ليس من الصواب أن نقول: «لغة هيروغليفية» و«لغة هيراطيقية».. بل الصواب أن نقول «اللغة المصرية» أما أشكال وصور الكتابة المصرية، فيعبر عنها بالخط الهيروغليفي، والخط الهيراطيقي، والخط الديموطيقي، والخط القبطي، والمصريون أول الشعوب وصولا للغة المسموعة، واللغة المكتوبة، كما أنهم أول الشعوب وصولا لتسمية الأفراد بأسماء تميز بعضهم عن البعض، في الوقت الذي كانت فيه شعوب أخري تتعامل مع أفرادها بطريقة شغالة النمل والنحل، أي بلا أسماء تفرق «س» عن «ص». وكانت قبائل في أفريقيا السوداء تميز أفراد القبيلة عن أفراد القبائل الأخري بشكل التشريط علي الوجه، وكان ذلك التشريط يحدث إبان طفولة الأطفال، وكان يتم - عادة - باستخدام مخالب بعض الطيور، فتحدث جروحا غائرة علي الوجوه لا يمكن أن تمحي. وهناك أمثلة كثيرة للتأثيرات الفرعونية في ثقافة البحر المتوسط، وفي ثقافة المنطقة السامية «عبرانيين وعرب». تاريخ الإنسان علي الأرض: نصوص التلمود والجيمارا والعهد القديم تعيد تاريخ الإنسان علي الأرض إلي نفس التوقيت المصري 11340 عاما «أحد عشر ألفا وثلاثمائة وأربعين عاما». التاسوع المصري أثر في منطقة البحر المتوسط، واحد من التاسوع «رع. أو آمون. أو آتون» «له المجد في الأعالي»، وبقية الثامون ملائكة أو أقانيم «بحسب التعبير المصري القديم» والدليل علي أنهم ملائكة، أنهم مصورون عند الفراعنة وفي الكتاب المقدس بأجنحة تمكنهم من الصعود إلي السماء والهبوط منها.. ونفس التصور نجده في الإسلام، ففي أول سورة فاطر من القرآن الكريم: «الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثني وثلاث ورباع..». امسوه أو امسوح:الاسم المصري القديم للتمساح، وواضح أنه لايزال موجودا في «التمساح» العربية، لأن العرب لم يروا التمساح في بيئتهم فسألوا عنه المصريين، ونقلوا اسمه إلي اللغة العربية. هيلا. هيلا: لاتزال تردد علي ألسنة المصريين المعاصيرن بصورتها القديمة.. وانتقلت للكتاب المقدس مع شيء من التحريف فصارت هللويا. سورتا: كلمة مصرية تعني المتن المستخدم في القداس «الصلاة» وانتقلت للعهد القديم فصارت «سيفر» بمعني كتاب، وانتقلت للعربية في صورة «سِفر»، وانتقلت للقرآن الكريم في صورة «سورة».. وهناك قاعدة لغوية تبيح الاستبدال بين الفاء والفي والواو، وأشار إليها الدكتور لويس عوض في «مقدمة في فقه اللغة العربية». الحرف الأول العبراني حرف الألف باللغة العبرية فيه تلخيص لوجه الثور والقرنين، وهو نفسه «ألفا» في اللغة المصرية، بل إن همزة الألف العربية تذكرنا بألفا المصرية، واسم الحرف الأول العربي «ألِف» وهي قريبة من «ألفا» المصرية. الكاني والماني: لايزال المصري المعاصر يستفيد «الكاني» و«الماني» والكاني هو اللبن ومشتقاته «قشدة. زبدة. سمن» والعسل هو الماني بالنطق المصري القديم. سِت «وكانت تنون في المصرية فيقولون ستن»: وصارت ساتان في اليونانية واللاتينية وما تفرع عنهما.. وصارت في العربية شيطان. يوم النقطة (11 بؤونة) لايزال المصريون المعاصرون يؤمنون بيوم النقطة «نقطة الخميرة» وهو اليوم الذي يختمر فيه العجين بلا خميرة، وتحدث عنه إدواردلين في «الأخلاق والعادات عند المصريين المحدثين». كوشير: طعام مصري من القمح والفول والعدس، يطعي في أوان فخارية، وكانوا يفطرون عليه بعد الصيام، وانتقل مع العبرانيين الذين عاشوا في مصر، فاحتفلوا بيوم كوشير.. ولايزال الكشري حاضرا في طعام المصريين، وإن استبدلوا الأرز بالقمح. الشوباشي: تعني المرددين، تماثيل صغيرة بحجم الإبهام توضع في تابوت الميت قبل إغلاقه «يضعها أهله وأصحابه» ثم يحدثون صوت الزغردة، كأنهم يحرضون التماثيل علي الدعاء للميت.. وكانت موجودة لدي المصريين «مسيحيين ومسلمين» حتي منتصف القرن التاسع عشر.. ولكنها تغيرت، ولم تعد تصنع وإن ظلت كلمة شوباشي كما هي، وإن كانت قد تغير استخدامها من المآتم إلي الأفراح. آمون وآمين «بالإمالة»: ساد آمون في الاعتقاد المصري باعتباره صاحب «المجد الذي في الأعالي» وانتقل اسمه إلي الإغريق والرومان والمسيحيين والمسلمين فالجميع يقولون «آمين». بارادوس وجي هانوم: بارا تعني بيت أو باب، وهي التي نجدها في بارا أون أي الباب أو البيت العالي «فرعون» دوس تعني نعمة، جي تعني وادي وهانوم تعني العذاب.. انتقلت الكلمتان إلي اليونانية واللاتينية واللغات الأوروبية باسم «بارادايز». البيوميون أو الباجميون: أخلاط من مهاجري آسيا والمتوسط والهاربين من السخرة علي السفن.. وكانوا يقطعون الطرق في شمال شرق مصر «في منطقة بحيرة المنزلة وما حولها».. وقال عنهم إميل لودفيج في «حياة نهر» أنهم ظلوا يقطعون الطريق وينهبون ويقتلون حتي وصول الحملة الفرنسية التي قضت عليهم، والمصريون الشعبيون يعتزون بالبيومي كرمز للقوة والتسلط، ولايزال «البيومي» موجودا إلي اليوم.. تماما كالتركي. حبة القمح في المتون المصرية، نسمع كثيرا عن حبة القمح، التي إن لم تمت في التربة، فإنها لا تنتج سنابل، وتظل حبة واحدة.. وهو نفس ما ورد في يوحنا (12- 24): «الحق أقول لكم: إن حبة الحنطة التي تقع علي الأرض، إن لم تمت، فإنها تبقي حبة واحدة، وإن ماتت أنبتت وأتت بخير كثير».