مع استعدادات الأسر المصرية للعام الدارسي الجديد، سادت حالة من القلق والخوف لدي بعض اولياء الامور من ظاهرة البلطجة والسرقة، والتي انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وظهرت واضحة في أزمة اقتحام المستشفيات من قبل بلطجية وسرقة أجهزتها وترويع المرضي والعاملين بها، وبالتالي اصبحت الجريمة المنظمة أكبر تحد يواجهه المجتمع ككل، يأتي ذلك في ظل وجود رئيس منتخب وحكومة، قدموا عشرات الوعود علي رأسها إعادة الأمن للمواطنين فوراً.. إلا أننا مازلنا نعاني من الانفلات الأمني وبطريقة تثير الذعر يوما بعد آخر. ومع غياب الرؤية حتي الآن حول الإجابة عن هذا السؤال من قبل المسئولين؛ مما أثار الرعب في نفوس الطلبة وأولياء الامور الأمر الذي دفع بعضهم لوضع خطط لحماية أبنائهم، منها القيام بالاتفاق مع سيارات خاصة لتوصيل ابنائهم للمدارس بدلا من الذهاب وحدهم دون مرافق خاصة في الفترة الصباحية ففي مدينة “حلوان” التي تحتوي العديد من المجمعات المدرسية لكل المراحل التعليمية. وبسؤال بعض من اولياء الامور عن وسيلة المواصلات لأبنائهم هذا العام؛ كانت الاجابات ما بين الاتفاق مع سيارة خاصة – تاكسي – للذهاب للمدرسة صباحاً، وعند نهاية اليوم الدارسي يذهب ولي الأمر للانتظار خارج المدرسة لأصطحاب أبنائه للمنزل. الأمر نفسه في مدرسة “البنات الثانوية التجارية بحلوان” والتي كانت طالباتها تشهد يوميا حتي العام الماضي، مضايقات عديدة من بعض الشباب الذين يتواجدون خارج سور المدرسة، وسائقي الميكروباص، حيث وجهت الطالبات العديد من الشكاوي للإدارة المدرسية دون رد فعل يذكر. ومن ثم قرر عدد من الطالبات استكمال الدارسة عن طريق “المنزل” والمتابعة عن طريق الدروس الخصوصية، وتأدية الامتحان في منتصف ونهاية العام خوفا من الذهاب للمدرسة يوميا وحدوث مكروه لهن، خاصة أن بعض المدارس تعمل فترتين يومياً حتي السادسة مساءً، في الوقت الذي ينقطع فيه التيار الكهربائي. أما في منطقة “عين شمس” حذر الأهالي من ظاهرة البلطجة وانتشار السلاح أمام وحول المدارس بالمنطقة، بل داخل المدارس حيث تشتهر مدارس عين شمس بانتشار الأسلحة حتي مع التلاميذ، وجرت في العام الماضي عمليات تهديد للمعلمين ومديري المدارس في حال انتزاع الأسلحة من أيدي التلاميذ، ووصل الأمر إلي أن بعض تلاميذ المرحلة الإعدادية والثانوية يتفاخرون بحمل مطاو وسواطير وأحيانا مسدسات وبنادق خرطوش يصطحبونها معهم في المدارس. مئات القصص التي نستمع إليها من أولياء الامور عن البلطجية الذين يقفون أمام أبواب المدارس للسرقة أو التحرش تحت تهديد السلاح الأبيض في عز الظهر وإستخدامهم للموتوسيكلات والسبب غياب الشرطة تماماً. أما في حي شبرا وامام مدرسة شبرا الاعدادية التابعة لإدارة الساحل، أكد المواطنون انهم يشاهدون البلطجية والشباب يحملون المطاوي والسيوف ويقودون موتوسيكلات بدون لوحات معدنية ويسرقون السلاسل من الفتيات ويتحرشون بهن أمام الجميع، ووصلت بهم البلطجة الي الانتظار أمام أبواب المدارس وتهديدهم العلني للطلبة في ظل اختفاء الأمن والحراس والمدرسين. يذكر أن سرقات المدارس التي رصدتها الوزارة حتي أبريل الماضي، بلغت عددها 83 مدرسة خلال عام 2011، حيث خسرت الوزارة بسببها الكثير من المعدات التكنولوجية التي تكلفت ملايين والتي تم توفيرها لتلك المدارس علي مدار السنوات السابقة، وبالتالي حالة استمرار الانفلات الآمني بهذا الشكل ستؤدي الي ان تفقد المدرسة هيبتها واحترامها، والتأثير علي مسيرة العملية التعليمية.