وزيادة الطلب علي الفتوي نتيجة غياب الخطاب الديني المستنير طالب الشيخ سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة الإسلامية بإنشاء قناة فضائية تابعة للأزهر الشريف علي غرار القنوات الدينية الأخري تقوم بتمثيل المؤسسة الدينية الرسمية والحديث بلسانها خاصة فيما يتعلق بالرد علي الفتاوي الدينية المنتشرة، مؤكدا أن الفتوي الآن لا تراعي مقاصد الشريعة الإسلامية وتتشدد ولا تراعي ظروف السائل ورفض عبدالجليل الفتاوي الدينية علي الهواء عبر الهاتف لأنها لا تتيح معرفة الظروف الاجتماعية والنفسية والاقتصادية للسائل والتي يجب وضعها في الاعتبار، وعلي الجانب الآخر أكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق أن التوجه الديني المتشدد الذي أصبح سائدا في المجتمع المصري هو فكر وافد علينا وأنه للأسف قد تم اختراق المؤسسة الدينية من هؤلاء المتشددين وطالب الدولة بتنحيتهم لأنها المسئولة عن وجودهم. واتهم عاشور تليفزيون الدولة بمساعدته علي انتشار هذا الفكر لاهتمامه بالبرامج والمسلسلات علي حساب البرامج الدينية المعتدلة وضرب عاشور مثالا بتعرضه لموقف داخل المسجد حيث رفض شاب الصلاة خلفه لأنه غير ملتحي، جاء ذلك خلال المؤتمر الذي أقامه المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية عن «فوضي الفتاوي وانعكاساتها»، ورفض الشيخ محمود عاشور خلاله الحديث عن الدولة الدينية وأكد أنهم كعلماء دين لم ينادوا بذلك وأن دولة الرسول لم تكن دينية وكانت «مدنية»، وطالب بتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة لأن الأزهر «ضعف» إلي حد ما وانشغل بمشاكله لهذا هناك حاجة لخطاب ديني متوازن لا يفرق وأشاد بفكرة القناة المتحدثة باسم الأزهر التي اقترحها عبدالجليل. فيما اتفق الحضور علي أن الطلب علي الفتوي جاء نتيجة غياب الخطاب الديني المستنير ودعوا إلي وجوده، واعتبار الفتاوي في البلاد الإسلامية ليست دينية بقدر ما هي اجتماعية واقتصادية فموضوعاتها بعيدة عن الدين وزيادتها بهذا الشكل أحدثت نوعا من التباعد الاجتماعي.