انقضي عام هجري بخيره وشره. وها نحن علي أعتاب عام جديد نتضرع إلي الله أن يعيننا فيه علي الذكر والشكر والطاعة. ونحن نستقبل هذا العام لابد من وقفة مع النفس يحاسب فيها المرء نفسه علي ما اقترف من سيئات ويستزيد مما قدمه من حسنات عملا بقول سيدنا عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا". إن حياة الانسان في الدنيا مراحل. والناس فيها ما بين مقيم وراحل. وكل نفس يتنفسه الانسان يدنيه من أجله ويبعده عن أمله وحلمه فالعاقل من حاسب نفسه يوما بيوم حتي إذا ما انتهي الاجل وجد صحيفته نقية طاهرة ولقي ربه فرحا مسرورا. وويل لمن أساء وارتكب الاجرام لان العاصين لربهم معرضون في كل وقت أن ينزل عليهم عقاب الله قال تعالي: "أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لايشعرون" النحل 45 فاعلم أخي ما ينفعك بعد موتك وبادر أيام صحتك بالعمل الصالح. روي الامام البخاري عن سيدنا علي كرم الله وجهه أنه قال: "ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الاخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل". لقد انقضي العام فهنيئا لمن عمل فيه ما ينفع. وويل لمن شغله الطمع عن الباقيات الصالحات وتخلف عن أسباب النجاة. انقضي العام ونحن نودعه بأسف لاننا اعتدنا الا نلتفت لمرور الايام التي تمر مر السحاب ولا نتزود فيها بما ندخره ليوم الحساب قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أيها الناس لايشغلنكم دنياكم عن آخرتكم. فلا تؤثروا هواكم علي طاعة ربكم. ولا تجعلوا إيمانكم ذريعة إلي معاصيكم وحاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا ومهدوا لها قبل ان تعذبوا وتزودوا للرحيل قبل ان تزعجوا فإنها موقف عدل واقتضاء حق. وسؤال عن واجب. وقد أبلغ في الاعذار من تقدم بالا نذار".