وزير الزراعة: صندوق لدعم المحاصيل ومنها الذرة الصفراء رئيس اللجنة القومية للمحاصيل: الدول الموردة للذرة الصفراء تخفض أسعارها لنستمر فى الاستيراد نستهدف زيادة المساحة المزروعة من الذرة الصفراء إلى3 ملايين فدان رئيس قسم بحوث الذرة: متوسط إنتاج الفدان 24 إردبا وهناك أصناف جديدة تزيده إلى40 إردبا تدخل فى تصنيع 75% من الأعلاف.. والتوسع فى زراعتها يخفض أسعار اللحوم إلى 30 جنيها نقيب الفلاحين: تحديد سعر للمحصول يشجع الفلاح على زراعته خطة شاملة وضعتها وزارة الزراعة للنهوض بمحصول الذرة الصفراء وزيادة الإنتاج، ومن ثم تقليل الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج التى بلغت 5 ملايين طن يتم استيرادها من الخارج، وبعد ذلك يمكن التطلع إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الذرة. الخطة قائمة على تحفيز الفلاح على زراعة الذرة وإقرار أسعار شراء محفزة بعيدا عن الوسطاء، وإدخال أصناف جديدة منها للسوق المصرية، وزيادة مساحة الأراضى المزروعة من الذرة، وتحسين كفاءة التربة ومعدلات إنتاجية الفدان. وبدأت الدولة حملة قومية من أجل تحفيز الفلاح على زراعة الذرة الصفراء وتم بالفعل توقيع بروتوكول تعاون بين قطاع الإنتاج والجمعيات الزراعية بوزارة الزراعة وبين اتحاد منتجى الدواجن والثروة الحيوانية لشراء كامل المحصول من المزارعين، مع وضع تسعيرة للمحصول أو ما يسمى سعر الضمان يبدأ من 330 جنيهًا للإردب. المساحة المزروعة من الذرة الصفراء بلغت العام الماضى مليونين و157 ألف فدان، بعد أن كانت مليونا و759 ألف فدان العام قبل الماضى، بنسبة زيادة بلغت 22.6%. وتعد الذرة الصفراء عصب صناعة الأعلاف للثروة الداجنة والحيوانية؛ حيث تدخل بنسبة 75% فى إنتاج هذه الأعلاف، ورغم ذلك تعمدت حكومات النظام البائد إهمال زراعتها لصالح رجال أعمالها وتجار السوق السوداء من خلال استيراد نسبة كبيرة جدا من الاستهلاك المحلى من الخارج. إنتاج الأعلاف الدكتور أحمد الجيزاوى -وزير الزراعة واستصلاح الأراضى- يؤكد استهدافه إنشاء صندوق لدعم المحاصيل -ومن بينها "الذرة الصفراء"- من أجل دعم الفلاح والسوق المحلية وتقليل الاستيراد بجانب زيادة المساحة المزروعة والإنتاجية بشكل كبير. وأضاف وزير الزراعة -فى تصريح خاص ل"الحرية والعدالة"- أن هناك نظاما جديدا، كان قد تم البدء فيه بنهاية فترة الوزير السابق الدكتور صلاح عبد المؤمن يعرف ب"الزراعة التعاقدية" والذى بموجبه تتعاقد الوزارة مع الفلاحين على زراعة الذرة الصفراء، وتضمن لهم شراءها بأسعار مغرية على أن يتم التوسع فى زراعتها. من جانبه، قال د. عبد العزيز عبد النبى عبد العزيز -مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية ورئيس الحملة القومية للنهوض بالمحاصيل- إن إجمالى المساحة المزروعة من الذرة الصفراء بلغ قرابة مليونى فدان عام 2011، وبسبب أعمال المتابعة المستمرة والتطوير وصلت المساحة المزروعة العام الماضى إلى 2 مليون و157 ألف فدان بزيادة قدرها 398 ألف فدان بنسبة 22.6%. وأضاف أن إنتاجية فدان الذرة بلغت عام 2011 نحو 24 إردبا، زادت فى 2012 إلى24.08 إردبا، لافتًا إلى أن مستهدف الحملة خلال العام الحالى 2013 الوصول إلى متوسط إنتاج 24.5 إردبا، موضحا أن هناك خطة تستهدف تقليل الكمية المستوردة خلال الفترة القادمة من خلال الحملة التى تعمل على استخدام أصناف جديدة من الحبوب فى الزراعة ذات إنتاجية مرتفعة، وهناك برنامج يسمى "برنامج التربية" وهو عبارة عن سلسلة متواصلة من الأبحاث التى تتم من أجل استنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية مرتفعة. وأشار عبد العزيز إلى أن الوصول إلى صنف جديد قد يستغرق أعواما قد تصل إلى خمسة عشر عامًا أو أكثر، وأنه عندما يتم ثبوت نجاح الصنف الجديد يتم تسجيله واعتماده والبدء فى استخدامه فى المواسم المتعاقبة، مشيرًا إلى وجود أصناف جديدة ستستخدم هذا العام فى الذرة الصفراء منها على سبيل المثال "صنف 131". ودعا إلى إنشاء صندوق موازنة أسعار لمحصول الذرة من أجل دعم الصناعة المحلية والفلاح المصرى وتقليل الاستيراد من الخارج؛ حيث إن الأسعار العالمية قد تكون أقل من الأسعار المحلية، مما يجعل الشركات والمستثمرين يلجئون للاستيراد من الخارج، الأمر الذى يجعل الفلاح لا يجد من يشترى محصوله فيلجأ هو الآخر إلى زراعة محصول، ومن ثم انخفاض المساحة المنزرعة التى يقابلها انخفاض فى الإنتاج مما يؤدى بالضرورة إلى زيادة الكمية المستوردة من الخارج. وأشار إلى أن هذا الصندوق سيكون من شأنه دعم الشركات والمستثمرين للشراء من الفلاحين، مؤكدًا سعى الحملة القومية إلى زيادة عدد الحقول الإرشادية والتعليمية بكافة المحافظات من أجل توعية المزارعين بالأصناف الجديدة التى تعود عليهم وعلى مصر بالنفع من خلال زيادة الإنتاجية والمساحة المزروعة بشكل كبير. 6 ملايين طن أما الدكتور محمد النحراوى -رئيس اللجنة التنسيقية للحملات القومية للمحاصيل الزراعية بوزارة الزراعة- فأوضح أن استهلاك مصر من الذرة الصفراء يقرب من 6.3 ملايين طن سنويا، تنتج منه ما يقرب من مليون طن ونستورد الباقى من دول البرازيل والأرجنتين والولاياتالمتحدةالأمريكية، منها نحو 4 ملايين طن لأعلاف الدواجن والباقى للثروة الحيوانية؛ حيث تدخل الذرة الصفراء بنسبة 75% من إنتاج هذه الأعلاف. وأشار إلى أن خطة الوزارة الحالية تهدف إلى رعاية وتسويق المنتج المحلى بدلاً من الاستيراد من الخارج الذى يلتهم العملة الصعبة وخطة الدولة الآن هى الاتجاه إلى تقليل المساحات المنزرعة بالذرة البيضاء مع زيادة مساحات زراعة الذرة الصفراء لقيمتها الغذائية العالية وزيادة نسبة الزيوت عالية الجودة بها؛ حيث تم التنسيق مع منتجى الدواجن على تسويق كامل الكمية مباشرة من المزارع للمستهلك دون "الوسطاء" الذين يحصلون على المحصول بسعر أقل من سعر الضمان المعلن عنه. وأضاف النحراوى أن الدول التى نستورد منها الذرة الصفراء وخاصة، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بدأت تتجه إلى تخفيض أسعارها فى محاولة لجذب السوق المصرية مرة أخرى، وإقصائنا عن فكرة الاعتماد على المنتج المحلى. وأضاف أن هناك دراسات تجرى الآن بمراكز البحوث لإنتاج سلالات تُرشد من استخدام المياه بالطرق الحديثة لتوفير 11 مليار متر مكعب من المياه بدلاً من الرى بالغمر والذى من المتوقع أن تسهم فى زيادة مساحة زراعة الذرة الصفراء إلى ما يقرب من 3 ملايين فدان. قفزة فى الإنتاج أكد الدكتور عباس عبد الحى الشناوى -رئيس قسم بحوث الذرة الشامية (بيضاء، صفراء) بمعهد المحاصيل الحقلية- أن المعهد نجح من خلال حقوله البحثية إلى الوصول لأصناف جديدة عالية الجودة والإنتاجية تصل ل30 إردبا للفدان، فى حين أن متوسط الإنتاج العام للفدان فى مصر لا يتعدى24 إردبا فقط حاليا، مما يؤكد أن هناك إمكانية لقفزة مصرية هائلة فى إنتاج الذرة وتحقيق الاكتفاء الذاتى والأمن الغذائى من خلال زراعة الحقول الإرشادية فقط التى يشرف عليها المعهد والتى تصل فى إنتاجيتها من30-35 إردبا للفدان بشرط التزام الدولة باستلام الإنتاج فى نهاية الموسم. وأضاف الشناوى أنه يمكن رفع إنتاجية الفدان إلى27 إردبا من خلال متابعة الإرشاد الزراعى ودعم الدولة للمزارع؛ حيث توجد خطط ودراسات لأصناف وسلالات هجين الذرة الشامية بنوعيها البيضاء والصفراء يمكن أن ترفع الإنتاجية إلى40 إردبا للفدان وتلاءم الظروف المناخية المصرية، كما توصلنا لإنتاج أنواع هجن فردية قصيرة العمر يمكن تكرار زراعتها فى الموسم الواحد مرتين وصلت فترة نمو بعض أصنافها ل88 يوما يمكن أن تزرع مرتين خلال 180 يوما فقط قبل الدخول فى موسم الزراعة الشتوية، مما يفيد فى التغلب على أزمة المياه التى هى فى تناقص مستمر وهو ما يؤكد ضرورة الاهتمام بالذرة الشامية كمحصول صيفى لا يستهلك كميات كثيرة من المياه ويجعله محصولا موفرا للمياه مقارنة بعدد آخر من المحاصيل التى تروى بالغمر، وهذا له فائدة تعود على تصنيع الأعلاف اللازمة لإنتاج المزيد من الثروة الحيوانية والداجنة ووفرة بيض المائدة وأيضا أعلاف الثروة السمكية؛ حيث تمثل الذرة الصفراء نسب 70-75% من مكونات الأعلاف اللازمة لتلك المشاريع. وأكد الشناوى أن أهم المشاكل التى تواجه زراعة الذرة الصفراء انخفاض أسعارها وعدم وجود سعر ضمان من الدولة، بالإضافة إلى عدم التزام الحكومة بالتسويق فى الفترة الأخيرة، مما جعل الفلاح لا يقبل على زراعتها قبل أن تتدخل الوزارة مؤخرا لرفع سعر إردب الذرة الصفراء إلى320 جنيها كبداية لارتفاع سعره، الأمر الذى ينعكس إيجابيا على الإنتاج المحلى من الثروات الحيوانية والسمكية والداجنة، ومن ثم انخفاض أسعار اللحوم، متوقعا أن يصل سعر الكيلو من اللحوم الحمراء إلى 30 جنيها بدلا من70 حاليا. إهمال متعمد من جهته، أكد عبد الرحمن شكرى -نقيب الفلاحين- أن حكومات النظام البائد تعمدت إهمال زراعة الذرة الصفراء لحساب تجار ورجال أعمال الحزب الوطنى المنحل الذين فضلوا الاستيراد من الخارج لتحقيق أرباح على حساب المنتج المحلى، مما دفع بالفلاح المصرى إلى إهمال زراعة الذرة الصفراء إلا بكميات محدودة وغير منتظمة بغرض الاستهلاك الخاص، كما أن عدم اهتمام الدولة حينذاك بتحديد سعر ضمان وعدم تشجيع الزراعة والاعتماد على الاستيراد كانت من بين أسباب عزوف الفلاح عن الزراعة لأن الفلاح ينتج محصولا إن لم يتمكن من بيعه بعد عناء موسم كامل من الخدمة والرعاية ومقاومة الآفات وشراء الأسمدة فلن يقبل على زراعته. ويضيف أن النقابة تقدمت لوزير الزراعة بمشروع للتنسيق بين منتجى الدواجن والثروة الحيوانية ووزارة الزراعة وتم بالفعل توقيع بروتوكولات للتعاون مع الوزارة على شراء كامل الكميات المنتجة من الذرة الصفراء بدلاً من الاستيراد من الخارج، وهذا ما دفع الفلاحين إلى الإقبال على الزراعة هذا الموسم بمساحات كبيرة يمكن أن تسهم فى تحقيق جزء من احتياجاتنا خاصة بعدما أعلن وزير الزراعة سعر ضمان330 جنيها للإردب وتسلما كاملا المحصول من الفلاح.