بزيارة واحدة للمتحف الزراعي أحد المعالم المصرية تري مدي الإهمال والتدمير والعشوائية التي اصبحت تسيطر علي المكان وكأنه لسان حال الزراعة المصرية نفسها التي دخلت النفق المظلم وعنه تقول مديحة فرج مهندسة زراعية بوزارة الزراعة السبب الرئيسي في انشاء المتحف ليكون نافذة تطل منها الأجيال علي الحضارة المصرية العريقة ليعرض تطور تاريخ الزراعة المصرية وتبلغ مساحته 125 الف متر مربع وهو المكان الثاني في العالم المتخصص في الزراعة عندما تم افتتاحه في عام 1938 والآن هو خارج التصنيف العالمي من الأساس وتري آمال السيد مهندسة بوزارة الزراعة. الاهمال بدأ مع الدكتور الوزير السابق يوسف والي الذي تم تشيد استراحة خاصة له علي انقاض العديد من الأشجار النادرة. تضيف سناء محمود مهندسة زراعية بوزارة الزراعة الاشجار النادرة التي تم قطعها لا تقدر بقيمة مالية فقط ولكنها ذات أهمية تاريخية وعلمية ومعملية مهمة وعلي سبيل المثال شجرة تعتبر الوحيدة من نوعها في مصر IGNEUMMAYODRON وهي من الاشجار التي اختفت فجأة في عهد يوسف والي لتظهر في المتحف الزراعي الإسرائيلي وتشير الدكتورة مروة سمير دكتور امراض النباتات تم التخلص من عدد 93 شجرة مثمرة من اشجار المانجو الاصيلة غير المعالجة وراثياً وللأسف الشديد ان هذه الاشجار مسجلة في الجهاز المركزي للمحاسبات وجميع هذه الأشجار مسجلة وموثقة ومسجلة في المراجع العلمية بأنها موجودة في المتحف الزراعي. وتوضح الدكتورة نورا السيد دكتور الإدارة الزراعية ان كثيرا من العينات العشبية كانت محفوظة كعينات داخل قسم بحوث خاص بها وتصنيف النباتات وتمثل قيمة تاريخية وعلمية كبيرة ستندم علي فقدها الاجيال القادمة وبذلك أصبح مبني النباتات المصرية القديمة لايوجد به شيء أي أصبح خرابة. وتتعجب الدكتورة داليا عبدالرحيم بكلية الزراعة أن هناك من يسعي للتخلص من البذور الموجودة في المتحف وذلك لكي نتجه إلي البذور المعدلة وراثيا والدليل علي ذلك رفض إدارة المتحف الزراعي عمل دراسات علي البذور التي مازالت موجودة طرفه وهذا شيء عجيب لانه لو أصيبت بالعتة ستصبح دون قيمة علمية وتؤكد منار عبدالكريم استاذ الزراعة المصرية القديمة ان هناك جريمة منظمة تتم للتخلص من النباتات المصرية القديمة مثل نبات «البرساء» الذي كان مقدسا عند الفراعنة الذي اختفي تماما هو وأحد اضاف النخيل واسمه «الوشنطونيا» النادرة وهي أشجار تاريخية العمر مما يعطيها قيمة لا تقدر بمال تم التخلص منها ولم يتم عمل محاضر من الاساس لمعرفة السبب في سرقتها. يطالب الدكتور سيد مهدي بكلية الزراعة جامعة عين شمس لابد من وضع قاموس به حصر بالنباتات الموجودة ذات القيمة التاريخية ولابد من سرعة ضم المتحف الزراعي للادارة من قبل الجامعات المصرية وهي التي تستطيع الحفاظ علي ماتبقي من نباتات واعشاب نادرة. أضاف الفنان أشرف السيسي الاستاذ بكلية الفنون التطبيقية ان هناك جريمة فنية أخري تمت بالمتحف الزراعي حيث كانت هناك لوحات فنية زيتية تم التخلص، وهي منها ذات قيمة فنية عالمية لذلك كان يوجد قسم التصوير الزيتي داخل المتحف وهو الآن مغلق ولوحاته اما مفقودة أو بحالة سيئة مما يفقدها قيمتها بل ان هناك أعمدة مزخرفة رخامية ملكية كانت مثبتة في الدراسات التطبيقية تم تغيرها دون معرفة سبب التغيير أو أين هي الآن ومن الذي يعمل علي تخريب هذه اللوحات بل ان تماثيل الشمع تم وضعها في المخازن مما جعلها لا تصلح للعرض. وتؤكد عزة الصاوي مهندسة بوزارة الزراعة ان المتحف في حاجة إلي وضع منظومة للحماية المدنية للحفاظ علي 100 فصيلة تشتمل علي 300 جنس يتبعها 600 نوع من الاشجار وهي الباقية لابد من وضع كاميرات مراقبة للحفاظ عليها من السرقة أو الحريق ويتعجب الدكتور ابراهيم حمودة بكلية السياحة والفنادق، ان المتحف الزراعي المصري كان محط أنظار البعثات العالمية للزيارة وهو خارج نطاق الخدمة الآن حيث تمت إزالة الاماكن المخصصة لاستراحة الزوار وكذلك الكافتريا بل ان ملاهي الاطفال تم ارسالها إلي حديقة الاسماك واصبح مكانها الآن خاويا بدون استغلال ويقول السيد سراج اللواء سابق وهو أحد سكان المنطقة ان المتحف الزراعي تحول في الليل إلي مكان لتعاطي الخمور والمخدرات من قبل الشباب ومكان ومأوي للكلاب الضالة وذلك بسبب غياب الأمن والحراسة ليلا. تطرح مني إسماعيل مهندسة زراعية بوزارة الزراعة مازال يوجد أمل في الاستفادة السياحية من المتحف عن طريق تنشيط مكاتب السياحة المصرية خارجيا ، وداخليا عن طريق تدعيم ثقافة رحلات المدارس والجامعات المصرية بالزيارة اليومية حتي ولو بجنيه واحد وهذه التوعية تبدأ من وزارة التربية والتعليم.