نواصل حديثنا عن الزلازل والمصطلحات التي وردت فيها فنقول وبالله التوفيق: 1- الرجفة:يقول تعالي: "يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا" "المزمل: 14". " يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ " "النازعات: 5 - 6". "فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ " "الأعراف: 91 - 92". "وَاخْتَارَ مُوسَي قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا َأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ " "الأعراف: 155". "وَإِلَي مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ" "العنكبوت: 36. 37". 2- الصيحة:يقول تعالي: "وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ " "هود: 67 -68". "وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ " "الحجر: 80 - 83". ويقول أيضًا " وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةي مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ " "هود: 94 ". وكما أهلك الله ثمود وقوم شعيب بالرجفة. فقد أهلكهم أيضًا بالصيحة. وفي هذا إفادة علي أن الرجفة صاحبها صيحة. وهذا ما توصل إليه علم الزلازل. ومن عجيب كمال القرآن أن تجمع صنوف الهلاك في شطر من آية. حيث يقول تعالي: " فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " " العنكبوت: 40". 3- الخسف:يقول تعالي: " فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ " "القصص: 81". " إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ " "سبأ: 9". " وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ " "العنكبوت: 40". " أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ " "النحل: 45". " أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ " "الإسراء: 68". " أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ " "الملك: 16 ". 4- الصدع:پيقول تعالي: " لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَي جَبَلي لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ " "الحشر: 21". " وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ " "الطارق: 12 ". تمثل العناصر السابق ذكرها اهم مفردات علم الزلازل الحديث: وتلك العناصر هي الزلزلة والرجفة والصيحة والخسف والصدع. وقبل تبيان أوجه الإعجاز العلمي نشير إلي معاني العناصر السابقة في ضوء القرآن وعلم الزلازل: من أقوال المفسرين: أولاً: زلزلة الساعة: الزلزلة شدة الحركة. وأصل الكلمة من زل عن الموضع» أي:زال عنه وتحرك. وهذه اللفظة تستعمل في تهويل الشيء. والزلزلة المعروفة من أشراط الساعة. وزلزلة الساعة كائنة في عمر آخر الدنيا وأول أحوال الساعة. و" إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا "¢» أي: تحركت من أسفلها كما قال ابن عباس. وحركت من أصلها. و" وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا " أي كنوزها كما ذكر في الحديث: تلقي الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة...¢. ثانيًا الرجفة: ترجف الأرض» أي: تتحرك وتضطرب بمن عليها. وقيل تزلزل. وأضاف المفسرون إلي الحركة الصوت. فأصبحت الرجفة حركة مصحوبة بالصوت. والرجفة التي أخذت قوم شعيب فسرت بالزلزلة. وقيل الصيحة. أصابهم عذاب يوم الظلة. وهي سحابة أظلتهم. فيها شر من نار ولهب. ووهج عظيم. ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم. والرجفة التي أخذت السبعين رجلاً من قوم موسي. فُسرت علي أنها الزلزلة الشديدة وقيل: الصاعقة. والرجفة بمعني الزلزلة الشديدة أيضًا مع الصيحة الشديدة كانت وراء هلاك ثمود. ثالثًا: الصيحة: قال ابن عباس:¢ما أهلك الله أمتين بعذاب واحد إلا قوم صالح وقوم شعيب. أهلكهم الله بالصيحة» غير أن قوم صالح أخذتهم الصيحة من تحتهم. وقوم شعيب أخذتهم الصيحة من فوقهم. وفي الأعراف أتت الرجفة قوم شعيب. وفي الخسف: خَسَفَ المكان: ذهب به في الأرض. وخسف الله به الأرض» أي: غاب به فيها¢.وثبت في الصحيح عند البخاري أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: ¢بينما رجل ممن كان قبلكم خرج في بردين أخضرين يختال فيهما أمر الله الأرض فأخذته فإنه ليتجلجل فيها إلي يوم القيامة ¢. والخسف النقصان.