خبراء سياسيون يحللون هذا الانقسام وتأثيره علي مستقبل الحياة السياسية لم يستقر الحزب الوطني حتي هذه اللحظة علي مرشحه لانتخابات الرئاسة المقررة 2011، ويبدو في الساحة أن هناك صراعا بين جناحين في الحزب أحدهما يتمسك بترشيح الرئيس مبارك والآخر يدفع في اتجاه ترشيح جمال مبارك، وعن الالتباس الناشئ من تلكؤ الحزب الحاكم في إعلان اسم مرشحه للرئاسة والعواقب المترتبة علي ذلك يدور التحقيق التالي. في البداية يري المستشار «محمود الخضيري» نائب رئيس محكمة النقض السابق أن المؤيدين لبقاء الرئيس مبارك يساندونه لأنهم يشعرون جيدا أنهم بدونه «هيضيعوا» ولذلك يحاولون الإبقاء عليه ودعي «الخضيري» جميع قوي الشعب الوطنية للاتحاد رفضا للتوريث وسعيا للتغيير مهما كانت النتائج. الأمر الذي تسعي له قوي سياسية كثيرة علي رأسهم «الجمعية الوطنية للتغيير» الذي أكد أحد أعضائها «جورج إسحق» أن الصراع محتدم داخل «الوطني» بسبب رجال الأعمال الملتفين حول «جمال» وأن جرأة «إبراهيم كامل» في تصريحاته الأخيرة تأتي لأنه يراهن علي «جمال» لرئاسة مصر، وأضاف «إسحق» أننا بهذه الطريقة «رايحين في داهية» لأنه ليس من الممكن أن يكون هناك مرشحون لرئاسة الجمهورية ويحددون مصير أمة ولا يتم الإعلان عنهم حتي الآن. تصريحات هلال أما دكتور «عمرو هاشم» المحلل السياسي للشأن الداخلي المصري فقد ربط بين ما يحدث من انقسامات داخل «الوطني» والتصريحات الأخيرة للدكتور «علي الدين هلال» أمين الإعلام بالحزب بأن اسم «جمال مبارك» مطروح لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة في 2011 خاصة أن الشروط التي وضعها القانون تنطبق عليه وأنهم غير قادرين علي فرض ترشيح الرئيس مبارك لنفسه لأنه قراره الفردي وفقا لظروفه ولكن في حالة اتخاذه قرارا بعدم الترشيح فجمال أحد الأشخاص الذين يمكن النظر فيهم ومعه 49 عضوا في الحزب الوطني تنطبق عليهم الشروط في إشارة منه لأعضاء الهيئة العليا وإن كان «هلال» قد استنكر وصف ترشيح نجل الرئيس «بالتوريث» حيث إن الانتخابات ستتم في إطار مفتوح وفيها مرشحون أقوياء وتتابعها وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، ووصف «هاشم» الصراع الدائر داخل «الوطني» بأنه أمر قد يبدو طبيعيا رغم ظهوره علي السطح لأول مرة وزاده حدة ظهور حملات دعم البرادعي وأيمن نور التي كانت سببا رئيسيا لظهور حملات مضادة لدعم «جمال مبارك». مطالبة في نفس الوقت بعدم ترشيح مبارك لنفسه الأمر الذي يثير الدهشة حيث إن الرئيس ليس لديه أي رغبة في ترشيح نجله للرئاسة نظرا لطبيعته العسكرية التي نشأ عليها بغض النظر عن المصالح التي تدفع بجمال للترشيح من قبل أعضاء الحزب. الوهم الأمر الذي وصفه الفقيه الدستوري دكتور «يحيي الجمل» بالوهم حيث قال إن المساندين لجمال مبارك هم داعمون للوهم حيث يري أن مقعد الرئاسة إما سيذهب للرئيس مبارك أو سينتهي إلي نوع من الفوضي حال اختفائه بشكل مفاجئ دون تحديد من سيخلفه وهنا ستظهر أزمة أمنية خاصة أن ترشيح «جمال» للرئاسة ليس محفوفا بالنجاح كما يتوقع البعض لأنه حتي الآن مرفوض شعبيا وغير مرحب به في الأوساط السياسية. كلام خيالي أما الدكتور «وحيد عبدالمجيد» المحلل السياسي والاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية فيري أن الحديث عن أي انقسامات داخل الحزب الوطني هو «كلام خيالي» حيث إن جميع أعضاء الحزب منذ أيام الاتحاد الاشتراكي وحتي الآن ليس لديهم أي رأي فيما يخص الحزب الوطني ومستقبل البلاد، فقط عليهم الانصياع للتعليمات وما يردد عن انقسامات أو تحركات من أشخاص فهي ليس لها أي علاقة ب «الوطني» مكررا الجميع داخل الحزب «يصفقون ويهتفون» فقط حتي تكوين جبهات أو تكتلات داخل الحزب ليس لديهم جرأة التفكير في ذلك وحتي لو فكروا ليس لديهم القدرة علي تحقيقها، أما عن حملات دعم «جمال مبارك» يقول «عبدالمجيد» إنها حملات لمجرد الاستفادة والمصالح الفردية لأصحابها فلديهم أجندة خاصة لا تمت للوطن بصلة وكل فرد لديه موقف معين ليس لديه جرأة الإفصاح عن هذا الموقف وضرب مثال علي ذلك ب«إبراهيم كامل» حيث وصف «عبدالمجيد» تصريحات «كامل» بأنها علي استحياء قائلا «الراجل بيقدم رجل ويأخر الثانية» في كلامه. وأكد «عبدالمجيد» أنه إذا افترضنا وإن كان حتي هذا الافتراض خياليا بعض الشيء أنه في حالة اتخاذ الرئيس مبارك قرارا بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة فلن يرشح «إلا اللي هو هيقول عليه» أي من يشير إليه الرئيس فقط هو من سيرشح وينجح ولكن «طول ما الرئيس عايش هيفضل يرشح نفسه لنهاية العمر»!!. خط أحمر أما الكاتب الصحفي «صلاح عيسي» رئيس تحرير جريدة القاهرة فيؤكد أن معركة الصراع بين ما يسمي ب «الحرس القديم والحرس الجديد» داخل الحزب الوطني قد حُسمت لصالح «الحرس الجديد» حيث إنه قد تم الانتهاء من القسم الأكبر من مهمة تجديد قيادات الحزب وإعادة بنائه ووضع آليات للاتصال وخلق مستويات قيادية مختلفة داخله، وقال إذا افترضنا أن هذا الصراع مازال قائما فله «سقف» لا يمكن أن يتعداه أي فرد ولا يستطيع أي فرد داخل الحزب أن يرتقي بصراع حول من هو مرشح الرئاسة لأن ذلك «خط أحمر» لا تستطيع أي قيادة داخل الحزب أن تتخذ رأيا يختلف عن الرأي الذي يراه مبارك، وبالتالي يري «عيسي» أنما يحدث من أشكال الصراع بين أجنحة الوطني مجرد خيال فالجميع ينتظر ما سوف يقرره مبارك ويقبلونه فإذا رشح نفسه يوافقون وإذا رشح شخصا آخر عليهم مساندته أما عن حملات دعم البرادعي وأيمن نور الأخيرة فيصفها «عيسي» بأنها أمور هامشية ومجرد اختراعات إعلامية سببها الإعلام الفضائي الذي يسعي لخلق جو من التشويش وإثارة وتضخيم للأمور كنوع من الفرقعات الإعلامية لا أساس لها من الصحة لذلك لابد من أن يكون الإعلام أكثر رشدا فلا يضخم غير الضخم ولا يبرز إلا الخبر المهم فقط.