حذر دكتور" مغاوري شحاته" خبير مصادر المياه من التحركات القطرية في إثيوبيا، بعد انسحاب الصين وكوريا والبنك الدولي والإمارات من تمويل السد، مؤكدا ان هناك عناصر ضغط خارجية لدعم اثيوبيا في استكمال السد بغرض التأثير علي حصة مصر المائية، معتبرا ذلك مؤامرة دولية لدعم اي محاولات لتأخر مصر وبناء عليه فأن قطر تمد يدها للحكومة الإثيوبية للمساهمة في بناء سد النهضة،جاء لتحقيق مصالح استراتيجية لأمريكا بالمنطقة، من خلال توثيق العلاقات الإثيوبية القطرية علي حساب مصر والسودان، ومحاولة لتطويق مصر من الجنوب، للتأثير علي خططها التنموية والزراعية. اوضح"مغاوري" ان قطر ستمول مشروع سد النهضة، وهذا ما أعلنته إثيوبيا، بعد انسحاب الدول الممولة ولم تجد سوي قطر والسعودية، وبعد تغير موقف السعودية مع مصر بعد ثورة 30 يونيو لا يمكن أن تدعم المملكة بناء سد النهضة، مشيراً إلي أن إجمالي التمويل الذي تحتاج إليه إثيوبيا لبناء السد، نحو 8.5 مليار، منها 5.8 مليار لبناء جسم السد، و2.5 مليار للتوربينات والشبكة الكهربائية. وأضاف"مغاوري" أن قطر لو تدخلت ودعمت إثيوبيا، فهذا يعتبرسلوكا عدوانيا تجاه مصر ومصالحها، لأن إثيوبيا قررت التوقف عن العمل بالسد مؤقتا، لحين البحث عن تمويل، وتدخل قطر جاء لتنفيذ أجندات لقوي دولية أخري، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية واسرائيل والجانب الاوروبي عموما، لأنها ليس لديها مصالح استراتيجية أو سياسية مع إثيوبيا، وربما تدعم السد بكل قوة، خاصة بعد فشل محاولات وزير الخارجية المصري دكتور "نبيل فهمي" باقناع إثيوبيا بالعودة للمواصفات السابقة للسد القديم، الذي يصل ارتفاعه إلي 90 مترا، مشيراً إلي أنه عندما عرض سد النهضة علي مصر عام 2010، كان ارتفاعه 90 مترا وسعة البحيرة 14 مليار لتر، وفوجئنا بأن إثيوبيا طلبت من الشركة الإيطالية توسيع السد بشكل كبير جدا، فرفعته من 90 مترا إلي 145مترا، ورفعت سعة البحيرة من 14 إلي 74 مليار لتر، وهذه الزيادة لن تساعد علي زيادة قوة الكهرباء، التي تصل إلي 6 آلاف ميجا وات، وستبقي كما هي.. وأوضح"مغاوري" أن عملية «الإطماء» التي ستحدث خلف السد ستعمل علي دفن السد بعد 50 عاماً من بنائه، ويجب بناء 3 سدود أخري لتفادي هذه العملية، فبالتالي لا بد من العودة إلي «السد القديم»، لأنه سيوفر الكثير للدول المجاورة، لافتاً إلي أن إسرائيل لا تتجرأ علي تمويل سد النهضة علناً، لأنها تريد أن تحافظ علي علاقتها بمصر، وستكتفي بإمداد إثيوبيا بالمهندسين والعمال، لكن الخارجية الإثيوبية طرحت اكتتاب سندات للشعب الإسرائيلي، لشراء سندات ب 100 دولار من السفارة الإثيوبية بإسرائيل، ما يعتبر مخالفة قانونية ومخالفة لعرف السفارات الدبلوماسية في دول العالم.. واشار"مغاوري" الي ان إثيوبيا تعتمد علي المساعدات الدولية، التي تصل إلي 2.3 مليار دولار، والحكومة الإثيوبية تخصص أكبر مبلغ من تلك المساعدات لبناء السد، موضحاً أن قطر تلعب دورا في إثيوبيا، علي الرغم من عدم استفادتها، بسبب البعد الجغرافي. مؤكدا ضعف موقف إثيوبيا من بناء السد الآن بعد فشل مفاوضاتها مع الجانب السعودي للتمويل، ليبقي الخطر الوحيد في قطر، التي تسعي لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.