الشرطة العسگرية تقتحم الميدان مع الأمن المرگزي فض الاعتصام بالقوة وحرق الخيام والبطاطين ومتعلقات المتظاهرين معركة طويلة مع قوات الأمن المركزي شهدها ميدان التحرير منذ صباح السبت الماضي بعدما حاولت الشرطة فض الاعتصام بالقوة والذي كان مكونا من 29 مصابا فقط من مصابي الثورة الذين أصروا علي الوجود في الميدان، مما جعل الشرطة تفرط في استخدام العنف ضدهم وسحلهم واعتقال بعضهم وإصابة البعض الآخر، حتي زاد العدد المتواجد في الميدان بعد انتقال الأخبار عن ضرب مصابي الثورة وبدأت معارك الكر والفر بين الشرطة والمتظاهرين خاصة في شارع محمد محمود وأمام الجامعة الأمريكية بعد التراجع الأول للشرطة إلي وزارة الداخلية وظن البعض استسلامها للاعتصام إلا أن محاولات العنف ظلت مستمرة من إلقاء القنابل المسيلة للدموع بكثافة وضرب الرصاص المطاطي والخرطوش الذي أدي لارتفاع نسبة الإصابات بالوجه في اليوم الأول السبت الماضي. وبمرور الوقت انضمت جماعات الألتراس «الأهلي والزمالك» للميدان وكثير من الناشطين السياسيين والمواطنين العاديين الذين اندهشوا من استمرار تعامل الشرطة بهذا العنف كما لو كان 25 يناير وتوافد 15 ألف متظاهر علي ميدان التحرير وأعلنت وزارة الصحة إجمالي عدد المصابين الذي بلغ يومها 676 مصابا منهم سبع حالات إصابة بالعين تم نقلهم لمستشفي العيون الدولي و15 حالة بقصر العيني فيما استمرت الداخلية في معاركها «غير المبررة» مع المتظاهرين وأكد بعضهم أن الشرطة اتبعت أساليب غريبة في بداية فض الاعتصام حيث ذهب أحد قيادات الشرطة للحديث بلطف ثم هجوم العساكر في نفس اللحظة وإخراجهم من الصينية وتم مطاردتهم في الشوارع الجانبية للميدان وأصابت الكثير منهم حتي تمكنوا من العودة للميدان بعد زيادة عددهم وتدفقت أعداد كبيرة من المواطنين علي الميدان الذين استخدموا الحجارة في مواجهة الشرطة فيما أعلنت الداخلية التزامها بأقصي درجات ضبط النفس رغم عدد الإصابات الذي ارتفع والحديث عن سقوط قتلي في صفوف المتظاهرين. فيما أسفرت الأحداث السبت الماضي عن إصابة 11 صحفيا ومصورا بينهم 4 زملاء من جريدة «المصري اليوم» هم محمد كمال المصور، وأحمد عبدالفتاح بالموقع الإلكتروني وطارق وجيه وأبانوب عماد، وأيضا الزميل عمر زهيري «محرر بجريدة الشروق»، فيما استمر المتظاهرون بالميدان وبعضهم نصب خياما للمبيت وأعلنوا الدخول في اعتصام مفتوح وزاد عددهم في الليلة الأولي ليصل إلي 20 ألف متظاهر في المساء. فيما نظم شباب الميدان مسيرات ليلية تطوف الميدان توحد الهتافات والمطالب وتطالب بإسقاط حكم العسكر وإقالة منصور العيسوي. جاء اليوم الثاني «الأحد» بنفس تفاصيل اليوم السابق له والاختلاف الوحيد كان في نقص عدد المتظاهرين بالميدان حيث استمرت عمليات الكر والفر داخل شارع محمد محمود ووقعت معظم إصابات اليوم داخله فيما استقبلت المستشفي الميداني بالميدان «مسجد عباد الرحمن» عددا كبيرا من الإصابات نتيجة طلقات المطاطي والخرطوش التي كانت تطلقها الشرطة أيضا حالات الاختناق الناتجة عن القنابل المسيلة للدموع التي تم إلقائها بكثافة شديدة علي المتظاهرين ومرت الساعات طوال اليوم الثاني وحتي المساء والاشتباكات لاتزال عنيفة حتي بدأت الشرطة العسكرية في الخامسة من مساء الأحد في اقتحام الميدان وإلقاء قنابل مسيلة بشكل كثيف ومطاردة المتظاهرين والتعامل بعنف شديد وحرق متعلقات المتظاهرين من بطاطين وشنط وملابس وحتي إحراق الموتوسيكلات عمدا وتحطيم المستشفي الميداني وخيام المعتصمين وفض الاعتصام حتي تراجع المعتصمون إلي شارع طلعت حرب وكانوا بالآلاف ودخلوا في اشتباكات عنيفة مع الأمن المركزي مدعما بالشرطة العسكرية مما أدي لمزيد من الإصابات والتي تميزت بكسور في العظام بالأيدي والأرجل نتيجة تعامل الأمن بالعصا والهراوات مع المتظاهرين وأيضا إصابات طلقات المطاطي بأجزاء متفرقة من الجسم وإصابات بأعيرة نارية مما أدي لسقوط خمسة قتلي في اليوم الثاني ليصل العدد الإجمالي خلال 24 ساعة لعشرة قتلي. فيما ظلت الاشتباكات بطلعت حرب حتي انسحبت قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي وعاد المتظاهرون للميدان للمرة الثانية وسيطروا عليه وأغلقوا الشوارع المؤدية له بالمتاريس وظلت الشرطة تطلق القنابل المسيلة للدموع علي الميدان في شارع محمد محمود حتي الساعات الأولي من صباح اليوم الثالث «الاثنين» فيما فسر البعض محاولة الشرطة إرهاق المتظاهرين قدر المستطاع خاصة مع قلة العدد.