تحديث جديد في سعر جرام الذهب عيار 21 في محلات الصاغة.. كم يسجل الآن؟    «زراعة الوادي الجديد»: زرعنا كمون على 4000 فدان في المحافظة    توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر.. كيف تأثر الدولار؟    وزير النقل يلتقي وفود 9 شركات نمساوية متخصصة في قطاعات السكك الحديدية    ارتفاع معدل التضخم في إسبانيا إلى 3.3% خلال أبريل الماضي    زراعة الإسكندرية: تفريغ 55 ألف طن قمح بصومعة السلام ونسبة الحصاد 60%    الغرفة التجارية: توافر السكر بكميات كبيرة في الأسواق    وزير الخارجية الأمريكي: أرسلنا حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا.. والمزيد قادم    توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يدخل أسبوعه الثاني    الطاهري: قمة البحرين تمس الأمن والاستقرار الإقليميين.. وجميع الأنظار تتجه إليها (فيديو)    مصر تدين الهجوم الإرهابي في محافظة صلاح الدين بالعراق    رابطة الأندية تعلن عقوبات الجولة ال 22 في الدوري    «التعليم»: امتحانات الثانوية العامة 2024 مراقبة بالكاميرات.. ونطبق تقنية VAR    حبس المتهم لحيازته مخدري الآيس والهيروين في كرداسة    في دورته الثانية.. برنامج فني متنوع لقصور الثقافة بمعرض زايد لكتب الأطفال    في ذكرى رحيله.. محطات في حياة فتى الشاشة الأول أنور وجدي    انطلاق أعمال القافلة الطبية المجانية حياه كريمة بقرى الزيات في الوادي الجديد    نشر صور امتحان الصفين الأول والثاني الثانوي العام عبر "التليجرام" والمديريات تحقق    ختام امتحانات النقل الإعدادي بالقاهرة والجيزة اليوم    فصائل فلسطينية: دمرنا ناقلة جند إسرائيلية وأوقعنا طاقمها شرق رفح    «تربية بني سويف» تنظم المؤتمر السنوي الأول لقسم الصحة النفسية    يوسف زيدان يهدد بالانسحاب من "تكوين" بسبب مناظرة عبد الله رشدي    أسرة «طبيبة التجمع»: «استعوضنا حق بنتنا عند ربنا»    طريقة عمل الفطير المشلتت في فرن البوتاجاز.. 3 وصفات سهلة    1695 طالبا وطالبة يؤدون الامتحانات العملية والشفوية ب"تمريض القناة"    سويلم يتابع إجراءات وخطة تطوير منظومة إدارة وتوزيع المياه في مصر    اليوم.. «صحة النواب» تناقش موازنة الوزارة للعام المالي 2024-2025    المفتي يتوجه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى كايسيد للحوار العالمي    ضبط 56 بلطجياً وهارباً من المراقبة بالمحافظات    البيت الأبيض: بايدن يوقع قانونا يحظر استيراد اليورانيوم المخصب من روسيا    الإسكان تعلن تسليم الأراضى بمشروع 263 فدانا بمدينة حدائق أكتوبر.. الأحد    اللمسات النهائية قبل افتتاح الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي الدولي    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الثلاثاء 14 مايو    الزمالك يدرس توجيه دعوة إلى مجلس الأهلي لحضور نهائي الكونفدرالية    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 14-5-2024    إطلاق مبادرة «اعرف معاملاتك وأنت في مكانك» لخدمة المواطنين بسفاجا    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بنسبة 25%    المستشار الألماني يثبط التوقعات بشأن مؤتمر السلام لأوكرانيا    للأطفال الرضع.. الصيادلة: سحب تشغيلتين من هذا الدواء تمهيدا لإعدامهما    حكم الشرع في زيارة الأضرحة وهل الأمر بدعة.. أزهري يجيب    غرفة صناعة الدواء: نقص الأدوية بالسوق سينتهي خلال 3 أسابيع    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    هل يجوز للزوجة الحج حتى لو زوجها رافض؟ الإفتاء تجيب    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر بعد ضم وقفة عرفات    محافظ الغربية يعقد اجتماعًا مع خريجي المبادرة الرئاسية «1000 مدير مدرسة»    وزارة العمل توضح أبرز نتائج الجلسة الأولى لمناقشة مشروع القانون    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    جاريدو: الأهلي يساعدك على التتويج بالبطولات.. ومن يدربه محظوظ    «محبطة وغير مقبولة».. نجم الأهلي السابق ينتقد تصريحات حسام حسن    عاجل.. حسام حسن يفجر مفاجأة ل "الشناوي" ويورط صلاح أمام الجماهير    إبراهيم حسن يكشف حقيقة تصريحات شقيقه بأن الدوري لايوجد به لاعب يصلح للمنتخب    ميدو: هذا الشخص يستطيع حل أزمة الشحات والشيبي    سلوى محمد علي تكشف نتائج تقديمها شخصية الخالة خيرية ب«عالم سمسم»    طارق الشناوي: بكاء شيرين في حفل الكويت أقل خروج عن النص فعلته    صحيفة أوكرانية: بعض العائلات بدأت مغادرة خاركوف    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك يوماً يتجلى فيه لطفك ويتسع فيه رزقك وتمتد فيه عافيتك    ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد تحذر من طقس الثلاثاء    «أخي جاوز الظالمون المدى».. غنوا من أجل فلسطين وساندوا القضية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الساحرة المستديرة بين أقدام الجميلات
نشر في أكتوبر يوم 24 - 07 - 2011

إذا أردت الاستمتاع بالإثارة والمتعة فى كرة القدم، فلابد أن تشاهد إحدى مباريات الكرة النسائية، وإذا رغبت فى متابعة مباريات قوية لا يقوم فيها اللاعبون بالتظاهر بالإصابات ولكن يلعبون بحماس، فيجب مشاهدة لاعبات كرة القدم وهن يتنافسن بجدية من أجل الفوز، حيث لم تعد كرة القدم النسائية تقل بأى حال من الأحوال عن مباريات الرجال، وإذا كانت ملاعب كرة القدم تزخر بالعديد من اللاعبين الموهوبين الذين يسحرون الجماهير بأدائهم الراقى، فإننا نجد أيضا العديد من اللاعبات المتفردات فى الأداء اللاتى لا يقللن كفاءة عن نظرائهم الرجال..
وفى بطولة كأس العالم 2011 بألمانيا فى نسختها السادسة التى انتهت مؤخرا قدمت اللاعبات من 12 دولة مباريات مليئة بالإثارة والندية والقوة، لينتهى هذا العرس الكروى النسائى بمواجهة شرسة ومثيرة بين بنات العم سام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية وبنات الساموراى منتخب اليابان الذى فجر مفاجأة من العيار الثقيل وأنهى المباراة النهائية الماراثونية لصالحه بركلات الجزاء الترجيحية، حيث امتدت المباراة لشوطين إضافيين بعد أن انتهى الوقت الأصلى والاضافى بنتيجة التعادل بهدفين لكل منهما، لتحقق بنات اليابان البطولة للمرة الأولى فى تاريخها فى مفاجأة لم يتوقعها أحد، حيث لم يكن المنتخب اليابانى من المرشحين للفوز، وليتوقف حلم الانفراد بالرقم القياسى لأكثر المنتخبات فوزا بالبطولة بالنسبة لبنات الولايات المتحدة اللاتى ظللن يقتسمه بلقبين مع بنات منتخب الماكينات الألمانية صاحب الأرض والجمهور فى هذه البطولة، والذى كان خروجه من الدور ربع النهائى على يد المنتخب اليابانى أبرز مفاجأت البطولة، حيث كان منتخب ألمانيا صاحب اللقب فى آخر بطولتين هو المرشح الأقوى للمنافسة على البطولة، كما اكتفت راقصات السامبا منتخب البرازيل بالخروج من الدور ذاته بعد الهزيمة أمام الولايات المتحدة بركلات الجزاء الترجيحية فى حين حصد منتخبا السويد وفرنسا المركز الثالث والرابع على التوالى.
وشهدت المباراة النهائية والتى أقيمت بملعب فرانكفورت حضور وفد أمريكى رسمى تترأسه جيل بايدن قرينة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى وبرفقة تشيلسى كلينتون ابنة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون،و كان من المتوقع حضور مشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما من أجل مساندة لاعبات المنتخب الأمريكى إلا أن بعض المهام حالت دون حضورها إلى ألمانيا، وفى الوقت الذى امتازت فيه البطولة بالحضور الجماهير الغفير والاهتمام الحكومى والشعبى، وكذلك الإعلامى عانت فيه من بعض السلبيات أهمها ضعف المستوى، وقلة الأهداف، وكثرة أخطاء حارسات المرمى، بالإضافة لدخول المنشطات عالم الكرة النسائية بعد سقوط ثلاث لاعبات من المنتخب الكورى الشمالى فى اختبارات الكشف عن المنشطات والتى جاءت جميعها إيجابية، أما عن أطرف مواقف بالبطولة فكان قيام لاعبة المنتخب السويدى «جوزيفين» بإعطاء قميصها لأحد المشجعين الألمان عقب فوز السويد على كوريا الشمالية حيث ذهبت جوزيفين عقب المباراة إلى المدرجات واستبدلت قميصها مع هذا المشجع عقب إصرار شديد وإلحاح من الأخير، وفسرت لاعبة السويد رقم 14 موقفها بأنها رأته طوال المباراة يشجعها بحماس شديد فأردات أن تعبر له عن إمتنانها، وكانت البطولة نفسها قد شهدت موقفا آخر طريف فى مباراة استراليا وغينيا الاستوائية عندما رفضت الحكمة احتساب ركلة جزاء للمنتخب الاسترالى رغم أن مدافعة غينيا أمسكت بالكرة فى يدها لمدة ثلاث ثوانى كاملة داخل منطقة الجزاء!
تاريخ قديم
وإذا كنا نتحدث عن كرة القدم النسائية، فلابد من معرفة تاريخ النساء مع كرة القدم، حيث تعود علاقة النساء بلعبة كرة القدم إلى العصور الوسطى، حيث أكد بعض المؤرخين أن المرأة قد مارست كرة القدم فى نطاق الأسرة مع أزواجهن، وذلك خلال القرن الثانى عشر الميلادى، أما البداية الحقيقة لبنات حواء بركل كرة القدم فكانت مع نهاية القرن الثامن عشر الميلادى وتحديدا عام 1790، ولكنها لم تتعد مرحلة الهواية والتسلية فى الساحات والمناطق الشعبية الواسعة، وكانت أولى خطوات الكرة النسائية نحو الاحتراف عام 1892 عندما شهدت مدينة جلاسكو الأسكتلندية اول مباراة بالشكل المتعارف عليه حاليا لللعبة، والتى أقيمت تحت إشراف الاتحاد الإسكتلندى لكرة القدم، وتم تسجيلها فى سجلات الاتحاد على أنها اول مباراة نسائية فى التاريخ، وبعد سنوات قليلة على انطلاقة الكرة النسائية باسكتلندا، انتقلت عدوى حب كرة القدم لباقى نساء القارة العجوز، خاصة إنجلترا التى شهدت البداية الحقيقية والجادة لقيام النساء بممارسة كرة القدم، وكانت أولى الخطوات عام 1895 إلا أنها لم يكتب لها النجاح كما حدث فى اسكتلندا، حيث قوبلت الفكرة بعدم ترحاب من قبل المسئولين عن اللعبة، واستند مسئولو الاتحاد الانجليزى فى رفضهم للكرة النسائية على حجه الحفاظ على الطابع الرجولى للعبة الشعبية الأولى فى العالم.
وعلى الرغم من الصعوبات التى واجهتها النساء فى البداية، إلا أنهم لم يستسلمن، وأوجدن لأنفسهن مكانا فى تاريخ الساحرة المستديرة بمساعدة أصحاب المصانع الذين اعتادوا إقامة مباريات لكرة القدم خلال الحرب العالمية الأولى كنوع من التخفيف من معانات الشعوب الأوروبية التى عانت ويلات الحرب، ويعد فريق مصنع «ديك وكير» أشهر الفرق النسائية فى التاريخ، حيث نجحن فى التغلب على فريق الرجال للمصنع ذاته بنتيجة خمسة أهداف مقابل ثلاثة فى المباراة التى أقيمت بمدينة برستون الإنجليزية بهدف جمع التبرعات لضحايا الحروب.
واستمرت نساء فريق «ديك وكير» فى نتائجهم الرائعه ونشاطهم الخيرى، فخضن الكثير من المباريات من أجل جمع التبرعات والمساعدات لضحايا الحرب العالمية الأولى، بل وشكلن أغلبية أعضاء المنتخب الانجليزى للنساء بعد أن تراجع الاتحاد الانجليزى عن موقفه، ووافق على رعاية الفريق النسائى.
ومع اتساع شعبية الكرة النسائية وازدياد أعداد متابعيها حتى أنها تفوقت فى بعض الأحيان على مباريات الرجال، فوصل عدد المشاهدين لإحدى المباريات إلى ما يقرب 60 ألف متفرج، قرر الاتحاد الانجليزى لكرة القدم للمرة الثانية محاربة كرة القدم النسائية، بمنع إقامة مباريات الكرة النسائية على ملاعبه بعد أن شعر بخطورة طغيان شعبية فرق النساء على فرق الرجال وذلك عام 1921م، لتخرج الكرة النسائية مطرودة من جنة الاتحاد الانجليزى، لتلجأ فرقها إلى ملاعب الرجبى من أجل إقامة مبارياتهم.
وبمرور السنوات ومع نجاح انجلترا فى الفوز ببطولة كأس العالم للرجال عام 1966م والتى أقيمت على ملاعبها، ومع ازدياد انتشار اللعبة، تم إنشاء أول اتحاد مستقل لكرة القدم النسائية فى العالم عام 1969 وبناء على هذه الشعبية الكبيرة، اضطر الاتحاد الانجليزى للاعتراف بكرة القدم النسائية عام 1971 لتعود الفرق النسائية إلى ملاعب كرة القدم الانجليزية من جديد بعد إلغاء قرار المنع ويتم دمج كلا الاتحادين معا، وإذا كانت اسكتلندا مهد الكرة النسائية، وإنجلترا أول من أسس اتحاد لكرة النسائية، فكانت الولايات المتحدة الأمريكية أول من طبق النظام الاحترافى لكرة القدم النسائية.
أما عن أول بطولة دولية رسمية فى كرة القدم النسائية فكانت بطولة الأمم الأوروبية عام 1984 والتى أقيمت بنظام الذهاب والعودة، وتوج بلقبها المنتخب السويدى الذى تغلب على المنتخب الانجليزى بركلات الجزاء الترجيحية، وشهدت البطولة فى نسختها الأولى مشاركة 16 منتخبا، ويعد منتخب الألمانى أقوى المنتخبات الأوروبية على الأطلاق حيث فاز بلقب بطل أوروبا 7 مرات منها 5 مرات متتالية منذ عام 1995 وحتى عام 2009 فيما حظى المنتخب النرويجى بلقبين عام 1987 وعام 1993، واكتفى المنتخب السويدى بلقب البطولة الأولى فقط.
كأس العالم للنساء
وفى عام 1989 جاء إعلان الإتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» عن بداية رعايته لكرة القدم النسائية بمثابة تتويج لجهود بنات حواء فى اقتحام مجال الساحرة المستديرة، وبالفعل تم الإعداد لإقامة أول بطولة لكأس العالم النسائية عام 1991 بعد 61 عاما من إقامة كأس العالم للرجال، وعلى الرغم من ذلك، نجح مونديال السيدات فى ترك بصمة رائعة على مدار السنوات الماضية، ليصبح من البطولات التى تحظى باهتمام بالغ مع إقامتها كل أربع سنوات، وخلال عقدين فقط تطور عدد المنتخبات المشاركة فى البطولة من 12 إلى 16 منتخبا، كما تشهد البطولة القادمة التى تستضيفها كندا عام 2015 زيادة عدد المنتخبات المشاركة فى النهائيات إلى 24 منتخبا، وقد استضافت الصين البطولة الأولى بمشاركة 12 منتخبا من مختلف القارات، وشهدت البطولة تألق المنتخب الأمريكى الذى استطاع حسم أول بطولة لكأس العالم بعد تغلبه على نظيره النرويجى فى المباراة النهائية، وقد شهدت البطولة نجاحا جماهيريا وحضورا جماهيريا لافتا وصل إلى 65 ألف مشجع فى المباراة النهائية، أما البطولة الثانية التى أقيمت عام 1995 فقد استضافتها السويد بمشاركة 12 منتخبا أيضا، وشهدت حصول المنتخب النرويجى على اللقب بعد تغلبه على الفريق الألمانى.
تطور لافت شهدته البطولة الثالثة التى استضافتها الولايات المتحدة بارتفاع عدد الفرق المشاركة إلى 16 منتخبا، وعادت البطولة مرةأخرى إلى الصين ملاة أخرى بعد أن هدأت الأوضاع وقد شهدت هذه البطولة اهتماما إعلاميا غير عاديا، وحضورا جماهيريا كبيرا، حتى أن الإحصائيات أشارت إلى أن عدد المشجعين الذين حضروا فى المدرجات على مدار 32 مباراة تشهدها البطولة بلغ أكثر من مليون و194 ألف مشجع، و2500 إعلامى شاركوا فى تغطية أحداث البطولة، وقد استطاع المنتخب الأمريكى تحقيق اللقب للمرة الثانية فى تاريخه، أما البطولة الرابعة فقد أقيمت فى الولايات المتحدة للمرة الثانية على التوالى، وكان لذلك سبب، حيث كان مقررا أن تستضيف الصين البطولة الرابعة فى 2003، ولكن انتشار فيروس الالتهاب الرئوى الحاد ( سارس) تسبب فى نقل البطولة للولايات المتحدة، وقد شهدت البطولة تألق المنتخب الألمانى بقيادة نجمته «بريجيت برينتس» التى قادت المنتخب للحصول على البطولة الرابعة، ولم يختلف الحال كثيرا فى البطولة الخامسة، حيث واصل المنتخب الألمانى تألقه، وأحرز اللقب ليصبح أول فريق يتوج باللقب لمرتين متتاليتين.
لذا يمكن القول بأن كرة القدم النسائية فى وقتنا الحالى لا تقل بأى حال من الأحوال عن كرة القدم للرجال، فأصبح لها فرقها، وملاعبها، وبطولاتها الخاصة، وكذلك شركات الرعاية التى تعمل على تمويل نشاطها فى مقابل بعض المزايا الإعلانية، وكما فى بطولات الرجال يحدد فيفا التصنيف الشهرى لأفضل الفرق فى العالم، ووفقا لأخر تصنيف يحتل منتخب الولايات المتحدة المركز الأول بفارق ضئيل عن أشرس منافسيها منتخب ألمانيا، فيما تأتى البرازيل فى المركز الثالث، أما أفضل فريق أفريقى فهو المنتخب النيجيرى فى المركز 27، فى حين يحتل أقرب ممثل للعرب وهو المنتخب الأردنى المركز ال57، بينما يحتل منتخب مصر المركز ال82 عالميا.
وإذا تطرقنا بالتفصيل لمستوى كرة القدم النسائية فى مصر، سنجد أن نشاط الكرة النسائية بمصر قد بدأ فى وقت متأخر جدا، حيث كانت البداية عام 1996 عندما قامت عضوة الاتحاد المصرى حاليا سحر الهوارى بتشكيل أول فريق نساء فى مصر، وتشهد الملاعب المصرية إقامة بطولة وحيدة وهى بطولة الدورى، والذى يضم 7 فرق فقط، ومن أبرز الفرق المصرية حاليا فريق وادى دجلة الذى حصد البطولة فى آخر أربعة مواسم، وفريق مصر المقاصة وصيف الموسم الماضى، وفريق الطيران وفريق الداخلية، وعلى المستوى الإفريقى أو العالمى لم تتأهل حفيدات الفراعنة لأى بطولة، أما عن باقى الدول العربية، سنجد أن كرة القدم النسائية متواضعة إلى درجة كبيرة، وتحديدا فى دول الخليج العربى التى مازالت ترفض وبشدة فكرة ممارسة الفتيات للعبة كرة القدم.
أما عن البطولات العربية، فقد شهد الوطن العربى إقامة بطولتين لكرة القدم النسائية، البطولة العربية الأولى استضافتها مصر عام 2006، وفاز بها المنتخب الجزائرى، أما الثانية فأقيمت عام 2010 بالبحرين، وفاز بها منتخب الأردن، وتعد منتخبات الأردن. والجزائر والمغرب أبرز المنتخبات العربية ولكن على المستوى الإقليمى فقط، حيث لم تشهد بطولة كأس العالم منذ انطلاقها عام 1991 أى تواجد عربى على الإطلاق.
أشهر اللاعبات
عند الحديث عن أشهر وأعظم لاعبات كرة القدم، سنجد قليلات استطعن حفر أسمائهن لقوة فى تاريخ كرة القدم النسائية، تأتى فى مقدمتهم اللاعبة الأمريكية مياهام.
و تعد أسطورة فى سماء الساحرة المستديرة محليا ودوليا، بعدما حققت أغلى الألقاب وحازت أهم الميداليات فى مسيرتها الدولية الحافلة التى تواصلت على امتداد 17 عاما، حيث بدأت مسيرتها الدولية بينما كانت فى الخامسة عشر من عمرها، وكانت البطلة الأولى للمنتخب الأمريكى، حيث لعبت 267 مباراة، وسجلت 158 هدفا، لتساعد الولايات المتحدة على الفوز بكأس العالم عامى 1991 و1999، وبالميدالية الذهبية الأولمبية عامى 1996 و2004، لذا اختارها الاتحاد الدولى لكرة القدم عامى 2001 و2002 كأفضل لاعبة فى العالم، وكدليل على موهبة هذه اللاعبة أن بيليه عندما اختار قائمة بأفضل 125 لاعبا لازالوا على قيد الحياة، اختار 124 من اللاعبين الرجال، ولاعبة واحدة هى ميا هام، اعتزلت اللاعبة الأمريكية الشهيرة عام 2004 بعدما تحولت لرمز وأسطورة فى تاريخ كرة القدم النسائية، وعند الحديث عن أفضل لاعبات كرة القدم، لا يمكن أن ننسى اللاعبة البرازيلية مارتا دى سيلفا أو (ميسى الكرة النسائية)، حيث تعد أشهر لاعبة كرة قدم فى السنوات الأخيرة بفضل تتويجها بلقب أفضل لاعبة كرة قدم فى العالم لخمسة أعوام متتالية بدءا من 2006 وحتى 2010
لفتت مارتا إليها الأنظار لأول مرة فى كأس العالم لكرة القدم النسائية تحت سن 19 سنة التى عقدت بكندا عام 2002، وكان سنها لا يتعدى 16 عاما، حيث أحرزت 6 أهداف لصالح منتخب بلادها، ومنذ ذلك الحين سطع نجم مارتا على المستوى العالمى، وفى العام التالى اختيرت فى الفريق الأول لبلادها، وتألقت مع المنتخب البرازيلى حتى أنها سجلت 78 هدفا منذ بداية مشاركتها حتى الآن، شاركت مارتا فى كأس العالم التى انتهت مؤخرا فى ألمانيا، ولكنها فشلت فى الوصول مع منتخب بلادها للأدوار النهائية، حيث انهزم المنتخب البرازيلى أمام المنتخب الأمريكى فى دور الثمانية، وقد خاضت مارتا أكثر من تجربة احترافية فى أوروبا والولايات المتحدة، وهى حاليا لاعبة فى فريق ويسترن نيويورك فلاش الأمريكى، والذى انتقلت لصفوفه العام الحالى، أما اللاعبة الألمانية بريجيت برينتس فهى صاحبة الأرقام القياسية فى تاريخ الكرة النسائية، حيث حصلت على العديد من الجوائز والألقاب التى تحلم بها أى لاعبة كرة قدم منذ بداية مسيرتها الكروية عام 1994، فتعد أكثر لاعبة شاركت فى بطولة كأس للعالم للسيدات، وذلك أعوام 1995، 1999، 2003، 2007 كما حازت على جائزة أفضل لاعبة كرة قدم ثلاث مرات متتالية أعوام 2003 و2004 و2005، وحلت وصيفة لأفضل لاعبة فى العالم ثلاث مرات أيضا، كما لعبت 198 مباراة للمنتخب الألمانى سجلت خلالها 125 هدفا، وتعد أفضل هدافة فى تاريخ بطولات كأس العالم، حيث أحرزت 14 هدفا.
لاعبات رجالة
لاعبات كرة القدم رجالة.. يلعبن بجدية ولا يتظاهرن بالإصابة كثيرا مثل اللاعبين الرجال، هذا ما كشفت عنه دراسة حديثة أشارت إلى أن لاعبات كرة القدم لا يتظاهرن بالإصابة خلال المباريات بنفس قدر اللاعبين من الرجال، مبينة أن الذكور يميلون أكثر ( للتمثيل) داخل المستطيل الأخضر، وأوضحت الدراسة التى نشرتها مجلة JOURNAL RESEARCH IN SPORTS MEDICINE أن اللاعبين لديهم هواية التمثيل داخل الملعب، حيث يسقطون ويدعون الشعور بالألم كما لو أنهم تعرضوا لإصابة حقيقية، ويؤكد الباحثون فى مركز « بابتيستا» الطبى التابع لجامعة « ويك فورست» الأمريكية أنهم أرادوا معرفة ما إذا كانت مسألة التظاهر بالإصابة أمراً دارجا فى مباريات كرة القدم النسائية، لذا أجروا دراسة على بطولتى كأس العالم لكرة القدم للسيدات فى 2003 و2007، وبعد تحليل 47 مباراة من هاتين البطولتين تبين أن اللاعبات يتظاهرن أيضا بالإصابة، ولكن بقدر أقل من اللاعبين الرجال، حيث تصل نسبة التظاهر بالإصابة بين اللاعبات إلى 5.74% مقابل 11.26% للاعبين الرجال.
هذه الجدية فى اللعب لا تعنى أن اللاعبات « مسترجلات» كما يعتقد البعض، إذ أن نجمات كرة القدم النسائية يحرصن على الاهتمام بمظهرهن وأناقتهن ومتابعة أحدث صيحات الموضة، فعلى سبيل المثال نجد «ماريا كرنوجورسيفيتش» لاعبة المنتخب السويسرى والمحترفه بالدورى الألمانى «البوندزليجا» اختيرت من قبل مجلة بيلد الألمانية كأجمل لاعبه بالبوندزليجا، كما قامت لاعبة المنتخب الألمانى «فاتمير باجراماج» قامت بتنفيذ ركلة جزاء ناجحة وهى ترتدى حذاء حريمى ذات كعب عالى فى محاولة منها لإثبات أن كرة القدم لا تتعارض مع الأنوثة، وتعد فاتيمر من أفضل لاعبات المنتخب الألمانى، كما تم اختيارها عام 2010 ضمن قائمة أجمل نساء العالم فى مجال الرياضة نظرا لما تمتاز به من جمال وأناقه عالية، وهى تصرح دائما بأن اقتناء أحدث الأحذية والأزياء هى من الأساسيات فى حياتها، و تؤكد لاعبة المنتخب الصينى والمحترفة بالدورى الأمريكى «هان دوان» أنها تتجه عقب أى فوز تحققه إلى الأسواق من أجل شراء مستحضرات التجميل وأحدث الأزياء، مضيفة أنها تخصص جزء كبير جدا من دخلها للاهتمام بجمالها، ولم تنسى لاعبات افريقيا الأهتمام بمظهرهن، فنجد نجمة منتخب غينيا الأستوائية «أنونما» وأفضل لاعبات القارة السمراء تطل علينا من خلال كأس العالم الأخيرة 2011م بألمانيا بقصة شعر افريقية غريبة بها عدة خصلات خضراء بطريقة خاصة، مما جعل وسائل الأعلام تطلق عليها الزهرة الخضراء، إلا أنها أكدت أن اختيارها اللون الأخضر لأنه يمثل معنى خاص لبلادها حيث يعبر عن ثقافتها وتقاليدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.