تقرير حقوقي يؤكد محاكمة الصحفيين السودانيين بقانون الإرهاب تقرير: هبة صلاح بعد ارتفاع نسبة الانتهاكات وحريات الرأي والتعبير والحريات الشخصية وتردي الاوضاع الاقتصادية في السودان نظم النشطاء السودانيون علي مستوي العالم عدة تظاهرات امام السفارات السودانية، السبت الماضي، في محاولة منهم للفت الانتباه لقضيتهم ومن امام السفارة السودانية في القاهرة تجمع عدد من أعضاء الحركات السودانية في مظاهرة تندد بافعال السلطات السودانية في اعتقال الصحفيين ومصادرة الصحف وممارسات قمع الحريات العامة والخاصة ، مطالبين مؤسسات الدولة من الجيش والشرطة بانهاء حالة العنف التي تستخدم ضد الشعب والانضمام الي صفوف الشعب في مواجهة النظام القمعي . ومن بين الحركات التي شاركت في المظاهرة “حركة قرفنا ” و”التغيير الآن” و”حركة تحرير السودان” “العدل والمساواة” ، وعدد من الصحفيين السودانيين المقيمين في مصر وانضم لهم عدد من الشباب المصري تضامنا مع انتفاضتهم ضد الفاشية الدينية القمعية بحسب وصفهم. كما اعلن المتظاهرون عن رفضهم الخطة التي اعلنها البشير برفع الدعم عن المحروقات اي البنزين والسولار والبوتاجاز وتخفيض الانفاق الوزاري وطالبوا باقالة عدد من الوزراء الفاسدين ، والانتهاء من الفساد الذي طال لعشرات السنين وتحقيق العدالة الاجتماعية، وكذلك طالبوا بتسليم الرئيس السوداني الي المحكمة الجنائية الدولية بسبب تورطه في جرائم ضد الانسانية. ومن جانبه قال احمد يونس ,رئيس جمعية الصحفيين السودانيين بمصر”نحن جئنا للتضامن مع الشعب السوداني وانتفاضته المطالبة بتغيير النظام,وتأسيس بديل وطني ديمقراطي يحافظ علي وحدة البلاد ,ويعالج المشاكل الهيكلية التي تسبب فيها حكم الرئيس عمر البشير ,واضاف”يونس ” ان هذه الوقفة تتزامن مع عدة وقفات علي مستوي العالم لمساندة “الشعب السوداني في ثورته ومطالبه المشروعة. واكد عبد الله مهدي عضو حركة “قرفنا” انهم لن يتراجعوا وسيقاوموا بكل اشكال النضال ضد حكم البشير الذي تسبب في وضع السودان بالمركز الرابع لاكثر الدول فقراً بعد الصومال ,افغانستان ,والعراق وجعل 95% من سكان السودان تحت خط الفقر, وتسبب في انفصال الجنوب مما اهدر الكثير من موارد الدولة. وهتف المتظاهرون هتافات كادت تقارب الهتافات المصرية مثل الشعب يريد اسقاط النظام ، ورددوا هتاف الشعب يريد تسليم البشير ، وحرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب، “احنا مرقنا للسكر والبنزين وعشان تجار الدين “، و”ياللي مهيتك كام مليون .. ليه الشعب ينام مديون” ، يا خرطوم ثوري ثوري لن يحكمنا الاسكافوري ” قاصدين بالاسكافوري العائلات التي تملك الفيلات والقصور في اجمل المناطق دون وجه حق تاركين لاصحاب البلد المنازل الفقيرة المعدمة وهو تعبير مجازي يطلق علي الطبقة الرأسمالية، ورددوا هتافات “لا جهوية ولا قبلية سودانية مية المية ” و”لن تحكمنا حكومة الجوع”. حرية الرأي من ناحية أخري أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تقريرها السنوي حول حرية الرأي والتعبير في العالم العربي، حيث سجلت السودان أعلي النسب في انتهاك حريات الرأي واعتقال الصحفيين ومحاكمتهم. واشار التقرير ان انقسام السودان لدولتين لم يقلل من انتهاكات حرية الرأي والتعبير بل تمت مصادرة صحف وملاحقة الصحفيين في الجنوب ووقف صدور ست صحف سودانية واسعة الانتشار بحجة ان بعض ملاكها ينتمون لدولة الجنوب ولا يحق لهم اصدار صحف في الشمال باعتبارهم اصبحوا اجانب ، واغلبها كانت صحف معارضة النظام. كما كشف التقرير عن ان الحكومة السودانية تحاكم الصحفيين وفقا لقوانين مثل قانون الارهاب ، وكذلك التضييق القانوني فيما يخص اصدار الصحف واحقية القضاء والمجلس القومي للصحافة في ايقاف الصحف او مصادرتها والغاء تراخيصها نهائيا او مؤقتا، وهو ما وصفة المحامي “كريم عبد الراضي ” مدير وحدة البحث بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان ،بالاخلال بمبدأ حرية الصحافة المكفول بموجب الدستور والمعاهدات الدولية. واضاف” عبد الراضي” ان السودان من اكثر البلدان قمعا للحريات العامة والخاصة واعتادت السلطات علي مصادرة الصحف واعتقال الصحفيين والنشطاء ومحاكمتهم واصدار احكام في حقهم بالحبس علي خلفية نشاطهم السلمي او بسبب مواد نشروها علي الانترنت او في الصحف السودانية وقد تصل مدة الحبس الي المؤبد او الاعدام. وفي التقرير تم عرض بعض الحالات مثالا علي ذلك في محاكمة الصحفي “ابو ذر علي الامين” بموجب قانون الارهاب علي خلفية مقال نشره يتضمن نقدا للرئيس السوداني عمر البشير، ومن التهم التي تمت احالة الصحفي بها هو وزملائه الي المحاكمة التجسس والتحريض ضد الحكومة وتقويض النظام الدستوري للبلاد . ومصادرة جريدة الميدان واعتقال 12 صحفيا وموظفا بها في فبراير 2011 من وهي التي يعمل بها اعضاء الحزب الشيوعي السوداني وصحفيوها. والقبض علي 10 من الصحفيين والناشطين في مجال حقوق الانسان من بينهم فاطمة الغزالي وامل صباحي وفيصل صالح وفائز السليك وذلك علي خلفية كتاباتهم لمواد صحفية تتناول قضية الناشطة الصحفية التي تعرضت لاغتصاب علي ايدي رجال الامن وتم اتهامهم بالتشهير ونشر اخبار كاذبة وتم تغريمهم كفالة مالية مقابل عدم السجن ولكن الصحفية امل هباني رفضت دفع الكفالة وتم سجنها. حبس الصحفيين وكذلك تم القبض علي الناشطة “حواء عبد الله”من معسكر ابو شوك للنازحين بدارفور، ووجهت لها تهمة نشر المسيحية ورفضت السلطات السودانية الافراج عنها . والقت قوات الامن الجنوبية علي الاذاعي محمد اركو يوم 11 مايو وتعرض للتعذيب واساءة المعاملة وتم الافراج عنه في يونيو 2011. ومصادرة جريدة الاحداث اليومية المستقلة ،في 7 اغسطس بعد طباعتها وقبل توزيعها في الاسواق دون ابداء اسباب. وتم حبس الصحفيين في جنوب السودان واعتقال كل من “نفور اغون قرنف” مراسل سودان تريبيون ، و”دنغيت ايوت” . ويضيف “كريم عبد الراضي” العنصرية والتفرقة في المعاملة التي يتعامل بها الرئيس السوداني والتي ادت الي تفتيت السودان فضلا عن التضييق علي الحريات الخاصة ولا سيما فيما يتعلق بحقوق المرأة والتي تصل العقوبة للجلد حينا والتضييق علي حقها في العمل الصحفي. وبالاضافة الي الحالة الاقتصادية المتردية التي يعيشها المواطن السوداني مما دفع طلبة الجامعات للتظاهر ضد سياسة التقشف ليرسلوا رسالة مفادها رحيل عمر البشير والقمع الذي يتعرضون له.