الرياضة النسائية في مصر .. ربع دستة إنجازات إذا كنا نفتخر بإنجازاتنا في الرياضة علي مستوي الرجال في معظم الألعاب، فإن الوضع مختلف تماماً بالنسبة للنساء، حيث تلعب العادات والتقاليد "العمياء" التي لا تستند علي أدلة دامغة دوراً كبيراً في هذا الفشل الذريع للرياضة النسائية في مصر .. وبكل تأكيد لن نجد أفضل من كرة القدم لكي نبدأ بها باعتبارها اللعبة الشعبية الأولي في العالم وتجذب أنظار الكبير والصغير علي مختلف ميولهم. فعلي الرغم من تأخر إقامة أول بطولة لكرة القدم النسائية عن نظيرتها الرجالية بحوالي ستة عقود من الزمان، فإن هذا الفارق الزمني لم يمنع هذه البطولة من ترك بصمة رائعة في العقدين الماضيين، والفوز بشعبية واسعة في أنحاء العالم .. فقد اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن كرة القدم النسائية بمثابة خطوة جديدة في طريق المساواة بين المرأة والرجل وتطوير حقيقي لحقوقها، ولكن تلعب العادات والتقاليد دوراً رئيسياً في عدم ممارسة المرأة هذه اللعبة علي اعتبار "العيب والحرمانية" أن تمارس الفتاة المصرية هذه اللعبة، وينطبق هذا الحال علي كثير من الدول العربية. أول فتاة مصرية أوليمبية تمثل أمينة محمود "الجوكر" حبة العقد بين البطلات المصريات من حيث كونها حلقة الوصل بين الجيلين القديم والحديث، بالإضافة إلي تعدد الرياضات التي مارستها وأحرزتها من خلال بطولات علي جميع المستويات أفريقياً وعربياً ومتوسطياً وعالمياً وكانت النهاية السعيدة في مشاركتها بالدورات الأوليمبية كأول فتاة مصرية وأفريقية وعربية تتواجد في المحفل الأوليمبي بميونيخ 1972 في سباق الوثب الطويل .. وسجلت شرف المشاركة التي تم تدوينها في سجلات الألعاب الأوليمبية. وقد كرمها الاتحاد العربي للألعاب الرياضية باعتبارها من الرائدات، نتيجة سجل البطولات المشرف علي مدار ثلاثين عاماً في الملاعب المصرية حيث حققت الكثير في ألعاب الكرة الطائرة وكرة اليد وكرة السلة وألعاب القوي، وكانت جوكر تلك الألعاب وقادت الرياضة النسائية المصرية للبطولات والمحافل الدولية وحصلت علي أحسن لاعبة في كل تلك الألعاب بجدارة .. كما حصلت علي ثلاثة أوسمة من الطبقة الأولي من الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس محمد أنور السادات، علاوة علي وسام الاستحقاق من وزير الشباب والرياضة التونسي. الطائرة واليد والسلة في الكرة الطائرة مستوي السيدات مهزوز ولا يشرف مع التأكيد علي وجود مجهود مبذول من قبل مجلس الاتحاد برئاسة علي السرجاني لعل وعسي تظهر لنا نجمة مميزة بحجم تهاني طوسون ولكن ما باليد حيلة .. وفي كرة اليد لا يوجد أدني اهتمام بمشاركة السيدات في المحافل الدولية أولاً لصعوبة اللعبة التي تحتاج لمجهود كبير جداً، ثانياً عدم وجود خامات مميزة من اللاعبات لممارسة اللعبة مما يدعو مجلس إدارة الاتحاد برئاسة هادي فهمي للاهتمام بهن .. وفي كرة السلة يعتبر أكبر إنجاز بالنسبة لهن هو صعود ناشئات السلة تحت 19 سنة إلي كأس العالم الشهر الماضي لأول مرة في التاريخ ونحن في انتظار ما هو قادم لهن. لعبات فردية في السباحة لا توجد لاعبة مميزة تلفت إليها الأنظار كما كان مثل رانيا علواني "سمكة مصر الذهبية" كما يلقبونها وعضو مجلس إدارة النادي الأهلي. وفي رفع الأثقال نترقب جميعاً عودة نهلة رمضان من ألمانيا بعد إصابتها بقطع في الرباط الصليبي، حيث خصص لها المجلس القومي للرياضة مبلغ 60 ألف جنيه لعلاجها استعداداً لأوليمبياد لندن العام المقبل فهل تعود نهلة التي عهدناها ؟ .. الجدير بالذكر وجود لاعبة تسير بخطوات ثابتة لتكون نهلة رمضان الثانية ألا وهي اللاعبة عبير عبد الرحمن فهل تنجح في إثبات جدارتها وتحقيق إنجازات كبيرة مثلما فعلت نهلة "نتمني". وفي الخماسي الحديث تعتبر آية مدني أبرز لاعبة علي الساحة الرياضية في الوقت الحالي وأمل مصر في أوليمبياد لندن العام المقبل نظراً لصغر سنها وموهبتها المميزة التي أشاد بها الجميع ولولا سوء التوفيق الذي لازمها في أوليمبياد بكين 2008 لحققت ميدالية أوليمبية بالإضافة إلي النجمة المعتزلة أمنية فخري التي تفرغت للعمل الإداري في نادي الشمس وتحضير الماجستير والدكتوراة في الرياضة باعتبارها من خريجات كلية التربية الرياضية. وفي الجمباز : تعتبر الميدالية الأوليمبية التي حققتها فتيات الجمباز الإيقاعي في أوليمبياد سنغافورة "بشرة خير" لمزيد من الإنجازات خلال الفترة القادمة. ونختتم بأفضل الألعاب التي نحقق بها إنجازات ولكن مع الأسف هي ليست لعبة أوليمبية ولو حدث ذلك نضمن أن نحقق ميداليات أوليمبية في جميع الدورات التي نشارك فيها وهي لعبة الإسكواش حيث يحقق منتخب السيدات إنجازات كبيرة ومذهلة ومن أبرز اللاعبات : أمنية عبد القوي ورنيم الوليلي. ومن خلال ما ذكرناه يتبين لنا عدم وجود اهتمام من المسئولين عن الرياضة في مصر بالعنصر النسائي وأهميته الكبيرة في تحقيق إنجازات ترفع من شأن البلاد، والسبب في ذلك هو عدم الاهتمام بالرياضة في المدارس لأننا ننظر لها بأنها حصة للألعاب "مالهاش لازمة" وباختصار ودون تطويل نحن شعب غير رياضي ونحتاج لثورة في الرياضة لتغيير الفكر الذي تسير وتُدار به في مصر، بالإضافة إلي بعض العادات والتقاليد. فريدة تسير علي درب علواني في السباحة حققت فريدة عثمان لاعبة نادي الجزيرة وسبّاحة مصر الصاعدة "16 سنة" أول ميدالية ذهبية في سباق 50 متراً حرة في بطولة العالم الثالثة للناشئين والناشئات، والمقامة حالياً في بيرو. وقد أعرب ياسر إدريس رئيس الاتحاد المصري للسباحة عن سعادته البالغة بالميدالية الذهبية التي حققتها فريدة، مشيراً إلي أنه كان يتوقع دخولها ضمن أفضل 8 سبّاحات في البطولة، ولكنها تخطت كل هذه التوقعات وحققت إنجازاً تاريخياً لم يحدث في مصر منذ أكثر من 20 عاماً. الجدير بالذكر أن فريدة ضربت رقمي السباحة السابقتين رانيا علواني في بطولة الجمهورية في سباقي 50 و100 متر حرة واللذين حققتهما رانيا منذ 17 عاماً ولم يستطع أحد تحطيمهما طوال هذه الفترة الطويلة، حيث سجلت فيهما 27.03 ثانية و59.12 ثانية علي الترتيب. كما حطمت رقمي الجمهورية لسباقي 50 و100 متر فراشة أيضاً وحصلت علي كأس أفضل سباحة تحت 13 عاماً وأحسن رقم لعمومي السيدات. وفي الطائرة : حقق منتخب الناشئات مركزاً متأخراً في بطولة العالم التي أقيمت في تركيا.