على محمد ابراهيم : إعادة النظر فى التوزيع الراهن للمساحة المزروعة عطية عبد العاطى : المحصول مكلف والعائد المادى قليل لا يشجع على زراعته المساحة المزروعة 2.8 مليون فدان سنويا وتوقعات بزيادتها ل 3 ملايين بحلول 2025 مصر بالمركز ال 14 فى الإنتاج وال 4 فى الاستيراد على مستوى العالم .. ونستورد أكثر من 90 % من احتياجاتنا من الخارج ب 9 ملايين طن سنوياً الذرة من أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر، وتأتي في المرتبة الثانية بعد محصول القمح، وتتعدد استخداماته في الكثير من المجالات، فتستخدم في غذاء الإنسان وأعلاف الحيوانات والأسماك والطيور، كما تدخل أيضا في العديد من الصناعات مثل صناعة الزيت والنشا والعديد من الصناعات الأخري، وتعتبر الذرة الشامية من أهم أركان الأمن الغذائي المصري، وهناك اهتمام كبير من الدولة بتنمية محصول الذرة الشامية لتحقيق الأمن الغذائي. الإنتاجية يعتبر محصول الذرة الشامية هو المحصول الوحيد الذي يتم تغطية جميع المساحات المزروعة بالهُجن، وتبلغ المساحة المزروعة حوالي 2.8 مليون فدان، مزروعة بالهجن الفردية والثلاثية سواء كانت بيضاء أو صفراء، ويأتي ترتيب مصر في المركز ال14 من ضمن أعلى 20 دولة في إنتاج الذرة الشامية على مستوي العالم، والمركز الرابع على مستوى أفريقيا، بعد جنوب افريقيا ونيجيريا وأثيوبيا. أما ترتيب مصر على مستوى العالم بالنسبة لمتوسط إنتاج الفدان، فيأتي في المركز الخامس، والأول على مستوى أفريقيا، وإن كانت مصر هي الدولة رقم واحد عالميا في استيراد القمح، فإنها رقم 4 في استيراد الذرة. وتتراوح إنتاجية أصناف الذرة الشامية البيضاء عالية الإنتاجية في الأراضي القديمة بين نحو 3.24 طن/فدان لصنف "جيزة (2)" ونحو 3.74 طن/فدان لصنف "هجين فردي (2020)"، بينما في الأراضي الجديدة تراوحت هذه الإنتاجية بين نحو 3.17 طن/فدان لصنف "هجين فردي (101)" ونحو 4.06 طن/فدان لصنف "هجين فردي (2020)"، كما بلغت مساحة الذرة الشامية العام الماضي 2021 بلغت نحو 2.7 مليون فدان، منها 830 ألف فدان ذرة صفراء تساعد في الحد من استيراد الأعلاف. الزراعة التعاقدية من جانبه، أكد دكتور أحمد الخطيب، خبير الاقتصاد الزراعى، أن مصر تسابق الزمن فى تحقيق الاكتفاء الذاتي من معظم المحاصيل الإستراتيجية نظرا لما يمر به العالم من أزمة فى نقص الغذاء نتيجة الاضطرابات التى يمر بها العالم اليوم، مشيرا إلى أهمية تفعيل قانون الزراعات التعاقدية، حيث ساهم بشكل كبير فى رفع وتحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل الإستراتيجية والتى منها الذرة والتى تدخل فى الأعلاف ومدخلات الأعلاف، للحد من فاتورة الاستيراد التى تتكلفها الدولة كل عام بسبب استيراد هذا المحصول من الخارج، مؤكدًا أن خطة وزارة الزراعة فى تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج اللحوم البيضاء وتصدير الطيور الحية للخارج جعل الزيادة على الطلب من محصول الذرة، حيث تستورد مصر أكثر من 90% من احتياجاتها من الذرة من 3 دول هي الأرجنتين والبرازيل وأوكرانيا. واضاف أن اتجاه الدولة نحو وضع سعر استرشادي للذرة والصويا وغيرهما من المحاصيل الاستراتيجية، من أجل تشجيع المزارعين على زراعتها خطوة مهمة، خاصة فى ظل وجود فجوة كبيرة لابد من سدّها، حيث تزرع مصر مليون فدان من الذرة ، مشيرًا إلى أن سعر طن الذرة وصل حاليًا إلى 16 ألف جنيه، الأمر الذي سيدفع الدولة للاستيراد من الخارج ، فى محاولة لضبط الأسواق ومواجهة ارتفاع الأسعار، مشدداً على أن فاتورة الاستيراد من هذا المحصول كبيرة جدًا، وتقدر بحوالي 2 مليار دولار، وإنتاج مصر يكفي استهلاكنا 48-50 % فقط، وبالتالي فإن الاستيراد يصل إلى حوالي 9 ملايين طن سنوياً، أي مثيل ما ننتج، مضيفًا أن ترتيب مصر من حيث الاستيراد فيقع ترتيبها في المركز الرابع عالميًا، متوقعاً أن مساحة محصول الذرة الشامية ستبلغ 3 ملايين فدان بحلول عام 2025. التقاوى بينما أعتبر دكتور على محمد ابراهيم ، الخبير بمركز البحوث الزراعية، أن قضية الأمن الغذائي وعدم كفاية الإنتاج الزراعي للإحتياجات الغذائية من أهم القضايا التي تواجه الوطن العربي، وتعتبر محاصيل الحبوب من أهم المحاصيل التي يعانى الوطن العربي نقصاً حاداً فى إنتاجيتها ومنها مصر وتتصف الذرة الشامية من الوجهة الاقتصادية بأنها من حبوب الغذاء المهمة، فكل جزء من النبات له فوائده الاستعمالية، فمن الحبوب يستخرج الدقيق الذي يصنع منه الخبز كما يتم خلط نسبة منه تصل لحوالي 20 % بحبوب القمح في صناعة رغيف الخبز لتضييق الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك للارتفاع بنسبة الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب من 55 %إلي نحو 75%، وتعزيز معدلات النمو في الاقتصاد القومي بصفة عامة والاقتصاد الزراعي بصفة خاصة، كما يتم استخدامه كعلف للحيوانات المزرعية والدواجن ودخولها في العديد من الصناعات مثل صناعة الورق والنشا والجلكوز وزيت الذرة والكحول، وتأتى في المرتبة الثانية بعد القمح من ناحية المساحة المزروعة. وأكد أنه بالرغم من أن الدولة تولى اهتماما خاصا بمحصول الذرة الشامية إما بالتوسع الافقي بزيادة المساحة المزروعة منه رغم أن سياسة التنمية الافقية لمحصول الذرة الشامية تواجه عدة صعوبات أهمها التنافس الشديد بين مساحته ومساحات المحاصيل الأخرى، فضلاً عن أن توزيع مساحته في المناطق الانتاجية المحتلفة لا يتم وفقا لجدارته الإنتاجية وبالتالي انخفاض كفاءته الإنتاجية الاقتصادية، الأمر الذي يترتب عليه انخفاض الإنتاج الكلى منه وعجزه عن الوفاء بالطلب المتزايد عليه ومن ثم زيادة الفجوة الغذائية لمحاصيل الحبوب والتوجه إلي الأسواق العالمية لتدبير الإحتياجات المحلية من الذرة الشامية، وهو ما يزيد من العبء، مما يتطلب إعادة النظر في التوزيع الراهن لمساحته على المناطق الإنتاجية المختلفة في إطار الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة للقطاع الزراعي، أو التوسع الرأسى عن طريق استخدام التقنيات الحديثة في زراعته والمتمثلة في استنباط الاصناف الهجن عالية الإنتاجية، واستخدام الطرق العلمية المتطورة في الزراعة والرى والتسميد بهدف رفع كفاءة استخدام الموارد المستغلة في زراعة المحصول . استخدامات أخرى ويرى على، أن الذرة الشامية من أهم محاصيل الحبوب الصيفية ، حيث تستخدم كغذاء آدمى فى صناعة الخبز والزيوت والسكر والنشا، وأيضا كغذاء حيوانى فى صناعة الأعلاف الخضراء، حيث تدخل في مكونات الأعلاف الجافة، موضحاً أنها تزرع خلال شهر أبريل حتى منتصف يوليو، ولكن يفضل من منتصف مايو حتى منتصف يونيو، لتفادى الإصابة بالثاقبات، مؤكداً ضرورة توفير التقاوى المنتقاه لجميع أصناف الذرة سواء البيضاء أو الصفراء ، وتعتبر المكون الأساسى لتصنيع الأعلاف الخاصة بالثروة الحيوانية والداجنة والسمكية حيث تدخل الذرة في العلائق بما لايقل عن 60% من مكوناتها، مشيرا إلى ضرورة مكافحة الحشائش عريضة الأوراق مثل الشبيط والرجلة وأم اللبن والعليق التي تصيب محصول الذرة حتى ننجح فى رفع وزيادة الانتاجية. الهجن المناسب فيما يرى مهندس عطية عبد العاطى، الخبير الزراعي، أن هناك عائقا أمام زيادة إنتاج محصول الذرة وتقليل نسبة احتياجتنا من الخارج، فرغم وجود مساحات كبيرة جداً في مصر تصلح لزراعة الذرة، إلا أن المساحة المزروعة مساحة محدودة بسبب نقص المياه، ويمكن زيادة نسبة إنتاجنا والوصول إلى أعلى نسبة اكتفاء برفع العائد الاقتصادي من زراعة محصول الذرة الشامية لأن محصول الذرة الشامية مكلف والعائد المادي قليل فلا يشجع المزارعين على زيادة المساحات المزروعة، مشيرا الى أن دخول الذرة الشامية في الزراعة التعاقدية، والاعلان عن سعر مجز قبل الزراعة، وبالتالي سيقبل المزارعون علي الزراعة، الأمر الذي سوف يؤدي إلي زيادة المساحة المنزرعة ويزيد من اهتمام المزارع بالمحصول، ما ينعكس علي زيادة متوسط إنتاجية الفدان، وبالتالي تزداد الانتاجية الكلية وسوف ينعكس ذلك في تقليل المحصول المستورد من الخارج خلال فترة قصيرة. وهناك آليات أخرى لزيادة الإنتاجية منها الممارسات الزراعية المناسبة للهُجن المختلفة، فمثلا هناك هُجن تقبل الزراعة بكثافة كبيرة، وهناك هُجن تقبل الزراعة بكثافة منخفضة، وهناك هُجن تزرع في مواعيد مبكرة، وأخرى في مواعيد متأخرة، وثالثة لا تزرع إلا في مواعيدها المناسب، كذلك اختيار الهجن المناسبة للحصول على أفضل إنتاجية سواء كان الهدف هو الحبوب أو إنتاج السيلاج، بالإضافة إلى شراء التقاوي من مصدر موثوق به مثل إدارة إنتاج التقاوي أو مركز بحوث الذرة الشامية أو من الإدارات الزراعية أو مصادر موثوق بها، لعدم التعرض للغش التجاري في نوعية وجودة التقاوي.