لازالت مأساة وكارثة بورسعيد تلقي بظلالها علي المجتمع الرياضي العالمي بعد أن غاب العقل وسيطر الغضب وهيمن العنف ووقعه الفاجعة المروعة خلال منافسة في كرة القدم اندثر خلالها النموذج الحقيقي للولاء والانتماء للوطن والوطنية فقد أوضح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر بأنه لا يمكن أن يغمض عينه عن مجزرة بورسعيد والمأساة التي شهدتها وراح ضحيتها أكثر من 70 مشجعا في مطلع شهر فبراير الحالي وأشار تحدثنا بهذا الشأن وسنواصل محادثاتنا وسنواصل أيضا مساندتهم لقد كان يوما حزينا لكرة القدم العالمية وليس لكرة القدم الأفريقية فحسب. إن الكوارث التي حدثت في ملاعب كرة القدم رغم قسوتها إلا أنها لم ترق لفكر المؤامرة حيث جاءت لأسباب عديدة ومختلفة منها سوء تنظيم دخول المتفرجين ككارثة ملعب هيلسبره بانجلترا بين ليفربول وتوتنجهام فورست في قبل نهائي كأس انجلترا 15 أبريل 1989 وأخري كارثة جوية سقوط طائرة مانشستر يونايتد في 6 فبراير 1958 وأطلقت عليها بكارثة ميونيخ الجوية.. وهناك مأساة هي الأسوأ في تاريخ الرياضة حدثت في الملعب الدولي بالعاصمة البيروفية ليما 24 مايو 1964 وذلك ضمن التصفيات الأمريكية الجنوبية المؤهلة لأوليمبياد طوكيو الصيفية 1964 بين المنتخبين البيروفي والأرجنتيني وفي شدة العدائية بين البلدين تسبب الحكم في إلغاء هدف لمنتخب بيروفيل النهائية بدقيقتين والمنتخب الأرجنتيني متقدم بهدف مما قاد المشجعين البيروفيين لحالة هستيرية أدت إلي قتل 318 شخصا أغلبهم في المعسكر الأرجنتيني، إضافة إلي 500 مصاب بعد نزول الجماهير إلي أرضية الملعب.. ولن نذهب بعيدا عن الملاعب الأفريقية وتحديدا في غانا، حيث شهد ملعب «أكرا» الوطني أسوأ كارثة كروية في أفريقيا بعدما لقي نحو 130 شخصا حتفهم وأصيب 150 آخرون جراء أحداث شغب شهدتها المباراة التي جمعت بين فريقي هارتس أوف أوك وأشانتي كوتوكو في مايو 2011 أيضا بعد إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية معلنا فوز هارتس أوف أوك بهدفين مقابل هدف وبدأت أعمال العنف والشغب.. فالأحداث كثيرة ودائما ما تكون العواقب وخيمة إلا أن كارثة بورسعيد يطلق عليها شغب سياسي وليس المتعارف عليه شغب ملاعب لتدخل الأمور السياسية واستخدام بعض المرتزقة في ترويع الشباب من المشجعين المحبين إلي ناديهم «شباب الألتراس» لذلك ينتظر الفيفا جلاء الحقائق وبالطبع ليس الاتحاد الدولي بل جميع شعب مصر لتصل إلي الأيدي الخفية التي تعبث بأمن الوطن والقصاص منهم.