بالتعاون مع المجلس الأعلي للثقافة والجمعية الفلسفية المصرية ودار العين للنشر انعقد المؤتمر الدولي الثاني لقسم الفلسفة تحت عنوان «الفلسفة وحقوق الإنسان» بكلية الآداب جامعة القاهرة تحت رعاية د. حسام كامل «رئيس جامعة القاهرة» ومقرر المؤتمر د. سعيد توفيق رئيس قسم الفلسفة، واستمرت فعاليات المؤتمر لمدة يومين شارك في المؤتمر العديد من الاساتذة المصريين والعرب والاجانب. وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر شارك فيها سعيد توفيق وأنيس منصور ود. محمد المصباحي ود. زين العابدين ابو حضرة «عميد كلية الآداب». تعد قضية حقوق الإنسان قضية جوهرية وتشغل بال الكثيرين لا الفلاسفة وحدهم وإنما علماء الاجتماع والسياسة ومؤسسات المجتمع المدني الرسمية وغير الرسمية، بهذه الكلمات بدأ د. سعيد توفيق مقرر المؤتمر كلامه. البحث عن هوية الإنسان وأشار أنيس منصور مقرر لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلي للثقافة، إلي أن سكان أثينا القديمة اعتادوا أن يروا إنسانا يمشي حافي القدمين ومعه مصباح في ضوء النهار، وعندما سألوه عن السبب قال لهم. أنه يبحث عن الإنسان، ومات الرجل ومازال المصباح موجود ومتعدد الجوانب، وذكر منصور أن الفلسفات كانت دائما تعويضا عما أصاب الفرد وحريته. وأما د. زين العابدين أبو حضرة عميد كلية الآداب، فذكر أن الفلسفة جسدت حقا أصيلا من حقوق الإنسان وهو حرية الفكر والاعتقاد، وحرية البحث عن الحقيقة دون قيد أو مصلحة، وكل قضايا حقوق الإنسان لها أصول فلسفية. هذا وتضمنت جلسات المؤتمر عدة محاور هي التأصيل النظري لمفهوم حقوق الإنسان، وحقوق الإنسان في الفكر الإسلامي، وحقوق الإنسان في الفكر الغربي وثقافة حقوق الإنسان وحقوق الإنسان من الفكر السياسي ثم تطبيقات حقوق الإنسان. حقوق الإنسان مفهوم غربي وأشار د. حسن حنفي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة أن بعض المفاهيم الفلسفية مثل مفهوم «حقوق الإنسان» ليس له تحديد نمطي بل يتوقف علي الاتجاه الفكري، وهي ليست بالضرورة فردية بل هي جماعية ايضا «حقوق الأفراد وحقوق الشعوب»، كل الحقوق متشابهة تدعو إلي حقوق الإنسان، ولكن في الواقع تختلف طبقا للظروف الاجتماعية والسياسية لكل مجتمع تقليدي. تطور مفهوم المواطنة وتحدث د. أنور مغيث جامعة حلوان عن مفهوم المواطنة ووضح أنه من أكثر مصطلحات الفلسفة السياسية رواجا واستخداما في وسائل الإعلام وخطب القادة السياسيين وتمردات المحكومين وهو متداخل مع مصطلحات أخري، فيصعب أن نجد تمييزا بين المواطنة وحقوق الإنسان أوالديمقراطية أوالعلمانية أو الحكم الرشيد، وقد استخدم أرسطو هذه الكلمة في وصف الفرد الذكر الحر المشارك في إدارة المدينة، وفي غمار كفاح البرجوازية ضد الإقطاع عملت الثورة الفرنسية- لاسيما بعد اصدارها إعلان حقوق الإنسان والمواطن- علي شحن هذا المصطلح بمضمون ثوري يقرنه بنوع جديد من العدالة هي العدالة السياسية. ثم ادخل فيشته إبان المقاومة الألمانية للاحتلال النابليوني علي مفهوم المواطنة بعد الانتماء للثقافة القومية وادخال فكرة التربية الوطنية في المدارس.