أحمد سليمان: الزمالك جاهز لمواجهة دريمز.. ولدينا ثقة في جميع اللاعبين    أرتيتا: لاعبان يمثلان صداع لي.. ولا يمكننا السيطرة على مانشستر سيتي    بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا    رئيس مياه القناة: تكثيف أعمال الملس والتطهير لشبكات الصرف الصحي    الفريق أسامة ربيع يبحث مع "هيونداي" سبل التطوير في مجال الخدمات اللوجيستية    عاصفة ترابية شديدة تضرب مدن الأقصر    جماهير بايرن ميونخ يوقعون على عريضة لبقاء توخيل    تامر حسني يبدأ تصوير فيلم «ري ستارت» في مايو    رحلة فاطمة محمد علي من خشبة المسرح لنجومية السوشيال ميديا ب ثلاثي البهجة    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    وزير الخارجية الروسي يبحث هاتفيا مع نظيره البحريني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتصعيد بالبحر الأحمر    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    ذاكرة الزمان المصرى 25أبريل….. الذكرى 42 لتحرير سيناء.    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    والدة الشاب المعاق ذهنيا تتظلم بعد إخلاء سبيل المتهم    وزير التنمية المحلية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة    خبراء الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    أول تعليق من كلوب على إهدار صلاح ونونيز للفرص السهلة    مدينة أوروبية تستعد لحظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (تعرف على السبب)    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    «التعليم» تستعرض خطة مواجهة الكثافات الطلابية على مدار 10 سنوات    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    إيرادات الخميس.. شباك التذاكر يحقق 3 ملايين و349 ألف جنيه    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    وزير الخارجية الصيني يحذر من خطر تفاقم الأزمة الأوكرانية    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    تشكيل الشباب المتوقع أمام اتحاد جدة في الدوري السعودي    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد خسارته فى سوريا والعراق.. «داعش»بين الانحسار.. وخيار «الذئاب المنفردة»
نشر في الأهالي يوم 18 - 10 - 2017

من رحم "التوحيد والجهاد فى العراق" خرج تنظيم داعش الإرهابي الى الحياة، ومن باطن الأرض الى سطحها؛ مر التنظيم بمراحل عديدة ما كان لها ان تمر لولا دعم بعض الدول التي أرادت للمنطقة التقسيم والدمار… لكن على مايبدو أن من خرج من باطن الأرض، بالأمس، حاملا رايته السوداء فى العلن، سيعود إليها تارة أخرى..
هزائم متتالية حملتها السنوات الماضية لتنظيم قطع الرؤوس وسبي النساء، خسائر بالجملة تكبدها تنظيم "داعش" تحت ضربات مطرقة الجيش العربي السوري، وسندان جيش العراق، لتفقد دولة الخلافة المزعومة خلال الأعوام الثلاثة الماضية قرابة 70% من الأراضي التي سيطرت عليها من قبل، حيث انحسر أفراد التنظيم فى النصف الثاني من العام الجاري، فى مساحة بلغت 36،200 كيلو متر، بعد أن كان يسيطر على قرابة 100،000 كيلو متر بين سوريا والعراق.
"خارطة مستقبل داعش".. تحت هذا العنوان نشر مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، دراسة حديثة للباحث محمد جمعة، أشارت الى أن الخسائر المتلاحقة لتنظيم "داعش" فى العراق وسوريا، يمكن وصفها بالتلاشي البطيء لما يُسمى ب "دولة الخلافة" التي أعلنها زعيم داعش أبو بكر البغدادي فى العام 2014، ووصل إلى نقطة بات فيها منطقيًا التساؤل حول مصير التنظيم وخلافته المزعومة.
وأشارت الدراسة الى أن مستقبل "داعش" وبقاءها سيتحدد بموجب تفاعل عدد من العوامل، أضعفها أثرًا خيارات التنظيم ذاته. وأقواها ربما يرتبط بخيارات فواعل أخرى. هذا التفاعل المعقد بين فواعل محلية وخارجية، وما يفرزه من تأثيرات، متوقعة وغير متوقعة، سيفضي بالضرورة إلى عدد من المسارات المحتملة لجماعة داعش.
محاور
وقسم الباحث فى دراسته، الاستراتيجيات المعتمدة فى مواجهة داعش إلى أربعة محاور تعتمدها الدول عادة فى التعامل مع التنظيمات الإرهابية بشكل عام، جاء أولها استراتيجية عدم الاشتباك؛ بمعنى الاعتماد بالكامل تقريبا على بلدان أخرى لمواجهة التنظيم الإرهابي. وهو خيار متاح فقط ربما للدول أو البلدان التي لا تواجه تهديدًا مباشرًا من قِبَل التنظيم الإرهابي المراد مواجهته، وذلك على غرار ما فعلت إدارة أوباما عام 2011 عندما انسحبت من الساحة العراقية بشكل سريع، بينما استمر تنظيم "دولة العراق الإسلامية" – التنظيم السابق على داعش- فى تنفيذ هجمات مروعة، وتمدد فى هذا الفراغ الأمني والعسكري.
وقد أشار كتاب نشرته مؤسسة "راند"RAND هذا العام بعنوان "تقويض الدولة الإسلامية" Rolling back the Islamic Stateإلى أن استراتيجية عدم الاشتباك كثيرًا ما أفضت إلى تبعات غير مقصودة وسيئة على امتداد سنوات. فقد فتح الانسحاب الأمريكي من العراق فى 2011 أبواب الجحيم، وساعد على بعث "تنظيم دولة العراق الإسلامية" مرة أخرى وتحوله إلى " تنظيم الدولة الإسلامية- داعش"، وانتشاره عبر الإقليم. كذلك، بعد إعلان إدارة أوباما عام 2014 عن انتهاء مهمة الولايات المتحدة فى أفغانستان، تمكن تنظيم داعش من اختراق الساحة الأفغانية وتكوين خلايا نشطة هناك. أما الاستراتيجية الثانية التي أشارت اليها الدراسة فهي"الاحتواء"؛ بمعنى منع التنظيم الإرهابي من توسيع نطاق سيطرته ونفوذه، لا السعي إلى تقويض تلك السيطرة أو ذاك النفوذ. وغالبا ما تلجأ الدول إلى هذا الخيار إذا لم تكن تستشعر تهديدا مباشرا من التنظيم الإرهابي، وفى الوقت ذاته تتحسب لتبعات توسع نطاق نفوذه وتأثيره.
وقد اتبعت إدارة أوباما هذا الخيار بالفعل منذ ربيع وصيف 2014"وحتى أواخر العام 2015" بعد هجمات داعش الكثيفة فى الأنبار والموصل. وركزت فى البداية على احتواء التهديد والمساعدة فى الدفاع عن بغداد. إلا أن هذه الاستراتيجية ثبت أنها غير ناجحة بالمرة. فمن غير المرجح على الإطلاق أن يؤدي تقليم أظافر تنظيم إرهابي عابر للحدود مثل داعش إلى انهيار التنظيم، أو تشظيه بمرور الوقت. أيضًا، فإن ملاحقة منصات داعش الدعائية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، تصبح أصعب بمرور الوقت. إذ أثبتت عناصر التنظيم قدرتها على تجاوز آليات الحظر والمراقبة، وتوظيف منصات التواصل الاجتماعي بشكل ماهر وفعال.
بينما كان الأخطر من تبني فواعل مهمة – سواء إقليمية أودولية – هذا الخيار فى البداية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، المساهمة فى إطالة عمر التنظيم ولم يفض إلى تخفيض سقف المخاطر بالمرة، بحيث إنه وحتى بافتراض تفكك تنظيم داعش وانهياره الآن، فإن خطر عناصره سيظل قائما بعد أن بات للتنظيم قواعد وملاذات منتشرة داخل وخارج مناطق الصراع.
"التقويض عن بعد".. هي الاستراتيجية الثالثة التي أشارت إليها الدراسة، وتعتمد على فواعل أخرى محلية من غير الدول، مع دعمها بقوات عمليات خاصة وأجهزة استخباراتية وقوات جوية تابعة للدول التي تواجه التنظيم. وهذه الاستراتيجية هي التي تتبناها الولايات المتحدة حاليا لمواجهة تنظيم داعش، وإغلاق الدائرة عليه فى معاقله الرئيسية فى العراق وسوريا، وتجريده من قواعد ونطاقات سيطرته على أراض بداخل البلدين، وأيضًا الجماعات الموالية له فى مواضع أخرى مثل ليبيا، نيجيريا وأفغانستان.
وهنا أشار الباحث إلى أن استراتيجية تجريد داعش من قواعده على الأرض، لا تهدف إلى القضاء عليه، بل تقويض قدرة وكفاءة التنظيم على تنفيذ عمليات إرهابية ضخمة ومعقدة، وأيضًا قدرته على إلهام تنظيمات أخرى تحاكيه أو تتماهى معه. الأمر الآخر أن تنفيذ خطة ترتكز على "التقويض عن بعد" يتطلب فترة زمنية طويلة نسبيا، ربما سنوات. ما يعني أنه سيكون أمام التنظيم فرصا للتعافى أو الانتقال إلى ساحات أخرى، وربما تفكيك نفسه انتظارا للحظة أخرى مواتية للصعود من جديد.
بينما تقوم الاستراتيجية الرابعة "التقويض الشامل"على شقين. أولهما، الاشتباك العسكري الكثيف، وذلك بنشر قوات نظامية كثيفة والاشتباك مع التنظيم عسكريا، بهدف تجريد التنظيم من كل مكاسبه التي حققها، وحرمانه من معاقله، وبالتالي إضعاف التنظيم ثم القضاء عليه. وهذه هي أسرع استراتيجيات القضاء على التنظيمات الإرهابية، إلا أنها تنطوي على عقبات ومخاطر، على رأسها تهديد حياة المدنيين وممتلكاتهم. إذ أن التنظيمات الإرهابية، مثل داعش وفروعها، تعمل وتختبئ وسط المدن والقرى. كما أن نشر قوات كثيفة بهذا الشكل، وأيضًا استخدام أدوات الحروب النظامية الشاملة لابد وأن يفضي إلى خسائر بين المدنيين، الأمر الذي قد يكون له تبعات سياسية واجتماعية خطيرة.
برنامج
أما الشق الثاني من استراتيجية التقويض الشامل، يقوم على وجود برنامج شامل ومحدد المدة لملء الفراغ الناتج عن تقويض التنظيم، وإعادة بناء ما تهدم بفعل عملياته، وأيضًا أعمال مكافحة الإرهاب. ناهيك عن أهمية التأهيل النفسي والثقافى للأهالي الذين خضعوا لتجارب شديدة القسوة بداية من السقوط بين فكي التنظيم، ثم ما لحق بهم من خسائر وما تعرضوا له من محن حتى نجاح عمليات مكافحة الإرهاب.
وأكد الباحث محمد جمعة، أن هذه البرامج تتطلب تعاونا ومساندة دولية، وأيضًا وضعًا اقتصاديًا مستقرًا داخل البلد المهدد من قِبَل التنظيم. وبما أن معظم البلدان التي تعاني من تهديد مباشر من قِبَل داعش وفروعه تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية، فإنه ليس من المنتظر أن يتحقق هذا الشق الحيوي من استراتيجية التقويض الشامل بشكل مرضي. وبالتالي، فإنه وبعد انتهاء أعمال مكافحة الإرهاب، وانسحاب القوات النظامية، سينشأ فراغ ومساحة لبعث التنظيم الإرهابي من جديد، أو تملأه فواعل أخرى إرهابية ومتطرفة أيضًا.
تحت الأرض
أظهرت دراسات سابقة أُجريت على حركات وتنظيمات إرهابية ومتمردة أن هزيمة تنظيم مسلح أو متمرد أو إرهابي – خاصة التنظيمات ذات الطابع الديني أو الأيديولوجي- نادرا ما تفضي إلى انهيار التنظيم أو اختفائه. وتبين دراسة تاريخ تنظيم داعش نفسه منذ كان يسمى بتنظيم "التوحيد والجهاد فى العراق"، أن الجماعات قادرة على تجاوز الخسائر، والعودة إلى مراحل مبكرة من العمل والتنظيم. ففى الوقت الذي كان فيه "داعش" والجماعات السابقة عليه يركز اهتمامه على السيطرة على مناطق وأهالي متعاطفين معه فى الماضي، فقد أظهر أيضًا قدرة ملحوظة على البقاء من دون السيطرة على أي أراض، كما كان الحال خلال الفترة من 2008 وحتى 2013.
"إننا لم نزل بحاجة لإيقاظ العقل المصري والعربي والإسلامي كي ينهض ليشكل بذاته حاضنة لفكر تقدمي وليبرالي يسهم فى تحويل مناهضة التطرف، سواء أتى فكراً أو تفجر عنفاً، إلى مسار شعبي يصعب اختراقه واصطياد شبابه إلى جهنم التطرف…" ربما تختصر الكلمات السابقة- من أوراق الراحل الدكتور رفعت السعيد- رؤيته لمواجهة الجماعات المتطرفة فكريا وتكوين حاضنة تقدمية لمواجهة التطرف وجماعات الإرهاب.
وكتب السعيد : "أن تكلفة الإرهاب والصراع ضده فى البلدان العربية، تبلغ 5.1 تريليونات دولار و500 مليار قيمة دمار البنية التحتية."، وأشار إلى أن هناك دولا كبرى رغم ارتدائها ثوب مكافحة تنظيم داعش إلا أنها هي الممول الرئيسي والراعي الفعلي للإرهاب، وتربك العالم أجمع بإطلاق عشرات التعريفات المختلفة لكلمة إرهاب، مؤكدا على ضرورة فهم طبيعة الصراع وأهدافه، وتحديد الحلفاء والخصوم قبل الحرب على الإرهاب. كما جاء فى أوراق "السعيد"؛ أن هناك 5000 مواطن أوروبي يحاربون فى صفوف داعش، 10% منهم من معتنقي الإسلام حديثاً، والنسبة الأكبر أتت من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا. ويوجد 8000 من تنظيمي داعش والقاعدة فى دول المغرب العربي، و1700 فى دول البلقان و300 فى مصر. مشيرا بعد هذه الأرقام والإحصائيات الى تصريح ترامب فى حملته الانتخابية القائل : «يمكن أن ندمر الإرهابيين فى ليبيا بشرط أن نأخذ بالمقابل نصف بترولها».
وعلى جانب آخر، يرى "السعيد" أن لدينا إعلاما مشبوها يمزق بسكاكين التطرف الاستقرار العقلاني عبر بث برامج متطرفة مليئة بالكذب والافتراءات والتشدد وتفتيت المجتمع وتغرس فى أعمق أعماق الناس التعصب والتطرف ورفض العقل والعلم واحترام الآخر، فتضع «فيروس» التطرف عميقاً فى العقل فيصبح الأفراد أدوات تحمي التخلف والتطرف والتعصب والقائلين بكل ذلك. وتعرض كل من ينطقون بالوعي والعلم والمنطق والإسلام الصحيح لهجوم عاصف، فيأتي سلاح التأسلم ليغرس فى قلوبنا ما يحمى المتأسلمين، ويحاصر ويهاجم دعاة التقدم.
لم تنته
"داعش لم تنته… بل انتهى دورها".. هو ما قاله الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، مؤكدا أن هناك دول كبرى دعمت التنظيم لتنفيذ مهام تخريبية بالمنطقة، نجح التنظيم فى تنفيذ العديد منها، تمثل فى تدمير سوريا وليبيا والعراق، وفشل فى مهام أخرى من بينها إسقاط الأسد من على رأس السلطة فى سوريا، ومحاولات فرض السيطرة وبناء التنظيم فى سيناء، موضحا أن خسائر التنظيم وفشلة فى تنفيذ أهم أهدافه كان السبب الرئيسي لإعلان انتهاء مهامه من قبل رعاته ومموليه سواء من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، أو من الدول العربية التي مولته ودعمته مثل قطر والمملكة العربية السعودية.
وأضاف "نعيم" أن قيادات تنظيم داعش تحظى بحماية من دول كبرى، ولن يمسهم أي سوء، موضحا أن الجيش والمخابرات الأمريكية اتفقا مع الجيش العراقي قبل معركة تحرير الموصل على إخراج ثلاثين قيادة داعشية من ضمنهم عشرة دواعش ضباط بالموساد الإسرائيلي من أصول عربية، وتم ضبط أحدهم قبل أيام بالأراضي الليبية، مشيرا الى أن التنظيم يقوم الان بنقل عدد كبير من مقاتليه من أراضي العراق والشام الى ليبيا.
وأكد "نعيم" أن تنظيم داعش سيتحول الى تنظيمات عنقودية منفصلة عن بعضها البعض، وليس بالضرورة أن تعمل هذه التنظيمات تحت قيادة واحدة ووفق مخطط كبير، لكنها قد تعيد بناء نفسها فى صورة تنظيمات صغيرة، تضم عناصر جديدة من حاملي نفس الأفكار المتطرفة والإرهابية، وتعمل وفق مخططات خاصة بها وأهداف محددة تتعلق بالبلدان التي قد ينشأ بها التنظيم او يفر إليها عناصرة، مضيفا انه اينما وجد الفكر التكفيري وجدت داعش، وأن الأفكار الخبيثة لا تقتلها طلقات الرصاص، بل تقتلها الأفكار الصحيحة والمواجهة الفكرية السليمة.
تحذيرات
بينما يرى سامح عيد، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن تنظيم داعش سيظل موجودا رغم انحساره والهزائم التي لحقت به خلال الفترة الأخيرة، لكنه سيتحول من إدارة الأرض والمرافق الى العمليات النوعية والعمل العسكري، مؤكدا أن الدول التي دعمت التنظيم ومولته سيكون لها نصيب من هذه العمليات الإرهابية. مضيفا ان القضاء على التنظيم بصورة كاملة ونهائية لن يحدث بالحروب والمواجهة الأمنية فقط، محذرا من خطورة العائدين من داعش بعد الهزائم التي لحقت بهم.
وأشار عيد، الى تجربة أفغانستان، والتي شكلت خلال فترات سابقة حاضنة للجماعات الإرهابية وعناصرها، حيث خرج منها آلاف العناصر الإرهابية الى مناطق التوتر والصراعات، ومنها اليمن والصومال وغيرها من الدول، وقاموا بتنفيذ عمليات عسكرية بها، موضحا أن داعش هي النسخة الأكثر عنفا وقبحا من الجماعات الإرهابية، وان التنظيم لن ينتهي بمجرد تحرير الأرضي التي يسيطر عليها.
وقال أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، ان فكرة مواجهة تنظيم داعش والقضاء عليه بشكل كامل، لها شروط موضوعية قد يصعب تحقيقها فى مصر، موضحا أن ظهور هذه المجموعات المتطرفة وبروزها بصورة كبيرة، ما هو إلا نتاج لضعف الدولة الوطنية فى مصر، وهذا الضعف لا نعني به الضعف الأمني، لكنه ضعف فى التعاطي مع الأفكار المتطرفة، وضعف عملية التنشئة الإجتماعية، وأيضا ضعف فى الممارسة السياسية وفضائها المغلق، مؤكدا أن هذه العوامل ربما تكون أعظم تأثيرا من الجهد الأمني.
واستبعد "بان" أن تشكل العناصر الإرهابية الفارة من داعش أي خطورة على مصر، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية على علم بكل المنضمين إلى هذه الجماعات، وأن أغلب عناصرها موضوعة على قوائم الترقب والوصول. لكنه ومن ناحية أخرى يرى ان التنظيم وحملة أفكاره موجودون بالفعل فى مصر ومختلف الدول، وأن قتل الأفكار المتطرفة ومواجهتها بالفكر السليم والقضاء عليها أفضل من قتل حاملها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.