أُثيرت حالة من الذعر والخوف سيطرت على أولياء الأمور، بعد تردد أنباء انتشار فيروس جديد يضرب الأطفال بقوة ويسبب لهم أعراضا خطيرة، ويعرف هذا الفيروس الخلوي التنفسي التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي باسم "RSV". ازدادت التحذيرات، بسبب إصابة كثير من الأطفال بهذا الفيروس مع اختلاف الأعراض لكل منهم، فقد تتمثل الإصابة في ظهور أعراض بسيطة تتشابه مع أعراض نزلات البرد، وفى أحيان أخرى يتحول الأمر سريعا إلى نقص في الأكسجين بالجسم مع ارتفاع شديد في الحرارة وصعوبة وضيق في التنفس، الأمر الذي جعل كثيرا من الأمهات تحتاط وتعمل على عزل أطفالهن داخل المنزل أو تمنعهم من التواصل مع أشخاص آخرين. ومن جانبه قال الدكتور محمد صلاح، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن فيروس RSV ليس حديثا كما يشاع، لكنه منتشر منذ فترة الستينيات وتكون ذروته سنويا في فصل الخريف، ويتسبب الفيروس في حدوث التهاب في مجرى الجهاز التنفسي، لتتشابه أعراضه مع أعراض نزلات البرد المتعارف عليها وكذلك يتشابه أيضا إلى حد كبير مع أعراض فيروس كورونا، ومن المعروف أنه يصيب الأطفال في مختلف الفئات العمرية وأيضا الكبار، لكن من المؤكد أن معظم الأطفال يعانون عدوى الفيروس التنفسي على الأقل مرة واحدة بحلول السنة الثانية من العمر. وأشار إلى أن فيروس RSV لم يلاحظ ظهوره بهذه القوة خلال العامين الماضيين ويرجع سبب ذلك لتعطيل الدراسة وعدم وجود تجمعات للأطفال أو ما يعرف بحدوث مناعة مجتمعية تضعف الفيروس، أما هذا العام فأصبح الفيروس أكثر شراسة بسبب سرعة انتقال العدوى بين الأطفال في المدارس والنوادي، ولكن بدون أن يحدث أي تحور في تكوينه، كما أن تواجده بالتزامن مع فترة انتشار جائحة كورونا كان سببا أيضا في جعل الأعراض أعنف على الجهاز التنفسي إذا حدثت الإصابة للفيروسين في نفس الوقت . وأضاف أن خطورة الفيروس سواء كانت سببا في حدوث التهاب في الجهاز التنفسي أو التهاب رئوي، تزداد عند الرضع وتجعلهم أكثر عرضة لحدوث المضاعفات الخطيرة ولعل أبرزها ضيق التنفس، يليهم الأطفال في عمر العام الواحد وحتى العامين، علما بأن الأعراض ليست جميعها خطيرة، ولكنها تختلف من طفل لآخر حسب الفئة العمرية وحسب قوة تحمل الجسم ومناعته. وشدد على ضرورة إتباع طرق الوقاية المماثلة للوقاية من نزلات البرد وهى إتباع العادات الصحية السليمة وتعليمها للطفل. كما أكد الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أن أعراض الإصابة بفيروس RSV تتمثل في الرشح، والتهاب الحلق، والسعال، ولا يشكل أي خطورة على أطفال المدارس، لكنه يعد بالفعل الأخطر على الأطفال الرضع كونه يصيب القصبة أو الشعبة الهوائية وهى جزء دقيق جدا يسبق الرئة مباشرة، حيث يعمل الفيروس على التهابها وامتلائها بالبلغم، وبالتالي يصاب الطفل بضيق تنفس حاد يفقده القدرة على الرضاعة أو التنفس بشكل طبيعي، مما يستلزم في بعض الحالات الحجز في الحضانة الخاصة بالمستشفى، لشفط البلغم من على الصدر مع الاستمرار على جلسات البخار والأكسجين حتى تتحسن الحالة .