شهدت مصر في الفترة الاخيرة تفاقم أزمة المرور بشكل ملحوظ .. وأصبحت شوارع مصر تعيش في ساعة الذروة بصورة دائمة فإذا كنت من المقيمين بوسط المدينة وتمتلك سيارة وأردت الذهاب بها لمنطقة المهندسين .. هل تدري كم من الوقت يلزمك لتنفيذ ذلك؟ .. وإن كان حظك عثراً وأردت الذهاب إلي مصر الجديدة .. فهل تدري أنه ربما يضيع يومك بأكمله حتي تصل لما تريد؟.. إن أردت الذهاب الي عزبة النخل فلا رجاء أن تذهب إلا بعد الساعة الثانية صباحا. وأكدت أخر الدراسات والإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن القاهرة مدينة الزحام تشهد شوارعها يومياً أكثر من 32 مليون رحلة سير بالمركبات.. ويجعل هذا العدد الهائل من الرحلات اليومية من حركة السيارات بمختلفها من ملاكي وأجرة ونقل عام والتي تتعدي مساحات جميع الطرق والتقاطعات والمحاور الرئيسية التي تؤدي إلي إختناق مروري حاد يؤدي إلي إصابة أغلب إشارات مرور العاصمة بالشلل التام وتتوقف السيارات في الإشارات بالساعات. حتي الطريق الدائري الذي كان ملاذا للهروب من الزحام يعاني من التكدس سواء «نزلة» صفط اللبن أو نزلة المهندسين التي تظل السيارة متوقفة علي الكوبري لأكثر من نصف ساعة.. وحاول محررو “الأهالي” تحديد أكثر إشارات المرور بالقاهرة زحاماً وتوقفاً وكان الأمر صعباً للغاية نظراً لإن إشارات القاهرة أغلبها إن لم يكن كلها أشبه بالمتوقفة علي طول الخط إلا في بعض اللحظات العابرة ثم تعود للتوقف مرة أخري. أشار الدكتور محمد مسلمي خبير الطرق والكباري الي أن الدكتور محمد مرسي لم يف بوعده حتي الآن والدليل علي ذلك إنه لم يتخذ الخطوات المبدأية لحل أزمة المرور التي تزايدت بداية من توليه الرئاسة وبالأخص بعد إعلانه رئيسا للجمهورية، وكان يجب البدء في وضع دراسات لإعادة هيكلة الطرق الداخلية وإعادة الإنضباط المروري عن طريق تكثيف القوات الشرطية التابعة لإدارة المرور ، والتوقف عن تراخيص الميكروباصات و التوك توك وغيرها من وسائل النقل الخاصة والتشديد علي فحص السيارات أثناء الترخيص ،ضرورة وجود عملية إحلال لسيارات الملاكي كما حدث مع التاكسي حتي ينتظم المرور. وأضاف مسلمي أنه يمكننا تحديد يوم إجازة للعديد من الانشطة التي تتسبب في توليد الحركة المرورية،مشيرا الي قصر ايام محددة للمناسبات علي ان تكون من الايام التي ليس بها ضغط مروري علي ان تستغرق فترة زمنية محددة، ويجب أن يتم تغيير مواعيد العمل حتي لا يتم إشغال جميع وسائل المواصلات في وقت واحد . ويقول الدكتور أحمد حزين أستاذ الطرق والكباري بهندسة القاهرة إنه لابد في المرحلة القادمة من إتخاذ إجراءات عاجلة لازالة أزمة التكدس والإنفلات المروري المتمثل في القضاء علي الإنتظار المخالف الذي يغلق الشارع الرئيسية في العديد من الأوقات بالرغم من أن تلك الحالة أصبحت قاعدة أساسية، وإزالة جميع الاشغالات المتسبب فيها البائعين الذين يؤثرون علي حركة المرور في الميادين الشوارع ، وإعادة فتح الجراجات المغلقة بسبب إحتكار بعض من البلطجية عليها، وإعادة رفع كفاءة وسائل النقل بما فيها النقل العام ومترو الأنفاق وإدارات المرور، وأشار الي ضرورة أن يشعر المواطنون بتواجد رجل المرور بالشارع حتي وإن تواجد. وأوضح حزين أنه إذا تم تنفيذ المرحلة الأولي بشكل كامل يأتي الجزء الثاني والذي يبدأ بالعمل علي تحسين الحالة المرورية وذلك عن طريق رصد مناطق الكثافة المرورية العالية وإيجاد حلول عاجلة لها ، بالإضافة لعمل مسارات أوتوبيس مميز لا يقف في المحطات الصغيرة ولكن يقف علي المسارات التي بها كثافات عالية وبذلك يقلل من استخدام سيارات الميكروباص التي تسبب زحاما مروريا، بالإضافة للرقابة خاصة من خلال فرقة خاصة من إدارات الأمن العام بالتعاون مع إدارات المرور لضبط حركة الميكروباص وتحديد خط سيره وكذلك تحديد المواقف.