إلي النائب العام تصريحات عديدة «تشين» أصحابها عندما يزعمون أن المتواجدين في التحرير «قابضين وتحركهم جهات أجنبية» وبعضهم أضاف: «كل واحد قابض 400 جنيه أو 500 جنيه»! أليس من سلطة النائب العام أن يستدعي هؤلاء ليسألهم عن أدلتهم ليقدموها ولو عجزوا يصدر قرارا بحبسهم علي ذمة التحقيق مهما كان وضعهم بتهمة نشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام.. أم أن الحبس فقط لعلاء عبد الفتاح وثوار التحرير؟ ابحث عن السبب اللواء مختار الملا عضو المجلس العسكري قال في المؤتمر الصحفي : «كلما اقترب موعد الانتخاب يزداد التوتر بشكل غير مبرر علي الإطلاق» لكنه لم يشر إلي السبب الحقيقي للتوتر عندما داهمت الشرطة خيام مصابي الثورة لتفريقهم بالقوة وامتد هذا العنف غير المسبوق في مواجهة مواطنين توجهوا للتضامن مع المصابين. أصل الاعتصام لماذا اعتصم المصابون أصلا في الميدان؟ يجيب أحدهم بتلقائية : «توجهنا إلي اللواء محسن الفنجري وطلبنا صرف معاش لبعض المصابين بشلل رباعي، فقال لنا: (بعدين). طلبنا منه جدولا زمنيا فقال الفنجري : «مش انت اللي تديني أوامر.. لولك حق انزل التحرير.. يعني نزلنا بناء علي كلامه واعتصمنا». انتهي كلام المصاب علي مسئوليته. سم قاتل اللواء مختار الملا أكد أن الشرطة لم تستخدم الخرطوش فهل كان «الهواء به سم قاتل»؟ وإذا كان سيادة اللواء يري أن الطب الشرعي هو من يحدد كيفية قتل الذين ماتوا في التحرير فمن باب أولي ينتظر تحقيقات النائب العام ليحسم مسألة الخرطوش. ولكن الغريب قوله : «تجاوزات وسائل الإعلام التي تناولت إلقاء جثث المتظاهرين بجوار صناديق القمامة.. افتراء وتضخيم للأحداث» يا خبر.. العالم كله شاهد علي الجريمة عبر كل فضائيات الدنيا التي عرضت الفيديو وهو لا يكذب.. الافتراء الحقيقي هو ما فعله الأمن بأجمل شباب مصر. سؤال ؟ مبارك ووزير داخليته ورجالهما يحاكمون الآن- رغم البطء- بتهمة قتل المتظاهرين في يناير 2011 فمن الذي يجب أن يخضع للمحاكمة بتهمة قتل متظاهري الموجة الثانية من الثورة في نوفمبر 2011؟ تعلموا من التاريخ من العيب أن يتم الاستهزاء بثوار التحرير تحت دعوي «إنهم لا يمثلون كل الشعب المصري».. هل الذين هدموا سور برلين وتوحدت بعده ألمانيا كانوا كل الشعب الألماني؟ .. هل الذين فجروا ثورة بولندا كل الشعب هناك أم هي فقط نقابة العمال؟ وقس علي ذلك تاريخ الثورات في حياة كل الشعوب فلا تصدعوا دماغنا بما لا يفيد وتذكروا أن مبارك قال عن مقدمات ما حدث في 25 يناير «خليهم يتسلوا» فكانت الثورة. مجرد ملاحظة السبت فات «والحد» فات.. والاتنين والتلات والاربعاء كمان.. ثم قرر المجلس العسكري يوم الخميس اقامة مستشفي عسكري ميداني متكامل بميدان التحرير. كما قرر عقد مؤتمر صحفي بعد سقوط 41 شهيدا وبعد استهداف المستشفي الميداني بالتحرير.. وبعد.. وبعد.. كل ذلك تم عندما وصل التباطؤ إلي اقصي مدي وبعد مرور اسبوع كامل وقبل أن تهدأ الأحداث بساعات! نعيق الغراب قال سيادته: «لم يعد في الجراب سوي الغراب الذي ينعق بما لا يسمع.. اللعب القذر علي المكشوف .. أولاد الشوارع هم الذين تسلموا راية الثورة في مصر وسوريا.. ويدفعون الوطن إلي الهاوية..» وفي موضع آخر قال سيادته : «لأن المشهد يحكمه اللصوص والبلطجية فإننا جميعا أصبحنا محايدين.. حتي الذين يرفضون هذا السيناريو الأسود يرقصون كلامهم علي السلم.. حتي شيخ الأزهر أصدر بيانا مائعا ماسخا..» إلي هذا الحد وصل استهزاء محمد أبو كريشة بالجميع ولم يسلم من كلامه حتي العالم الجليل د. أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر. يا تري مين؟! من عناوين صحف أول أمس : «مصادر تؤكد : طنطاوي يريد تسليم السلطة.. والعسكري يرفض». يا تري مين «العسكري» اللي بيرفض؟! ع الماشي في ثورته الأولي (25 يناير)، نجح الشعب في إزاحة رأس نظام فاسد. وبدأت الموجة الثانية للثورة (19 نوفمبر) ، لإزاحة بقايا نظام فاسد. عاوزينها جاهزة عندما سأله الصحفي : «هل تنتظر أن يحكم الإخوان مصر؟!» أجاب مهدي عاكف المرشد السابق للإخوان المسلمين : «ليس الآن.. عندما تقوي مصر ويتعافي الاقتصاد ويتطور التعليم ويعود الأمن وتستقر المؤسسات»! يعني بعدما يشفي الشعب المصري لتقوي مصر ويتعافي اقتصادها ويعود الأمن و.. يأتون للحكم من غير تعب أو جهد! حضراتهم عايزينها جاهزة بعد أن تنهض وتقوي.. هل علشان يجروها ورا من تاني؟! هنا التحرير شباب التحرير تحركهم وطنيتهم وليست الجهات الأجنبية.. لقد علموا العالم كيف تكون المظاهرات الحضارية.. تابعوا ما يحدث في أوروبا وأمريكا لتشاهدوا يافطة «هنا ميدان التحرير».. (كفاية اختشوا علي دمكم واحترموا شبابنا وشهداءنا.. وتحية إلي أنبل ظواهر وطننا العظيم).