“في ظل القصور الأمني الحالي ، من حقنا ترخيص سلاح بطريقة قانونية لحراسة مقراتنا، تعرض 28 مقرا لنا للاعتداء والحرق، ومن حقنا حماية مقراتنا”. صدر هذا التصريح الملغوم من د. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والقيادي بجماعة الاخوان المسلمين. هاجم الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الجيش، قائلاً: “إن جنود مصر طيعون لكنهم يحتاجون إلي قيادة رشيدة توعّيهم، بعد أن تولي أمرهم قيادات فاسدة”. الا انه عن تصريحه بعد أزمة كبيرة مع قيادات القوات المسلحة. “ان الجماعة تمتلك عشرات الآلاف من المقاتلين في صفوف الإخوان المسلمين” تصريح أدلي به محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، للإعلامي طوني خليفة علي قناة القاهرة والناس. وأكد عاكف كلامه؛ بأنه سبق وأن عرض علي حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني ان يرسل له 10 آلاف مقاتل من شباب الاخوان لمساندته في حربه مع إسرائيل، اشار عاكف ايضا خلال اللقاء ان كل ذلك يتم بالتعاون مع حكومات الدول. ومن ذلك يتضح ان جماعة الاخوان المسلمين بدأت بالكشف عن نية قادتها في التشكيك في نزاهة المؤسسة العسكرية، خاصة أن الجيش خارج اللعبة السياسية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية وابتعد عن المشهد السياسي تماما. إلا ان قادة الإخوان مصممون علي التشكيك في جميع المؤسسات الامنية والزج والتشكيك في قيادتها، وهو امر غير مقبول إطلاقاً بحسب الخبراء والباحثين في المجال السياسي والعسكري، حتي لا تدخل البلد في فوضي نحن في غني عنها. فوضوية د. عمرو هاشم ربيع، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وصف تصريح العريان ب”الفوضوي”، وكلام يدل علي خرق لدولة القانون والدستور، وضربهما في مقتل. ففي حالة تنفيذ كلام العريان بالتسليح لأي جماعة او حزب ستنقلب اوضاع البلاد الي غوغاء وفوضي بامتياز بدعوي الدفاع عن النفس. حذر ربيع؛ نحن في محاولة من قبل جماعة تسعي للهيمنة علي مقدرات الدولة المصرية وأسلمتها، والوضع سيستمر باستمرار الاتهامات لمؤسسات الدولة والتشكيك فيها، لكنها في النهاية لن تنجح في ذلك، والأمر يحتاج الي جهد شعبي بجانب المؤسسات الأمنية. مستنكراً أزمة التشكيك في كل مؤسسات الدولة، وبالتحديد التشكيك في المؤسسات الأمينة بالبلاد. تسليح علني عبد الرحيم علي، الباحث في الاسلام السياسي، يري ان رغم محاولة بعض اعضاء الحرية والعدالة وعصام العريان نفسه ايجاد تبريرات او تفسيرات لتصريح عصام العريان، إلا انه لا يحمل إلا تفسيرا واحدا وهو محاولة اقامة ميليشيات مسلحة تسليح رسمي وقانوني، بعدما كان التسليح في الخفاء وغير رسمي. وفسر “علي” ان دعوة العريان بمثابة دعوة “للاقتتال بين المصريين” ومحاولة استعداد منهم لأي محاولة او تصعيد شعبي حقيقي نحو انتزاع السلطة من أيدي الإخوان، وبالتالي بدلاً من الرضوخ لقوانين الديمقراطية والصراع السياسي، يحاولون قدر المستطاع التجهيز “للصراع العسكري” وبالتالي تم صياغة الدستور بما يتيح للجماعات المسلحة تكوين الميليشيات المسلحة، وجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما جاء بالفصل الثاني بالدستور في المادة العاشرة للمقومات الاجتماعية والأخلاقية!! تطبيق القانون د. محمد قدري سعيد، رئيس قسم الشئون العسكرية والتكنولوجية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يري في تصريحات جماعة الاخوان إلي أنهم تعودوا علي الخطأ باستمرار، والشعب لن ينسي ميليشيات جماعة الاخوان المسلمين داخل ساحة جامعة الأزهر في 2007 عندما قام شباب الجماعة بإقامة استعراضات وتدريبات عسكرية امام رئيس الجماعة لمحاولة إرهابه. شدد د. قدري سعيد؛ اي محاولات مماثلة لهذه الاستعراضات فيما بعد لن يقبلها الشعب او المؤسسات الأمنية. مطالباً بضرورة تفعيل القانون علي مثل هؤلاء، سواء بالفعل او بالقول والتلميح بهذه التصريحات.