كامب ديفيد السلام العربي - الإسرائيلي، الأيدي تصافحت والوفود الرسمية التقت ولكن المصالح لم تلتق.. السلام صدرت به قرارات من فوق رءوس الناس أصحاب الشأن ومن وراء ظهورهم، وبعد مرور ثلاثة وثلاثين عاما علي كامب ديفيد ضُم الحرم الإبراهيمي ل«التراث اليهودي» ومنع المصلين من الصلاة في القدس وحرب غزة، وزحف المستوطنات وبعد أن كان إجمالي الأراضي المحتلة هو 65% من الأراضي الفلسطينية قبل السلام أصبحت الآن أكثر من 73% من الأراضي الفلسطينية محتلة بعد السلام.. في ظل هذه الظروف والأحداث ماذا لو رأينا المعاهدة ولكن بعيون فلسطينية. بداية يقول د. جاسر نصر الله: الأمل.. والحلم.. والبطولة.. والكرامة معان غابت عن حياتنا بسبب كامب ديفيد حتي غابت عن صحفنا وكتبنا وأقلامنا وأغانينا ماذا فعلت لنا اتفاقية السلام في ظل هذا الظلام الحالك الذي يتميز بالتهديدات والنذر ولا إزالة للمستوطنات ولا تنازلات عن أرض يرتفع عليها علم إسرائيل، وأي تحرير لأرض محتلة بالعنف هو إرهاب وسوف نرد عليه بإرهاب أشد منه.. أما سميرة طه خضر - ربة منزل - فتقول: وهي غاضبة جدا «اللي ودانا في داهية اتفاقية كامب ديفيد» العرب كلهم خاضعين للصهاينة، وخطأ كبير ارتكبه السادات لأن هذه المعاهدة لم تفد العرب جميعا بل حلت علينا بالخسائر، لأن كل بنود الاتفاقية في صالح إسرائيل الصهاينة فوق القانون وفوق كل اتفاقيات. وأضافت سميرة أن هذه الاتفاقية قد وضعت العرب جميعا في موقف مخز ولن تفيد حتي المصريين لأن إسرائيل عندما تريد أن تنقض علي مصر في أي وقت لن تعير أي اهتمام باتفاقيات مهما كانت. سلام لن يفيد لكن بكزة كامل عواد - ربة منزل فلسطينية من عرب ثماني وأربعين - فتقول ليس هناك أفضل من السلام جائز أن تكون كامب ديفيد أفادت المصريين أما بالنسبة لنا لن تفيد. وتتساءل وتقول أخرجونا من بيوتنا واحتلوا أراضينا فهل عدنا إلي أراضينا؟ وهل انتهت الحرب؟ وهل التزم الصهاينة ببنود معاهدة السلام؟. ومن بكزة إلي المهندس كرم الدين أحمد صالح يقول: هذه الاتفاقية أفادت في وقتها فقط فكان هناك هدوء نسبي وسلام محدود لكن الحقيقة أن هذا لم يدم طويلا وانتهي سريعا. وسواء كامب ديفيد أو غيرها فهي تضييع وقت مع الصهاينة وأعتقد أن مصر هي المستفيدة الوحيدة من هذه الاتفاقية. ثم يقول الشاب الفلسطيني أحمد عادل إبراهيم الطالب بكلية هندسة في انفعال: كامب ديفيد هذه عبارة عن عملية تضليل كبري ولا يري منها إلا ما يريد الآخرون له أن يري، كيف وضعوا أيديهم مع الصهاينة وهم كانوا ومازالوا يتمسكون بالمستوطنات وبالترسانة النووية التي تهدد بها العرب جميعا، أي سلام وأي اتفاقية وضعت رءوسنا في الطين، وجعلت كل العرب مكتوفي الأيدي لا يستطيعون مساعدة الفلسطينيين أثناء الحروب، وفي الحروب نجد أمريكا تختلق لإسرائيل الأعذار والمبررات وتختلق لنا الاتهامات. تجارة دبلوماسية أما السيد صالح شحادتة - تاجر فلسطيني - فيقول: كامب ديفيد كانت اتفاقية سلام إسرائيلي بالشروط الإسرائيلية وقد منحت الفرصة لإسرائيل في القضاء علي أراضينا وما هي إلا مجرد تجارة دبلوماسية وإسرائيل هي التاجر الواعي، والتجارة الدبلوماسية لعبتها. لعبة كامب ديفيد ثم ننتقل إلي هاجر جابر كراوية - طالبة بكلية تجارة - فتقول: العرب قد دفعوا كل ما لديهم في لعبة كامب ديفيد التي قيدت العرب بسلاسل ما يسمونه السلام بل هو في الحقيقة استسلام بكامل إرادة العرب. وفي غضب يعلق إيهاب نصوح عواد قائلا: ما هي الفائدة التي عمت علي الفلسطينيين من كامب ديفيد؟ مازلنا مشردين ومطرودين، ومازلنا نعيش في غربة ونعيش أجانب في بلاد عربية مختلفة، كلها شعارات وجمل مفيدة لا فائدة منها، ولن نخرج من كل اتفاقية أو مؤتمر أو اجتماع إلا بأضعف الأشياء وهو الدعم المالي الذي لم يصل إلينا، والواقع مرير.. معذبون داخل وخارج البلاد. إيمان عبدالعليم - طالبة الحقوق - تعلنها صراحة مدوية الصهاينة هم الصهاينة كررنا ذلك حتي بحت أصواتنا، لكن الأمة لا تريد أن تصدق رب الأرض والسماوات كان الصهاينة أوفياء بالعهد علي مدي التاريخ، لقد نقضوا العهود مع الأنبياء، ومع رب الأرض والسماء ثم يفي اليوم الصهاينة بالعهد للحكام والزعماء، وهم المصرين بحلم السلام الدائم مع الصهاينة لن يطول لأن الدور قادم ومصر هدف أساسي لهم ولقد ماتت عملية السلام وقلنا ذلك مرارا وتكرارا فلم يصدقنا أحد.. الشعوب تصرخ بأشياء غير ما تريد إرادة الحكماء. أما الطفل عمر هاني سيد صالح فيقول في براءة: «مش عاوز سلام مع الصهاينة عشان هم بيقتلوا اخواتي في فلسطين وأنا مش بحبهم». أما طالبة الإعدادي ندي محمد فكري تقول: «أنا بسمع كتير عن سلام مع إسرائيل ومش بشوف أي سلام وأكبر غلطة كانت معاهدة السلام مع الصهاينة عشان هم أصلا مش بتوع سلام».