محافظ الإسكندرية يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (صور)    تحديث جديد لسعر جرام الذهب عيار 21.. «اعرف وصل لكام»    تفاصيل أعلى عائد على شهادات الادخار 2024 في مصر    "إكسترا نيوز "تعرض فيديوجراف عن خطة المواطن الاستثمارية في محافظة الفيوم    البيت الأبيض: لا نريد احتلالا إسرائيليا لقطاع غزة    اقرأ في عدد الوطن غدا: إعلان البحرين.. قرارات لدعم العرب وردع إسرائيل    مسلحون يقتلون 3 سائحين أجانب في أفغانستان    بعد الإعلان الرسمي.. 9 معلومات عن آرني سلوت مدرب محمد صلاح الجديد    «الحسم خلال أيام».. والد النني يكشف موقف عودته للأهلي بعد رحيله عن آرسنال | عاجل    عاجل: موعد نتيجة الشهادة الاعدادية الترم الثاني محافظة القاهرة 2024    السكة الحديد تقرر إيقاف بعض القطارات أيام الجمعة والعطلات الرسمية    التصريح بدفن جثة تلميذ غرق بمياه النيل في سوهاج    مهرجان المسرح المصري يعلن شروط مسابقة التأليف المسرحي في دورته ال17    يسرا تهنئ الزعيم بعيد ميلاده : "أجمل أفلامى معاك"    في ذكرى ميلاده.. لماذا رفض عادل إمام الحصول على أجره بمسلسل أنتجه العندليب؟    البيت الأبيض: لا ندعم أي عمليات عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية    بالصور- حمادة فتح الله وسارة مكاتب أول حضور زفاف ريم سامي    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي    النيابة تأمر بانتداب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق قرية «الحسامدة» في سوهاج    أوكرانيا تسعى جاهدة لوقف التوغل الروسي فى عمق جبهة خاركيف الجديدة    بعد غلق دام عامين.. الحياة تعود من جديد لمتحف كفافيس في الإسكندرية (صور)    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    مدير إدارة المستشفيات بالشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى فاقوس    حسام موافي يوضح أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلاح    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    عمرو يوسف يحتفل بتحقيق «شقو» 70 مليون جنيه    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    أحمد السقا: أنا هموت قدام الكاميرا.. وابني هيدخل القوات الجوية بسبب «السرب»    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    الوضع الكارثى بكليات الحقوق    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    مساندة الخطيب تمنح الثقة    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    إحباط تهريب راكب وزوجته مليون و129 ألف ريال سعودي بمطار برج العرب    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتي تظل مصر .. وطنا واحداً لشعب واحد
نشر في الأهالي يوم 19 - 10 - 2011

عفوا د. عصام شرف:قانون «دور العبادة الموحد» لا يعالج حالة الاحتقان بالشارع!
قام رئيس الوزراء د. عصام شرف بتكليف لجنة العدالة الوطنية بشأن قانون دور العبادة الموحد تمهيدا لاقراره في صورته النهائية من المجلس خلال اسبوعين،، والقانون المقصود الذي طرح في يونيو الماضي قد رفض لبعض مواده التعجيزية علي الاقباط. فكان موقف الكنيسة انذاك واضحا تماما، فالكنيسة الارثوذكسية قالت حينئذ إن القانون يتعارض مع الحق الدستوري في حرية العقيدة، والكنيسة الانجيلية تري القانون اغضب الجميع ووضع الناس امام
اختبار قوي. ووصفته بعض منظمات حقوق الانسان بانه قانون غامض.
بعد التعديلات التي أقرتها الحكومة الان وكان أبرزها خفض أدني مساحة ممكنة لدار العبادة إلي 300 متر مربع في المدن، و510 أمتار مربعة في القري, وذلك بدلا من500 متر مربع وفقا للنص الأصلي. كما تقرر خفض الحد الأدني المسموح به للمسافة بين أقرب دارين متماثلتين للعبادة لتصبح 500 متر بدلا من ألف متر، إلي أن "المادة الخاصة بنسبة دور العبادة إلي عدد السكان لازالت تحت البحث."
خطبة الجمعة لرفض القانون
ويأتي مناقشة مجلس الوزراء وحرص المجلس العسكري لاقرار القانون الموحد لدور العبادة محاولة للخروج من حالة الاحتقان التي سببهتا الانظمة السابقة في مصر، من وضع قيود وشروط مجحفة لاستخراج تصريحات بناء الكنائس. ومع اعلان رئيس الوزراء الاسبوع الماضي عقب مذبحة ماسبيرو التي تعرض لها الاقباط المسيحيين عندما طالبو بحقوقهم في التظاهر وعرض مطالبهم في بناء دور عبادة _كنيسة_ دون شروط تعجيزية وتمييزية لانهم مواطنين مصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات. الا ان المتظاهرين فوجئوا كما فوجئ كل المصريين برد فعل الشرطة العسكرية والبلطجية بالعنف من قتل ودهس بالمدرعات امام ماسبيرو، ومن الواضح ان رئيس الوزراء د. عصام شرف اعتقد خطأ بان القانون الموحد لدور العبادة هو الحل للسيطرة والحد من حالة الاحتقان الموجودة بالشارع، فما حدث الجمعة الماضي ببعض المساجد والزوايا في عديد من المحافظات يدعو للتخوف اكثر، فقد خطب المشايخ من اعلي المنابر بأن ليس من حق "النصاري" بناء دور عبادة وكفي عليهم مالهم من كنائس واديرة، واستنكر بعض الخطباء الاخرين "كيف يتساوي النصراني بالمسلم في مصر الاسلامية؟" وقد استندوا هؤلاء المشايخ المبجلين ببعض احاديث نبوية تحث علي منع بناء الكنائس بل هدمها مثل "ان الرسول (ص) وٌرد عن قوله: لا تصلح قبلتان في أرض واحدة، وليس علي المسلمين جزية"، ايضا ما ورَد في شروط عمر بن الخطاب علي النصاري ألاَّ يجدِّدوا في مدائن الإسلام، ولا فيما حولها كنيسة ولا صومعة، ولا دَيرًا ولا قِلاَّية. ..اذن د. شرف فالقانون وحده لايكفي لعودة السلام بين المسلمين والمسيحيين مصر ولن يسمع له احد.. لان المواطنين سيسمعون لمثل هؤلاء المشايخ الذين يحللوا ويحرموا كما اردوا دون محاسبة ومن ثم ننتظر مزيدا من الدماء طالما ظل هؤلاء المسيطرون علي عقول الناس دون حساب او عقاب من الازهر او وزارة الاوقاف لتغيير لغة الخطاب الطائفية التمييزية.
اختيارين لاثالث لهما
وعلي حد تعليق كمال زاخر منسق التيار العلماني فنحن امام خياران لا ثالث لهما، إما أن نخضع الدولة للفتاوي كمصدر للتشريع أو ان نختار النسق المدني الذي يؤكد سيادة القانون وفق المعايير الدولية والدستور المدني، ونحن كأقباط لا نقبل ان يكون معبرنا الي الحقوق من خلال خطب الجمعة وما في حكمها، والخطر ان المؤشرات تقول بما هو أفدح بدءاً من تشكيل لجنة تعديل الدستور ومرورا بمعالجات جرائم صول باطفيح وكنيستي امبابة. والإخراج الردئ لفاجعة ماسبيرو ومحاولات غسيل الايدي من مسئوليتها بشكل انتقائي ومناور، مشيرا إلي انه في كل الاحوال يجب طرح مسودة القانون قبل اصداره لمناقشة مجتمعية خاصة من القوي السياسية المختلفة والمهتمين بهذ الملف حتي نتجنب الاثار السلبية التي ستترتب علي مواقع الاختلاف فيه. وحتي لا نقع في حالة الارتباك ثانية مثلما حدث مع قوانين الانتخابات ومجلس الشعب. وحول مادة تناسب عدد السكان بعدد دور العبادة بالمنطقة تساءل زاخر عن القواعد الموضوعة لهذا البند ومن مسئول عنه؟
دوامة عنف جديدة
ولم يذكر رئيس الوزراء عن انعقاد جلسات حوار بين الاطراف، الامر الذي يعني ان اقرار القانون هو خروجا من الازمة وليس علاجا.. خاصة ان الازمة اصلا ليست في وجود قانون بقدر وجود وعي من المواطنين.. وهنا تكمن المشكلة كما اشار كمال زاخر الامر الذي لا يمكن اعتباره مخرجا من الازمة، خاصة بعد دخولها منعطفاً حادا بمواجهات ماسبيرو الدامية، وهذا ادعي للمطالبة بعدم صدوره قبل مناقشته من القوي السياسية والقانون بهذا الشكل يمثل اضافة لاسباب الاحتقان ستدخلنا في دوامة عنف جديدة كما اكد منسق التيار العلماني. فالموضوع يحتاج لمراجعة فعلية حقنا للدماء. ان قانون بناء دور العبادة يقدم حلا محفوفا بالمخاطر وتعديلاته لن تنزع فتيل الازمة بل تعمقها، ويحتاج للطرح علي مائدة الحوار والنقاش الجاد في اجواء محتقنة حتي لا نرحل المشكلة الي ما هو اسوء.
الخطاب الديني المتدني
اقرار القانون لايمثل حلا لازمة الاحتقان بالشارع المصري، وهذا ما اشار اليه د. إكرام لمعي المتحدث الرسمي للكنيسة الإنجيلية، منتقدا تعليق كل الامور المتعلقة بالاحتقان والعنف الطائفي علي قانون دور العبادة ماهو الا دفن رؤوسنا في الرمال وعدم وضع حل للازمة من جذورها. مؤكدا ان الحل الاول متعلق بأمن المواطن المصري وبيته ودار عبادته، ايضا من الناحية الثقافية تغيير النظرة للاقباط علي انهم جزء من الوطن وليس مجرد طائفة دينية. وعلي الاعلام ايضا تغيير سياسته التمييزية والتي تعد نقطة ضعف شديدة، بالاضافة للتعليم والمناهج الدراسية، وعدم خلط السياسة بالدين. وأكد لمعي ان احد الاسباب الرئيسية لاسباب الفتنة الطائفية يرجع للخطاب الديني المتدني لبعض المتعصبين والذين يشكلون الاغلبية.
انكار للمذبحة
اما الكاتبة الصحفية كريمة كمال، قالت نحن لانفهم ماذا يفعل المسئولين من تصرفات تجاه الازمة الاخيرة، فهل هناك مخطط لضرب الاقباط حتي يفقدوا تعاطف الشارع مع قضاياهم بالاضافة لاحداث تفتيت عن عمد بالمجمتع؟ فمن الواضح ان الحكومة والمجلس العسكري متخيلان ان الازمة ستنتهي باقرار قانون دور العبادة الموحد. فماذا تفيد التعزيات من قبل المسئولين في ظل حالة الانكار عن المذبحة التي حدثت وعدم الاعتراف بها، اما اقرار القانون الموحد ماهو الا حالة "اجبار" للقبول بالامر الواقع وان المسئولين مسلحين بسلاح السلطة ويملكون النسبة الاغلب بالشارع خاصة ان هناك ثقافة ان الاقباط ليس لهم حقوق اصلا وانهم تجاوزوا حدودهم بالاحداث الاخيرة وهذه هي الازمة. واشارت كريمة كمال ان الحكومة تريد ان تؤكد انها بالقانون الموحد قد حلت الازمة وهذا لم يحدث.
قانون تعجيزي
اوافق علي القانون اذا ساوِي بين شروط بناء المسجد والكنيسة" هكذا اكد الانبا بسنتي اسقف حلوان موقفه من القانون الموحد، مؤكدا اذا كان القانون خرج بصورة تعجيزية لبناء الكنائس فعدمه أفضل، متساءلا اذا كانت هناك منطقة سكنية جديدة وعدد السكان المسيحيين بها قليل هل هذا معناه عدم بناء كنيسة بها لعدم وجود عدد معين من المسيحيين؟ وطالب بسنتي ان توضع الكنائس الثلاث في الاعتبار عند مناقشة الموضوع وطرحه لمشاورة جميع الاطراف. وان حل الازمة انما موضوع كبير جدا يحتاج لنقاش واسع وليس اصدار قانون خاصة اذا كان اصداره سيخلق مشكلات جديدة.
مساواة
نحن نأمل من مجلس الوزراء تعديل بعض البنود الخاصة التي اعترض عليها البعض في يونيو الماضي. خاصة بند المساحة المطروح الان امام لجنة العدالة بمجلس الوزراء، علي حد قول رمسيس النجار المحامي، واشار النجار نتمني ان يخرج القانون مساوٍ بين الجميع دون تمييز وفي هذه الحالة ستنخفض نسبة الاحتقان في الشارع مابين 40 % 50% في الشارع المصري حتي ينتهي الخلاف علي بناء الكنائس، وسيتبقي لنا نقطة واحدة سنعمل علي حلها ايضا وهي "حرية العقيدة" للاسلام والمسيحية والتي سيصدر بشأنها قوانين الخطوة القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.