حلت الذكري السنوية الأولي لرسام الكاريكاتير والفنان التشكيلي محيي الدين اللباد المتخصص في الجرافيك ومصمم كتب وكاتب للأطفال الأحد الماضي، ولد اللباد في القاهرة في 25 مارس 1940 لأسرة تعود أصولها لقرية شباس الشهداء بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، بدأ مسيرته الفنية، وهو لا يزال طالباً ثم درس التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة بين عامي 1957 و1962، وعمل بالعديد من المؤسسات الصحفية، حيث عمل رساماً للكاريكاتير أثناء دراسته الثانوية، ثم التحق رساماً بمجلتي روزاليوسف وصباح الخير قبل أن ينهي دراسته الجامعية، وعقب تخرجه عمل رساماً ومؤلفاً لكتب الأطفال في دار المعارف، وفي مجلة سندباد التي أصدرتها الدار، وشارك في تأسيس عدد من المجلات المتخصصة، وهو صاحب تصميم أحد ماكيتات مجلة «أدب ونقد» الثقافية عام 1987، كما نشرت جريدة «الأهالي» الناطقة بلسان حزب التجمع العديد من الرسوم الكاريكاتورية للفنان الراحل، وقد صدر له عدد من الكتب في مصر والعالم العربي، ونالت أعماله العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية، ونشر بعضها مترجماً بعدة لغات أجنبية، كما قدم سلسلة من الكتب التي قام بتأليفها وتصميمها ومنها «المراهقون فوق سن الحادية عشرة»، وأيضًا «الرسم والتلوين الزيتي»، و«كشكول الرسام» والذي حاز جائزة «الأكتوجون» الفرنسية وصدرت منه طبعات باللغات الفرنسية والألمانية والهولندية، وهو عبارة عن ذكريات بصرية من طفولة الرسام، اللباد عمل أيضاً مديراً فنياً ومصمم جرافيك للعديد من دور النشر، ووضع الماكيت الأساسي للعديد من الصحف والمجلات العربية والملصقات الثقافية، كما شارك كعضو لجنة تحكيم في عدد من المسابقات المحلية والدولية. ولمحيي الدين كتاب «ملاحظات» وكتاب «تي شيرت»، ويعتبر اللباد من أبرز مصممي الكتب في العالم العربي، وكان يعتمد في تصميم أغلفة الكتب علي عناصر فنية من التراث الشعبي العربي، وشارك في تأسيس عدد من دور النشر، وقد كرم اللباد في كثير من معارض كتب الأطفال عن كتبه التي عني فيها بإعادة الاعتبار إلي القيمة الجمالية لكتب الأطفال ونال عن كتابه «كشكول الرسام» جائزة التفاحة الذهبية عام 1989 من بينالي براتسلافا لرسوم كتب الأطفال في سلوفاكيا، وترجم الكتاب إلي عدة لغات، ومن كتبه المرسومة «مائة رسم وأكثر» وسلسلة «نظر» الذي استلهم اسمها من بيت شعر لبشارة الخوري «إن عشقنا فعذرنا أن في وجهنا نظر»، وقد توفي محيي الدين اللباد 4 سبتمبر 2010 بعد صراع قصير مع المرض. رحل الطفل الكبير الذي اختار أن يقضي عمره يعمل بصمت علي أهم وأكمل مشروع بصري قادر - لو أردنا الاستفادة منه - علي خلق جيل جديد من المصريين الذين يقدرون الجمال ويميزونه.