علي مدار ثلاثة أيام أقيم «الملتقي الثاني للنص الجديد.. ما بعد قصيدة النثر» والذي أقامته مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، وأقيمت فعاليات الملتقي بقاعة الندوات بالمجلس الأعلي للثقافة. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بالوقوف دقيقة حدادا علي أرواح شهداء الثورات العربية، تبعها عزف علي آلة العود وكلمات لمنظمي الملتقي الشاعر اليمني هاني الصلوي رئيس مجلس إدارة أروقة والشاعر السعودي عبدالله الخثعمي نائب رئيس مجلس الإدارة، وقرأت الشاعرة الفلسطينية فاتنة الغرة «بيان النص الجديد» والذي جاء فيه «إن النص الجديد يقدم نفسه باعتباره نصا عابرا للأنواع والفنون، مستوعبا إياها تارة ومتجاوزا إياها تارات، فهو نص عصي علي التصنيف، يتبلور بعيدا عن المجانية، ولأن الآلة أصبحت شريكا فاعلا في كتابة النصوص وليس مجرد وسيلة أو وسيط فقد أصبح الوعي بالنص الإلكتروني حقيقة واقعة تجعل من النص الجديد بالضرورة نصا تفاعليا، خارج الزمن وأكثر يومية من اليوميات وهو مع ذلك نص تشعبي يتلبس الشاشة، والورق معا، بمعني أنه نص مزدوج الكتابة والتلقي، وينطلق من رؤي صعبة التلخيص، يتجلي في أربعة أنواع من النصوص حتي الآن علي الأقل وهي نص التأسيس قصيدة النثر الإلكترونية والنص الأم ونص الموبايل والنص الرقمي التفاعلي أو «الهايبر تكست». الأدب الرقمي أما الجلسة النقدية الأولي فجاءت عن «الأدب الرقمي» وأدارها د. مدحت الجيار وتحدث فيها الناقد السيد نجم والذي أشار إلي أن الأدب الرقمي أصبح ظاهرة ينبغي دراستها، وهي ظاهرة جديدة في العالم العربي، وإن سبقتها تجارب في أوروبا، ففي ألمانيا منذ ثلاثين عاما ظهر شاعر اسمه «كاندل» كتب مجموعة من قصائده علي الإنترنت، بعده كتب «جويس» روايته «أفترنون»، وفي العالم العربي ظهرت ثلاث تجارب في نهاية التسعينيات لثلاثة مبدعين هم محمد سناجلة من الأردن والذي كتب أكثر من رواية استفادت من التقنيات الرقمية، ومحمد حسين حبيب الكاتب المسرحي العراقي والذي أنتج مسرحية إلكترونية أبطالها مجموعة من المثقفين الذين يجلسون علي مقهي في بغداد يتحاورون - في نفس الوقت - مع مجموعة أخري من المثقفين يجلسون علي مقهي في بلجيكا - أما الكاتب «مشتاق معن» فأنشأ مجموعة من القصائد معتمدا علي فكرة «الروابط» بما يعطي للقصيدة بعدا آخر وكأنها فيلم فيديو. وأشار د. مدحت الجيار أن تجربة «الأدب الرقمي» خلقت متلقي جديدا وشاعرا جديدا وساردا جديدا، وأصبح من الممكن الحوار مع المبدع وهو يبدع علي الشبكة العنكبوتية، حين نري العمل الإبداعي يقرأه ملايين البشر في وقت واحد، والاستجابة لهذا النوع أصبح واجبا، ومع ذلك يمكن القول بأنه لا شيء في الفن والأدب يموت فأي موضة جديدة لا تميت القديم، لكن هناك تغيرات دائمة في «نظرية المتن والهامش». أمسيات شعرية وتضمن الملتقي ثلاثة أمسيات شعرية شارك فيها الشعراء محمد آدم وسوسن دهنيم وعيد عبدالحليم وأمنية الحسيني وعاطف عبدالعزيز وخالد السياغي وعماد عمران وأمجد ريان وجمال الرموش وعمرو الإرياني وعزمي عبدالوهاب ومحمد آدم وهبة عصام وعبير عبدالعزيز وإبراهيم النحاس وطلال الطويقري وهاني الصلوي ومنيرة مصباح ونهي حسن وعبدالله راغب وحنان شافعي ومحمد أبوالمجد وفاتنة الغزة وماجد موجد وعبدالحفيظ طايل وماهر القيسي وعبدالله الخثعمي، وأدار الأمسيات الثلاث ماجد موجد وعيد عبدالحليم وعاطف عبدالعزيز. كما أقيمت جلسة لمناقشة «بيان النص الجديد» شارك فيها ماهر نصر وعبدالله الخثعمي وعلي الأصمعي وماجد موجد والجلسة الختامية أدارها جمال العسكري وشارك فيها إبراهيم النحاس وأحمد إبراهيم ومدحت صفوت وسميرة عبيد، تبعها توزيع شهادات التكريم علي المشاركين في الملتقي.