تغطية الأحداث متميزة ومحرضة وتفتقر المهنية والرؤية اتفق خبراء الاعلام علي قصور التغطية الاعلامية الخاصة باحداث ماسبيرو خاصة الاعلام المصري وظهور لهجة تحريض فئة ضد اخري. وصف د."حسن عماد مكاوي"عميد كلية الاعلام بجامعة القاهرة تغطية الاعلام المصري الحكومي لاحداث ماسبيرو بالسلبية والتحيز والمعلومات المغلوطة وافتقار المهنية وتصوير الاحداث وكأن الاقباط يعتدون علي القوات المسلحة وتعتبر التغطية شكلا من اشكال التحريض بحث المسلمين للدفاع عن القوات المسلحة ضد الاقباط اي تحريض لفئة ضد فئة اخري وكلام من هذا المنطلق ينافي الحقيقة بينما يري د."حسن" ان الايجابية بالتغطية كانت نقل الصورة الحية ولكن الكلام المصاحب للصورة سييء جدا ويعتبر سقطة كبيرة لتليفزيون الدولة. واضاف د."حسن"ان وزير الاعلام الحالي يمارس الممارسات ذاتها للنظام السابق والوزراء السابقين له من عدم فهم ووعي وغياب الرؤية التي تنعكس علي اداء التليفزيون المصري ،بما في ذلك تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتقييم الوضع ويرها د."حسن" انها ما هي إلا وسيلة للتسويف وتميع القضية لكي لا يحاسب المخطئون وهذا يدل علي اتباعه طريقة النظام السابق ذاتها. بينما تري د."هويدا مصطفي"استاذ الاعلام بجامعة القاهرة ان اللجنة التي شكلها وزير الاعلام شيء ايجابي لانه كان لايجب ان نطلق احكاما مطلقة ليتم التوصل لتقرير موثق ومحايد وتؤكد د.«هويدا» ان ما حدث من تغطية اعلامية كان يشوبه كثير من الملاحظات وبه قدر كبير من الانفعال وعدم الحياد في التغطية التي اثارت مشاعر المواطنين بعدم مراعاة المعايير المهنية التي كان لابد مراعاتها خاصة في الملفات الحساسة والامن القومي الذي يمس نسيج الامة الواحد الذي يتوجب عليهم تغطيته بموضوعية ودقة. وتضيف د."هويدا" لا ننكر وجود احتقان بالفعل وبالتالي فما حدث في احداث ماسبيرو وكان له جذور في احداث واعتصامات مماثلة ولم تفض علي اساس الطرق المرضية لامكانية حل الازمة وكان بدلا من احتواء الازمة بل بالعكس جاءت المعالجة الاعلامية للاحداث لتشعل الامر بمعلومات غير دقيقة واعلاميين يحرضون ويثيرون مشاعر الجمهور للخروج عن اطار الحياد والمهنية. وتلتمس د."هويدا" العذر لهؤلاء الاعلاميين في كونهم يتعرضون لضغوط كثيرة من مظاهر الاعتصامات والاحتجاجات امام المبني الذي يعملون به واحاطته بالدبابات والجنود مما يضع المهني في ضغوط تجعله يصاب بالارتباك كجزء من حالة الارتباك الكبري والفوضي التي يمر بها التليفزيون المصري وغياب الرؤية المتكاملة به للحراك داخله ولكن لا يوجد لدية الادوات لتلبية الطموحات سواء من الناحية المهنية او القيود الذاتية. وعن تغطية الاعلام الخاص تراه د."هويدا" مختلفة تماما وعلي النقيض من الاعلام الرسمي ولم تظهر الامور بميزان متوازن ،فليس شرط مهاجمة طرف ضد طرف وانما كنا نحتاج في هذا الوقت الحساس اعلاما متوازنا به معلومات حقيقية ودقيقة فبدلا من مناقشة القضية وجوهرها اصبح الحديث عمن الذي بدأ الهجوم !!ومن ثم تجاهل جانب كبير من الحقيقة فنحن استغرقنا ونستغرق وقتا كبيرا في هذه الامور ولم نصل لشيء. تؤكد د."نجوي كامل" استاذ الصحافة بجامعة القاهرة وجود حالة انفلات اعلامي سواء في التليفزيون الحكومي اوالخاص وغياب شديد للمسئولية فالحرية لابد ان يقابلها مسئولية المادة المنشورة ومعرفة مدي تأثيرها بالسلب او تأجيج المشاعر وبررت د."نجوي"هذا الانفلات الاعلامي بوجود انفلات سياسي في الدولة يعكسه الاعلام بلا شك والاهم الان ضرورة تنمية الحس الوطني لدي القائمين علي هذا الاعلام ومن جانبها انتقدت د."نجوي"القنوات الفضائية التي تعيد المشاهد المنشورة علي اليوتيوب فلا يوجد اي ابتكار او ابداع او اضافة جديدة الا توسيع قاعدة المثار مشاعرهم. وتقول د."نجوي"لا نطالب برقابة او قيود ولكن ما نطالب به هو ان كل اعلامي يسأل نفسه ما الهدف من المضمون الذي ينشره وهل سيحقق نتائج سلبية خاصة ان كانت قضايا قومية وتهدد الامن الوطني فعلي الاعلام ان يعرض كل وجهات النظر بشكل متزن وعلينا تحمل المسئولية وتدعيم الضمير الوطني خصوصا في القضايا الشائكة التي تمس امن الوطن. ومن جانبه قام أسامة هيكل وزير الاعلام بتشكيل لجنة من خبراء الاعلام المحايدين لتقييم هذه التغطية الاعلامية تضم هذه اللجنه د."ياسر عبد العزيز" ود."صفوت العالم" ود."محمود علم الدين" ود."ليلي عبد المجيد" ورفضوا جميعا التعليق او ابداء رأيهم في تغطية الاعلام لاحداث ماسبيرو الا بعد الانتهاء من وضع تقريرهم للوزارة.