصدرين والحكومة وبين مختلف القطاعات فعلي سبيل المثال نحن بصدد إقامة اتحاد جمركي مع الدول العربية واتفاق اخر مع سنغافورة وامريكا اللاتينية لقطاعات النقل البحري والبري للاستفادة منها في التصدير.. وكل ذلك يحتاج إلي تحسين كبير في العمالة، فقد اعددنا خطة لرفع كفاءة 001 الف عامل كل سنة في منظومة التصدير.
حوافز للمصدرين
وما الحوافز التي يمكن تقديمها للمصدرين، وهل سيحصلون علي دعم من صندوق الصادرات؟
- الحكومة لديها دور مهم في مساندة وترويج الصادرات المصرية ونحن من جانبنا ضاعفنا صادراتنا .. وفي الاربع سنوات السابقة كانت هناك مشاركة حقيقية بين الحكومة والمصدرين، الذين ساعدتهم الحكومة في التسويق ورفع الجودة وعمليات النقل والمعارض والاتفاقيات التجارية، فهذا هو دورنا.. وقد اعلنا عن خطة جديدة لترويج الصادرات في السنة المالية الجديدة 0102/1102 تعتمد علي عناصر جديدة من حيث تعميق الصناعة، ان يكون لدي خامات اكثر ومواد اولية اكثر، حتي اجعل منافستي وانتاجيتي اعلي، وهناك خطة لتعميق الصناعة مرتبطة بالتصدير وبتقوية كل منظومة التسويق، فهناك اسواق معينة نحاول ان ندخلها بجرأة، وكمثال فقد اعطينا تخفيضا 05٪ من النقل لافريقيا كلها حتي يكون لنا تواجد في القارة الافريقية، واعطينا حوافز زيادة لمصانع الصعيد، ولدينا برنامج لألف مصدر جديد وكلها شركات صغيرة ومتوسطة نعلمهم ونعطي لهم دورات ونأتي لهم بعمال ونرسلهم إلي معارض وكل هذه الامتيازات هي حوافز للتصدير.
وكيف نعاقب المصدرين الذين يعملون علي طريقة الفهلوة والثلاث ورقات؟
هذه الظاهرة اختفت تدريجيا خلال السنوات الاربع أو الخمس الماضية، لاننا وضعنا ضوابط. واليوم لا يمكن لاي شخص ان يأخذ بطاقة لكي يكون مصدرا إلا بقواعد معينة وصارمة، من ضمنها ان يدخل في معهد التجارة الخارجية ويتدرب به، والرقابة علي الواردات والصادرات نفذت برامج كبيرة جدا في السنوات السابقة واختفت نسبة التلاعب في الصادرات والشيء المهم ان جهاز تحديث الصناعة يعمل اليوم مع 41 الف مصنع من المصانع الصغيرة والمتوسطة، وقد عملنا علي رفع كفاءتهم فارتفعت نوعية الانتاج في مصر واصبحت في نفس الوقت اداة لمحاربة العشوائية والمصانع العشوائية التي تريد ان تستفيد من هذا البرنامج يجب ان تقنن اوضاعها والمشكلة عندنا ان الاوضاع غير صحيحة تأتي من المصانع العشوائية التي ليست واضحة علي الخريطة.
خطة وطنية
تبلغ صادراتنا الآن الي السوق العالمية 79 مليار جنيه، فهل تعتقد انه بحلول عام 3102 سنصل إلي حلم الوصول بصادراتنا إلي 002 مليار جنيه؟
- لقد ترجمنا ذلك الحلم اليوم إلي خطة وطنية نقوم بتنفيذها بالفعل، ولكنها قابلة للنجاح أو للفشل، إلا ان المؤشرات كلها تقول اننا لدينا القدرة علي تحقيق هذه الخطة، ولو تحققت فان الحلم الذي حلمنا به العام الماضي قد تحقق، وان كان خطوة اولي واذا كان 002 مليار جنيه رقما جيدا إلا انه ليس كافيا ونحن نتمني ان يصل هذا المبلغ إلي 004 أو 005 مليار وتريليون لان دولا كثيرة سبقتنا في هذا المجال، ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ولا ننسي ان عام 4002 كانت صادراتنا فيه اقل من 53 مليار جنيه واليوم اصبحت 001 مليار وستصبح 002 وهكذا وكل مضاعفة لصادراتنا ينتج معها مضاعفة للدخل القومي المصري، وهذا معناه ان دخل المواطنين يزيد للضعف، ويرتفع مستوي المعيشة في مصر، وهو ما حدث بالفعل ومنذ عشرين عاما كانت تركيا دولة محدودة، واليوم المواطن التركي مختلف لانهم نجحوا في منظومة التصدير، وكذلك الصين وكوريا ايضا، وقد قرأت كتابا عن كوريا عرفت منه ان نجاحهم بدأ بخطة منذ الستينيات، كان دخل المواطن وقتها 08 دولارا في السنة واليوم 03 الف دولار حيث وضعوا خططا لمضاعفة الصادرات كل 3 سنوات ومضاعفة الدخل للفرد، واستمروا في هذه الخطة لمدة 03 عاما ونجحت في النهاية النجاح الباهر الذي شعر به كل مواطن في كوريا.. واملي ان يستمر التصدير عندنا في هذه الزيادة والتي ستنعكس علي دخل المواطن المصري ولكن لابد ان نعرف ان الطريق طويل ويحتاج لعمل كبير وجهد.
رحلات مكوكية
سمعت ان هناك من يطلق عليك لقب رشيد الطائر نظرا لكثرة رحلاتك المكوكية الي جميع بلدان العالم.. ما العائد علي المواطن المصري من هذه الرحلات؟
- اهم هدف اقتصادي في مصر هو خلق فرص عمل ورفع مستوي المعيشة، وفرص العمل تأتي من التوسعات والاستثمارات الجديدة، واذا نظرنا إلي ما حدث سنجد انه من الضروري ان نتوسع الي الاسواق الخارجية في ظل محدودية السوق المحلية.. والتصدير له ارتباط مباشر بزيادة العمالة ورفع مستوي المعيشة.. وهناك ارتباط مباشر ما بين زيادة التصدير ومصلحة المواطن المصري فلو انني ابرمت اتفاقا مع اوروبا لفتح بعض قطاعات الزراعة، فالفلاح المصري سوف يشعر بذلك مباشرة، فمثلا لو لدينا مشكلة في شحنات البطاطس إلي اوروبا وتم رفض شحنة منها في اليوم التالي، سنجد ان اسعار البطاطس انخفضت في مصر والسوق تتحرك بصورة اتوماتيكية، فلو أن هناك فرصة للتصدير فالمصدر سيشتري من السوق والسعر سيرتفع وبالتالي فالفلاح هو المستفيد.. لو كانت هناك فرصة لفتح اسواق المنسوجات في المانيا فإن المصانع التي تعمل وردية واحدة ستعمل ورديتين أو ثلاثا، فكلما تزيد صادراتنا كان هناك عائد مباشر علي المواطن المصري، وبالتالي سيكون هناك انتاج متزايد وعمالة اكثر ورفع لمستوي المعيشة.. وفي الربع الاول من العام الحالي زادت صادراتنا بنسبة 03٪ وهذه الزيادة قامت بانتاجها مصانع ومزارع هذا هو العائد المباشر للمواطن المصري.
قلت وما توقعاتك بحلول عام 5102؟ وهل سيتم تحرير التجارة بين جميع الدول العربية، وفقا لما اعلنته جامعة الدول العربية؟
- التجارة محررة، ولكننا اتفقنا واعددنا لمؤتمر القمة الاقتصادية في الكويت، ومصر كانت من الدول الرئيسية المعدة لهذا المؤتمر، وانا كنت المسئول عن هذا الملف.. واستهدفنا ان يكون في عام 5102 هناك اتحاد جمركي، وهي خطوة تالية لاتفاقية التجارة العربية، تسبق السوق العربية المشتركة.
روشتة النجاح
كان الكاتب الكبير الراحل سعيد سنبل يقول انك »منقذ للشركات الخاسرة« لماذا؟ وما روشتة النجاح التي تقدمها لبعض الشركات حتي تخرج من ازمتها إلي الانتعاش؟
- محظوظا ان التقي به اكثر من مرة، وتكلمنا كثيرا في اطار العمل.. والعملية في النهاية تبدأ بالتركيز علي البشر، وهذه هي المعادلة الاساسية في حياتي، والبشر هم اساس النجاح، ولان سوء ادارة البشر هو اساس الفشل، فكان دائما هو المدخل في اي موقف خاسر أو صعب. والمهم كيف ننمي البشر الموجودين خصوصا الشباب، والذين اري ان يتم الاعتماد عليهم ويكون هناك نوع من الحماس مع الاجتهاد واكتساب الخبيرة، اذن فعلينا ان نعلم البشر ونثق فيهم ونحدد لهم مهام، ووظائف محددة واهدافا واضحة ويتم محاسبتهم عليها.. والمهم ان اعطي المجتهد حقه والمقصر نحاسبه ولا نعاقبه، ونوضح له خطأه وكيف يحسن من نفسه، فالمعادلة كلها تعتمد علي البشر، والاعتماد علي سياسة النفس الطويل لان الاستعجال غير مفيد.
مشكلة مصر يمكن تلخيصها في نقص الكوادر الادارية.. فمتي يتم التخلص من الاساليب الخاطئة في الادارة؟
- في عام 4002 كان هناك عدد كبير من الشركات الصناعية لديها مشاكل، وكان ذلك نتيجة لحدوث انكماش الاقتصاد من 0002 إلي 4002 ولكن الوضع اختلف وحدث انتعاش ورواج بعد ذلك، ولكن ذلك لا يعني ان المصانع لن تتعرض لمشاكل، فدائما كل المصانع معرضة لمشاكل وهناك مصانع معرضة للافلاس، وذلك لاننا نحاول ان نخلق طبيعة مجتمع منافس، ومعناها ان المتميز هو الذي سينجح والخاسر هو صاحب الاداء غير الجيد، وهناك افلاس لبعض المصانع، ولكن يجب إدراك ان الافلاس ليس معناه اغلاق المصنع، ولكن معناه أن هناك من سيشتري المصنع وهو اقدر من صاحب المصنع علي ادارته وتحسين الانتاج.. وهنا اصبح موضوع الادارة مهما فاي مؤسسة انتاجية تفشل لسوء الادارة، وقد يكون السبب سوء اختيار الافراد، فلو اعتمدت علي اهل الثقة بدون خبرة فبالتأكيد سوف تفشل ولذلك فانا افضل اهل الخبرة والاختيارات الادارية السليمة وكذلك التكنولوجيا والتواجد في السوق اختيارات اساسية مهمة للنجاح وكلما تطور الاداء في الصناعة، تقل الاخطاء، وكلما يدخل في الصناعة اشخاص محترفون اكثر يزيد النجاح وغير المحترف يمكن ان يتعلم اما الذي لن يتعلم فسيفشل بسرعة.
التجارة مع المانيا
تبلغ وارداتنا من ألمانيا 2 مليار و066 مليون يورو، تبلغ صادراتنا 238 مليون يورو.. فما المتوقع خلال الفترة القادمة لزيادة حجم صادراتنا؟
- وارداتنا من ألمانيا اعلي من صادراتنا بالفعل.. ولكن يجب ان ننظر إلي ماهية هذه الواردات فإن 06٪ منها طاقة وغذاء وبعد ذلك تأتي السلع الأولية والخامات والمعدات الرأسمالية، وذلك لاننا نتوسع وكلما نتوسع سنأتي بماكينات وخامات من الخارج، والسلع الاستهلاكية لا تزيد عن 01٪ فإذا كنا دولة تنمو ونزود صادراتنا فتوقعاتي انه لمدة 51 إلي 02عاما قادمة ستكون وارداتنا أعلي من صادراتنا خصوصا اذا كنا معتمدين في الطاقة والغذاء علي الخارج، نحن اذا لم نكن نصدر فان الميزان التجاري لدينا سيكون اسوأ ولن نكف عن الاستيراد.. والمنظومة هنا اننا نعظم صادراتنا باسرع طريقة ممكنة، وليس مقلقا بالنسبة لي اننا نستورد كثيرا لان الجزء الاكبر من الاستيراد يشمل السلع الاولية والخامات والمعدات الرأسمالية وهذه التي تقوم بالعمل وتجعل هناك انتاج وعمال ومصانع ويخلق ذلك فرص عمل جديدة.
وما الآليات الجديدة التي تم بحثها لزيادة الصادات المصرية في السوق الالمانية؟
- ألمانيا دولة مهمة جدا ولكن ليس ألمانيا فقط فأوروبا هي الشريك التجاري الأول مع مصر، وقد مرت بأزمة اقتصادية كبيرة في العامين الماضيين، واليوم هناك مؤشرات ان المانيا بالذات وهي اكبر اقتصاد موجود في اوروبا سوف تستفيد من انخفاض اليورو لانها تعتبر المصدر رقم واحد أو اثنين في العالم، وانخفاض العملة سيجعلهم يصدرون اكثر واكثر، فهذا معناه ان هناك انتعاشة قريبة في الاقتصاد الالماني وبالتالي هناك حرص منا ان نري ما الذي نستطيع ان نفعله في السنوات القادمة مع ألمانيا فعندما اتحدث عن مضاعفة صادراتي يجب ان اعرف طريقي وان اضع قدمي في الاسواق التي بها فرص كبيرة بالنسبة لي، وبالتأكيد المانيا من هذه الاسواق وبالتالي لدينا قاعدة من التجارة معها ونريد ان نوسعها وندخل بها منتجات جديدة ونبني علي ما هو موجود وهناك كثير من المنتجات المصرية مازالت لم تدخل السوق الالمانية مثل السلع الهندسية، فبدأنا العمل فعلا مع شركات سيارات مثل مرسيدس وفولكس فاجن، ونعمل في صناعات إلكترونية ونريد ان نوسعها، وكذلك الخضراوات والفواكه نريد ان نتسع فيها ايضا، ومنتجات النسيج والملابس قاعدتها محدودة، والاثاث من الصناعات التي نجحت نجاحا كبيرا في فرنسا وايطاليا، ولكنها ليس لها وجود في المانيا حتي الان والمنتجات الكيماوية ايضا انتشرت بقوة في حوض البحر الابيض المتوسط ونحتاج ادخالها الي المانيا ولدينا فرص كبيرة في السوق الالمانية والمانيا بالنسبة لنا لها ميزة كبيرة انها مركز تكنولوجي عالمي وكثير من مصانعنا تستفيد من هذه التكنولوجيا والمزيد من التعاون في مجال التكنولوجيا سوف يساعدنا علي التصدير اكثر فالقدرة علي امتصاص هذه التكنولوجيا والقدرة علي المشاركة مع الجانب الالماني ستكون من العناصر المهمة في الفترة القادمة.
رجال الأعمال
وكانت لنا وقفة عن نشأته وعلاقته باسرته، فقلت له: والدك رحمه الله كان من اشهر رجال الاعمال في الاسكندرية، وان لم يكن ذلك اللقب معروفا حينئذ.. فهل تكون سعيدا عندما يقال عنك انك رجل الاعمال بعد ان اطلق الكثيرون علي انفسهم ذلك اللقب؟
- صفة رجل الاعمال للاسف في مصر اصبحت تحمل معان سيئة اكثر منها طيبة وكلمة رجل الاعمال اصبحت علي المشاع، فالذي يعمل صانعا أو يعمل تاجرا أو يبني عمارة يقال عليه رجل اعمال ورجل الاعمال الان معناه الانتهازي .. ونحن في النهاية نتحدث عن رجل انتاج فكل من ينتج وكل من يعمل عمل يحمل صفة المنتج، فانا منذ فترة محدودة احضرت 04 شابا وعمرهم اقل من 82 سنة وفتحوا شركات منذ 3 أو 4 سنوات، والذي اعنيه اننا نحاول اليوم تشجيع شبابنا بحيث يكون منتجا وصاحب عمل وصاحب مشروع ناجح.. ومطلوب منا ان نعرف اننا عندما نتحدث عن القطاع الخاص واصحاب المبادرة واصحاب الاعمال فهم اولادنا وشبابنا الذين سيبنون مصر غدا وهم المستقبل، فنحن نريد ان ننظر نظرة مستقبلية ومتفائلة وليست نظرة تاريخية.. وهناك ألوف من الشباب في هذا المجال و07٪ من اختياراتنا في الوظائف والتوزيع الانتاجي هم من الشباب.
تقديس العمل
وهل وضعت خطة لحياتك لتعمل بالتجارة؟
-طول عمري ومنذ ايام الجامعة وتحديدا في مرحلة اعدادي هندسة عملت في الصيف ثم في سنة اولي كنت اعمل طول الوقت بل كنت اعمل صيفا وشتاء وكنت اعمل في اشغال مختلفة مثل الزراعة والتجارة وفي شركات صغيرة ومع اصدقائي وعملنا العديد من المشروعات فهوايتي كانت ولاتزال هي العمل وخلال 03 سنة عملتها في مجال الصناعة في مصر اشتركت في بناء اكثر من 22 مصنعا.. ومن اجمل لحظات العمر ان يبدأ الانسان العمل في المصانع وهي صغيرة ويشارك فيها بالتعب والجهد لتتحول الي مصانع كبيرة، فالعمل والبناء شيء جميل جدا. ولم اتوقع ان اكون وزيرا ولم تكن الوزارة في ذهني ابدا، فأنا طول عمري اعشق العمل وتدرجت من شركات صغيرة إلي شركات كبيرة وبعدها عملت مديرا لاكبر شركات في العالم، واخذت خبرات محلية من القري والمزارع واسواق الجملة والمواشي وكل تجار الجملة والتجزئة، وعندما اذهب لاي محافظة فالتجار اعرفهم جميعا بالاسم، ومن هذه الخبرة انتقلت إلي الخبرة الدولية واصبحت موجودا في شركات عالمية في اكثر من 04 أو 05 دولة، وحياتي تلخصت في البناء والمبيعات والعمل والصناعة والتجارة الدولية ورغم انني اخطط إلا انني انسان أومن بالقدر ففي النهاية الانسان مسير في اشياء كثيرة.

وهل تأثرت بشخصية المرحوم والدك.. خاصة اننا نسمع انك اخذت طباعه السياسية وطريقة علاقته مع الناس وطموحاته؟ وهل النشأة لها اثر في حياتك؟
- والدي اساسا كان يعمل بالملاحة، وكان لديه العديد من شركات الملاحة ثم عمل بالملاحة الدولية، وفي نفس الوقت كان لديه خبرات كثيرة في مجالات مختلفة، وكان لديه علاقات لا حصر لها وقد استفدت منها كثيرا في عملي.. وبالفعل اخذت نفس طباعه وعلاقاته لان رأس مال اي شخص هو حجم علاقاته مع الناس، وهذا الشيء الوحيد الذي لا يستطيع احد ان يأخذه منه، وبالفعل فقد تربيت علي التعامل بكل سهولة وبساطة مع الناس، والحفاظ علي العلاقات والسمعة في السوق هي رأس مال مهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.