لم ينته الحوار الذي أجراه قيادات من حزب التجمع أمس مع عدد من نواب جماعة الإخوان المحظورة لأي تقدم يذكر لتقريب مواقف الطرفين، واقتصر الحوار علي عرض كل طرف موقفه من الوضع السياسي ونظام الدولة المدنية، تمسك فيه التجمع بمرجعيته المدنية في حين أصرت المحظورة علي رؤيتها الدينية للدولة. اللقاء استمر لنحو ثلاث ساعات وشارك فيه من التجمع سبع قيادات د. سمير فياض وأنيس البياع وحسين عبدالرازق ومحمد فرج وفريدة النقاش ومحمد رفعت ونبيل زكي في حين مثل الإخوان د. محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد والنائب محمد البلتاجي ود. سعد عمارة مسئول إخوان دمياط. د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع التزم مكتبه ورفض استقبال وفد الإخوان نظرًا لطبيعة التمثيل بين الوفدين، وعرضت قيادات التجمع الخلافات بين الحزب والجماعة المحظورة خاصة فيما يتعلق بالدولة الدينية والدولة المدنية حيث إن موقف الإخوان غير واضح من المرأة والأقباط وأيضًا جدية الفكر والتعيين إذ يشجعون قضايا الحسبة التي ترفع علي علي الإبداع والمبدعين. وأكدت قيادات التجمع أنهم ضد موقف الإخوان من برنامجهم المرتبط بوجود لجنة لأهل الحل والعقد تفرض عليها مثل ولاية الفقيه في إيران، وكانت المفاجأة أن أحد قيادات الإخوان قد أشار إلي أن هذه الفقرة تم حذفها من برنامج الحزب الذي لم ير النور حتي الآن. اللافت أنه رغم إعلان د. محمد علي بشر خلال اللقاء أنهم مع الدولة المدنية وضد الدولة الدينية ومع حرية ترشيح الأقباط والمرأة إلا أنه فاجأ المشاركين قائلاً: لا تفرضوا علينا تصويتًا معينًا.. نحن نصوت للمسلم. وإلي عدد من قيادات الحزب نقطة أخري حينما تحدثوا عن إصرار الجماعة علي ترشيح محمود تيمور ضد زعيم الحزب خالد محيي الدين في دائرة كفر شكر الانتخابات الماضية وهي كانت نقطة خلاف أساسية طرحها أكثر من عضو من أعضاء التجمع وأكد وفد الإخوان أن هناك أخطاء في الماضي يمكن أن نتلافها، خاصة أنه كان هناك تنسيق بين التجمع والإخوان في دائرة أجا وأوسيم. وأعقب اللقاء مؤتمر صحفي.. وأكد نبيل زكي أنه بناء علي مبادرة مشتركة من حزب التجمع وجماعة الإخوان في دمياط عقد هذا الاجتماع، مشيرًا إلي أن حزب التجمع يؤكد موافقته المبدئية تجاه قضايا مهمة وملحة منها التصدي لاستمرار فرض حالة الطوارئ والمحاكمات العسكرية وضد مثول أي متهم إلا أمام قاضيه الطبيعي، ويؤكد إصراره علي إجراء إصلاحات دستورية وتشريعية والعمل علي إصدار قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي يضمن سلامة الانتخابات والنضال ضد القانون 100 الذي يقيد العمل النقابي ويلتزم الحزب بمزيد من الجهد لدعم الشعب الفلسطيني.. وانتهي حديث زكي حيث لم يتطرق كلامه لأي نقاط تتعلق بالحوار وهذا له دلالة واضحة وهو أن الحزب لا يريد توريط نفسه مع حوار مشترك وحقيقي مع الجماعة فلغة زكي كانت جافة في الحديث عن الجماعة. في المقابل حاول محمد علي بشر تجميل اللقاء وأكد أنه بداية حوارات مع حزب التجمع والأحزاب الأخري حيث أكد بشر أن اللقاء جاء إيجابيًا ويبشر بمستقبل للعمل الوطني، وأن هذا اللقاء هو بداية تعاون مع جميع القوي السياسية خاصة في قضايا الإصلاح ومواجهة الطوارئ والمطالبة بتعديلات دستورية، مؤكدًا أن اللقاء هدفه تضييق مساحة الاختلافات بين الإخوان والتجمع، مضيفًا أن هذا بداية للقاءات أخري مع الأحزاب الأخري.