خمس قضايا سياسية يتفق الطرفان علي إمكانية العمل خلالها في أعقاب اللقاء الذي تم يوم الأحد الماضي في قاعة د. فؤاد مرسي بحزب التجمع بين وفد من جماعة الإخوان المسلمين ضم د. محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد ود. محمد البلتاجي عضو الكتلة البرلمانية ود. سعد عمارة القيادي الإخواني في دمياط، ووفد حزب التجمع المكون من نائبي رئيس الحزب أنيس البياع ود. سمير فياض وحسين عبدالرازق عضو المجلس الرئاسي ونبيل زكي الأمين العام المساعد للشئون السياسية وفريدة النقاش عضو المكتب السياسي ورئيس تحرير «الأهالي»، وبحضور محمد فرج الأمين المساعد للتثقيف ونبيل منصور أمين الحزب في القليوبية، وأحمد عبدالقوي أمين الحزب في الفيوم ود. محمد رفعت من قيادات الحزب في القاهرة. أعلن نبيل زكي ود. محمد علي بشر أن وجود مساحة كبيرة من الاختلاف الفكري والأيديولوجي بين الطرفين لا يحول دون عمل الطرفين في القضايا محل الاتفاق، والتي تشمل ضرورة إلغاء حالة الطواريء المعلنة منذ أكثر من 28 عاما، وعدم جواز محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري وأن يمثل كل مواطن أمام قاضيه الطبيعي، والعمل علي إلغاء القانون 100 لسنة 1992 الخاص بالنقابات المهنية، وضرورة إحداث تغيير جذري في الدستور القائم والتشريعات المرتبطة به في اتجاه التحول إلي دولة ديمقراطية، وتوفير الضمانات القانونية لإجراء الانتخابات القادمة «شوري - وشعب - ورئاسة» بحرية ونزاهة، ومساندة الشعب الفلسطيني لتحرير أراضيه والدفاع عن القدس. وكان الاجتماع قد عقد بناء علي طلب من جماعة الإخوان المسلمين، علي ضوء تجربة العمل المشترك بين حزب التجمع والأحزاب والقوي السياسية بما فيها الإخوان المسلمين في دمياط، وتولي أنيس البياع نائب رئيس الحزب الذي قام بإدارة الحوار، وكذلك د. سعد الكتاتني شرح تجربة العمل المشترك في دمياط خاصة في جهود دعم الشعب الفلسطيني وكسر الحصار المفروض علي قطاع غزة. وأشار حسين عبدالرازق أن تجارب العمل المشترك مع الإخوان امتدت منذ ائتلاف المصريين ضد اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة الصلح المصرية في نهاية سبعينات القرن الماضي، مرورا بتجارب عديدة في الثمانينات، وصولا إلي تجربة لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوي السياسية «التجمع - الوفد - الناصري - الأحرار - الإخوان - الشيوعيين» منذ عام 1995 وحتي عام 2000. وأضاف أنه رغم إيجابيات هذه التجارب فالسلبية الرئيسية تمثلت في أن الإخوان كانوا يحددون مدي التعاون والاقتراب من الأحزاب والقوي السياسية بطبيعة العلاقات مع السلطة، فيقتربون من المعارضة عندما يشتد قمع السلطة لهم، ويتباعدون عندما ينخفض حجم القمع، كما أشار إلي أن برنامج الإخوان الذي طرح في مارس 2004 تضمن فعليا إقامة دولة دينية «إسلامية» والتمييز ضد المرأة والأقباط. وطرح د. سمير فياض تساؤلا حول اتجاه الإخوان الحالي للتنسيق مع الأحزاب والقوي السياسية، وعلاقته بالتغيير الأخير في قيادة الجماعة، وقال إن التجارب السابقة كانت سلبياتها أكثر من إيجابياتها لأن التوافق كان شكليا، وأكد أن اللقاءات وحدها لا تبني الثقة، وإنما الأفعال والتنفيذ العملي لما يتم الاتفاق عليه مشيرا إلي موقفهم العدائي ضد خالد محيي الدين في دائرة كفر شكر عام 2005. وركزت فريدة النقاش علي بعض القضايا المرتبطة بالحريات ومواقف ملتبسة للإخوان منها، مشيرة إلي حديث النائب الإخواني حمدي حسن ودفاعه عن النقاب، والمواقف السلبية من حرية الفكر والإبداع، والأقباط، محذرة من أن هناك من الإخوان من يعيش بعقلية الفتح الإسلامي، ويطالب بدولة دينية وتشكيل «هيئة كبار العلماء» التي تعرض عليها كل التشريعات قبل صدورها، لتري مدي اتفاقها مع الشريعة الإسلامية!!. وتحدث د. محمد البلتاجي مؤكدا أن قضية الحريات هي قضية أساسية علي أجندة الإخوان ولا تنفصل عن باقي القضايا، وأن مبادرة الإخوان للتحاور مع الأحزاب والقوي السياسية وعلي رأسها حزب التجمع - وحزب الوفد - تهدف إلي توحيد عمل كل الأحزاب والقوي السياسية وإيجاد آلية للعمل المشترك لإنقاذ الوطن من حالة التدهور السياسي، فلا توجد قوة واحدة تستطيع إنقاذ الوطن، وأشار إلي ما طرحه د. محمد البرادعي في برنامجه مؤكدا أنه لم يأت بجديد فكل ما طرحه يأتي ضمن مطالب الأحزاب والقوي السياسية ومنها جماعة الإخوان منذ سنوات، ومن ثم فنحن نؤيد مطالبه ولا علاقة لذلك بترشحه لرئاسة الجمهورية وأكد أنه ليس لديهم مرشح لرئاسة الجمهورية. وقال د. محمد علي بشر إن الإخوان علي استعداد للتنسيق مع أحزاب المعارضة في الانتخابات القادمة، وأنهم سوف يدعمون كل المرشحين من المستقلين والمعارضين، وأكد أن الإخوان المسلمين ضد سياسة الإقصاء. وألح كل المتحدثين من الإخوان علي أنهم يريدون بناء دولة مدنية وليست دينية في مصر، وأنهم لا يسعون لإقامة حزب ديني، ويؤكدون علي حقوق المواطنة والمساواة بين المصريين جميعا، مسلمين وأقباطا، رجالا ونساء. وفي ختام اللقاء تحدث نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم التجمع ود. محمد علي بشر لأجهزة الإعلام والصحافة شارحين ما تم في الاجتماع. وينتظر أن يناقش المكتب السياسي لحزب التجمع نتائج هذا اللقاء بين التجمع والإخوان، والذي أثار ردود أفعال واسعة في الصحافة وأجهزة الإعلام، باعتباره أول لقاء بعد قطيعة استمرت عدة سنوات.