تحظى المراة فى مجتمعنا الشرقى عامة ومجتمعنا المصرى بصفة خاصة، بنصيب وافر من القسوة والعنف.. ويمتد هذا القدر ليشمل جميع صور الضغوط الحياتية التى تمارس ضدها منذ الميلاد حتى الممات، فمع سنوات حبوها الاولى، يمارس المجتمع عدوانا جسيما على براءتها ممثلا فى «عادة الختان « تلك التى تتم عنوة لصغيرات السن ممن لا يملكن دفعا لهذا الاعتداء الجسدى الجسيم، الذى يتم وفقا لمعتقدات بالية، ودونما اسانيد علمية وشرعية صحيحة. ورغم الآثار الصحية والنفسية الخطيرة لتلك العادة التى قد تودى بحياة الصغيرات، ويمتد اثارها الى ما بعد فى حياتها الزوجية.. ورغم تحركات وضغوط عديدة من المؤسسات الدينية والطبية،و صدور قانون من مجلس الشعب عام 2008 بتجريم هذه العملية ومعاقبة من يجريه بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تزيد على سنتين، أو بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد على 5 آلاف جنيه. الا أنه ظل حبرا على ورق، ليقف عاجزا أمام العادات المجتمعية الراسخة فى عقول من أصروا على إجراء هذه العملية لبناتهن. واستكمالا لتاريخ مكافحة ظاهرة الختان فى مصر، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي القانون رقم 78 لسنة 2016، لتغليظ عقوبة ختان الإناث لترتفع إلى الحبس مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز7 سنوات، ويقصد بختان الأنثى إزالة لجزء أو كل لعضو تناسلي للأنثى دون مبرر طبي، وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة، أو إذا أفضى ذلك الفعل إلى الموت،بحسب ما أصدرته الجريدة الرسمية فى عددها 28 سبتمبر 2016. ولم يتوقف الأمر على إصدار القوانين أو تغليظها، بل انطلقت العديد من حملات التوعية سواء بدعم من منظمات نسوية أو وزارة الصحة، مثل حملة «أطباء ضد الختان» بالتعاون مع وزارة الصحة وصندوق الأممالمتحدة للسكان، لتضمين التوعية عن الختان فى مناهج الطلاب بكلية الطب، وتعريفها بأنها ممارسة ضارة.فضلا عن الحملات الإعلامية للقضاء عليها والتوعية بمخاطرها، لكن هذه الحملات لا تصل إلى المواطنين بصورة كافية. وسقطت الكثير من الفتيات فى مصر ضحية هذه العادة الناجمة عن أفكار خاطئة فى فهم الدين والعادات الموروثة، حتى أضحت القاهرة الأولى عالميا فى ختان الإناث وفقا لمنظمة «يونسيف»، حيث وصل عددهن إلى 27.2 مليون امرأة من مختلف الأعمار،الامر الذى دفع اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، والدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة الى اطلاق المرحلة الأولى من حملة #احميها_ من _الختان. وتأتي حملة التوعية، بعد مرور أقل من شهر على تشكيل اللجنة الوطنية المشتركة، التي تهدف إلى تعزيز حقوق البنات والفتيات وحمايتهن من ختان الإناث وتتسق مع الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030. ويتزامن إطلاق الحملة مع اليوم الوطني للقضاء على ختان الإناث الذي وافق 14 يونيو، وهو اليوم الذي شهد مقتل الطفلة بدور على يد طبيبة بالمنيا عام 2007. ومن جانبها أكدت د.»مايا مرسي» رئيسة المجلس القومي للمرأة، أن الحملة الإعلانية الإذاعية تتضمن مجموعة تنويهات إذاعية تذاع على 18 محطة إذاعية بصوت الإعلامية نشوى الحوفى. وأوضحت مرسي، أن رسائل هذه التنويهات تهدف إلى التوعية بأضرار ختان الاناث، والعقوبات التي فرضها القانون لمرتكبي هذه الجريمة، ومن أهم هذه الرسائل «الختان عادة وليس عبادة، ختان البنات جريمة يعاقب عليها القانون المصري، ختان البنت مش عفة و لا ضمان لأخلاقها، و بناتنا أمانة لازم نحافظ عليها». واشارت د.»عزة عشماوي» الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة الى انه لم يعد مقبولا أن تهدر حق أي طفلة تتعرض لتجربة الختان،وهي تجربة مؤلمة و قاسية. وأكدت، أن هذه التجربة تتم بحكم عادات وتقاليد لا أساس لها من الصحة وهذه الجريمة تمثل قضية ترهقنا جميعا، ونحن نصر على القضاء بشكل نهائي عليها. وأوضح » صبري عثمان»، مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته اللجنة الوطنية للقضاء على الختان مؤخرا- أن قضية ختان الإناث قديمة منذ عام 1904، وهي لم تكن مجرمة حتى وقعت حادثة وفاة الطفلة بدور ضحية لتلك العادة غير الشرعية. وأضاف، أن المجلس القومي للمرأة أطلق على شهر يونيو اسم «شهر بدور»، للتوعية بخطورة الختان، موضحًا أن أنشطة حملة «شهر بدور» تتضمن أيضاً تنظيم قوافل توعوية بجميع المحافظات تتضمن إقامة حوارات ومسابقات مع الجمهور لضمان وصول المعلومات الصحيحة. وفيما يخص رأى سيدات مصر حول ختان بناتهن أصدر المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة» آخر الإحصائيات، التي أجراها حول عادة ختان الإناث، بالتزامن مع اليوم الوطني للقضاء على ختان الإناث، الذي يوافق 14 يونيو من كل عام، وأشارت الإحصائيات أن 65 % من المصريات يرين ضرورة إيقاف هذه العادة المؤذية للبنات، كما أن 74 % أكدن أن الختان يسبب مضاعفات خطيرة تؤدي إلى وفاة البنت، وذلك فى مقابل أن 26 % من السيدات رأين أن الختان يمنع الزنا، بالإضافة إلى أن 21% يرين أن الزوج يفضل أن تكون زوجته مختونة.