أكدت دراسة بعنوان "وجدانيات طاغية وقيم مغيبة فى تحكيم البحث التربوي فى مصر"، قدمها أ.د "مجدي المهدي" أستاذ ورئيس قسم أصول التربية بجامعة المنصورة، مؤخرًا بالمؤتمر العلمي السابع الذي عقد بكلية التربية بشبين الكوم، عن التربية الوجدانية فى المجتمعات العربية، أوضح فيها أن عمليات تحكيم البحوث التربوية فى عصرنا الحالي اعتراها المخاطر، وطغت على عملياته وجدانيات مضللة، زعزعت الثقة فى البحث العلمي ونتائجه. حيث ذهب البحث لتحليل بعض الوجدانيات التي تطغي على عمليات التحكيم العلمي للأبحاث التربوية فى مصر، والتي تؤكد غياب الضمير العلمي عن كثير من المحكمين بالشكل الذي يؤثر على مسيرة البحث العلمي بمقوماته المختلفة، وأفرزت العديد من المشكلات التي تعترضه وتضعفه سواء أكانت وجدانيات ترتبط باللوائح والأنظمة الحاكمة للبحث التربوي، أو ترتبط بالبحوث والدراسات المحكمة ذاتها، أو متصلة بطبيعة المحكمين أنفسهم والتي تجتمع فيها "وجدانيات التحيز- وجدانيات التعدي على حقوق الباحثين الفكرية- وجدانيات التحامل على صاحب البحث الذي يتم تحكيمه- وجدانيات المجاملة التحكيمية- وجدانيات التجاهل وغيرها". كما أشارت الدراسة إلى تحليل بعض القيم التي أصبحت مغيبة فى واقع التحكيم العلمي للأبحاث العلمية التربوية فى مصر، بظواهرها وشواهدها والتي بسبب تغييبها قللت من قدسية الرسالة الجامعية عند بعض أساتذة الجامعة، نتيجة طغيان وجدانيات معينة عند تحكيمهم أبحاثًا علمية فى مستويات المختلفة ( الماجستير- الدكتوراه- أبحاث الترقية والإنتاج العلمي)، خرجت بهم عن جدة الصواب ومنها ( قيمة الأمانة العلمية وقيمة الموضوعية وقيمة الشفافية وقيمة العدل والحق والمسئولية). كما أكدت الدراسة أنها ضد وجدانيات يضيع معها حق أصيل لباحث مجتهد، وينتفع فى تعاملها باحث لا يملك من مهارات البحث شيئًا وضد كل وجدانيات لا تحترم أصول العلم ولا مبادئه، ويحصل معها باحث عن درجة لا يستحقها ضد كل وجدانيات ينتفع من ورائها من نحسبهم أساتذة، ولكنهم أساءوا للأستاذية الجامعية ولكل من يحملونها، ضد كل وجدانيات يكون التقييم العلمي فيها مرتبطًا بما قدم الباحث من مآدب وهدايا أو غيرها. وأوضحت الدراسة أن التحكيم العلمي مهمة عظيمة وراقية، تحتاج إلى أخلاقيات وقيم رفيعة ممن يقومون بها، كما تحتاج إلى مجموعة من المعايير والضوابط والمؤشرات يتم الاحتكام إليها، حتى تحقق الأهداف المرجوة منها خاصة مع تزايد الإقبال على البحث والدراسات العليا فى كل الجامعات المصرية.