مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية. تتصدر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لافتات المرشحين وأحاديثهم ومختلف وسائل الدعاية لهم. في الانتخابات الكل يبدأ بالقرآن ويدَّعي وصلا به. والسؤال الأكثر أهمية هو: هل يجوز استخدام الآيات القرآنية كشعار للانتخابات؟! وللإجابة عن السؤال كان هذا التحقيق: يؤكد الشيخ عاصم قبيصي- وكيل مديرية أوقاف بني سويف- أنه لا يجوز استخدام الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في الدعاية الانتخابية. ونناشد جميع المرشحين ان يبتعدوا عن استخدام الآيات القرآنية او الدين عموما في حملتهم ودعايتهم وكفاهم لعبا بعواطف الناس وكفاهم استغلالاً للمشاعر والعواطف استجلابا للبسطاء وليعتمد كل منهم علي برنامجه وما سيقدمه لأهل دائرته ونناشد عموما الشعب المصري العظيم ألا يغتروا بمن يلبسون لباس الضأن من اللين ولا يغتروا بمن يستغل عواطفهم وحبهم للدين وليحسنوا اختيار من يمثلهم في البرلمان لأن أصواتهم أمانة وان بلادنا تحتاج في هذه المرحلة إلي الأكفاء المخلصين المحبين للوطن. الله والدين والوطن أما الشيخ عبد الناصر بليح- رئيس قطاع الوجه البحري للتفتيش العام بوزارة الأوقاف- فيري أنه غير جائز شرعا استخدام الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في الدعاية الانتخابية» لأن كتاب الله يعلو ولا يُعلي عليه. وهو الفصل ليس بالهزل وهذه العملية الانتخابية معظمها هزل وليس جدا. ومنهم من يخوض الانتخابات من اجل منصب زائل ومنهم من يخوضها من اجل المال والبحث عن مجد مزيف ولا يوجد من يعمل من أجل الله ثم الدين ثم الوطن. إهانة واستهزاء يحذر الشيخ محمد داود- امام وخطيب بأوقاف كفر الشيخ- من توظيف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية كشعارات للدعاية الانتخابية فهذا لا يجوز شرعا .ولا يرضاه عاقل .إذ أن استخدام الآيات والأحاديث في غير موضعها أو لتحقيق مكاسب أو أغراض شخصية يتنافي تماما مع قداسة هذه النصوص. ومن الواجب تنزيه النصوص القرآنية. والأحاديث النبوية عن الزج بها في تحقيق أغراض شخصية. غير ان أصحاب تلك الشعارات يسعون في الأساس من ورائها للعب علي مشاعر الأفراد وميولهم الدينية في محاولة للتأثير علي إرادتهم. وهذا لا يجوز بحال. ومن جهة أخري مما لا يخفي علي احد أن كثيرا من لافتات الدعايات الانتخابية المكتوب عليها آيات من القرآن أو نصوص نبوية تتعرض للتمزيق والإلقاء بها في الطرقات. وهذا يظهر جليا أن فيه إهانة بالغة واستهزاء بآيات القرآن الكريم والنصوص النبوية وما أقبح ذلك من فعل. هداية وعبادة ويري الشيخ سعد الشهاوي- إمام وخطيب بأوقاف المحلة- أن استخدام الآيات القرآنية في الشعارات الانتخابية مناقض لقداسة النص الإلهي. وقالوا إن الشخص الذي يستغل الآيات القرآنية في أغراض انتخابية أو دعائية يعرضها للإهانة. وبما يتنافي مع جلالها وقدسيتها. من خلال استخدامها في غير موضعها ولخدمة أغراض شخصية. في محاولة للتأثير علي إرادة الناخبين وأمر غير جائز شرعا ولا يمكن القبول به لكون أصحاب تلك الشعارات يسعون في الأساس من ورائها للعب علي مشاعر الأفراد وميولهم الدينية مما يسفر عن حالة من الكذب والنفاق وهو ما يجرمه الإسلام. وينبغي الحفاظ علي قدسية تلك النصوص الإلهية وتنزيهها عن الأغراض الشخصية والأمور النفعية التي يرجو الشخص من ورائها التربح أيا كان شكل هذا التربح مالا أو نفوذا أو منصبا مرموقا» لأن القرآن الكريم كما وصفه الله تعالي كتاب هداية وعبادة وليس سياسة وهمزاً ولمزاً. ولهذا لابد من البعد عن الابتذال في استخدام الآيات القرآنية نصا ومعني. وهذه الآيات المستخدمة لها سبب نزول والقرآن شئ مقدس. واستخدام هذه الآيات في الدعاية الانتخابية يعد والعياذ بالله استهزاء بالقرآن الكريم. ويجب علي المرشحين أن يبعدوا أنفسهم عن التجرؤ علي استخدام القرآن أو الأحاديث أو الدين عموما لجلب أصوات الناخبين. مكاسب زائلة ويشير د. محمد احمد الدش- مدرس الدعوة والثقافة الاسلامية بكلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية- إلي أن ديننا الاسلامي دين صدق وحق. دين وفاء بالعهد والوعد. وهو منهج حياة تصلح به امور البشرية في عاجلها وآجلها. وجاءت تعاليمه وشرائعه وأحكامه تحمل الصدق في طياتها. وقد باتت خالية من الشعارات الجوفاء التي لا أثر لها في واقع البشر ومن مأثورات يتخذها فئة من الناس لتحصيل مكاسب دنيوية زائلة ومناصب يظنونها تعليهم علي خلق الله. مما يفعله كثير من المرشحين للانتخابات البرلمانية. فتراهم يعمدون إلي اللعب علي وتر العاطفة الدينية عند كثير من العامة والسذج والبسطاء الذين يسهل التأثير عليهم والدخول إلي قلوبهم وعقولهم من خلال هذه النافذة المشرقة- نافذة الدين- فيتخذون لذلك عدة أساليب من أهمها: استخدام الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة كشعارات ودعايات والترويج لفلان أو علان المرشح وإقحام تلك النصوص في حرب دعائية لا تليق ومكانة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. والأحري بنا كمسلمين أن نعمل بما جاء فيهما مما فيه صلاح البلاد والعباد. وسحقا للمتاجرة بدين الله تعالي وانتهاج أسلوب "الغاية تبرر الوسيلة" فلا ينبغي بحال أن نعرض القرآن والسنة للامتهان أو تتعرض- حاشا لله- أن تطأ الأقدام أوراقاُ دعائية تحمل كلام الله تعالي وسنة نبيه- صلي الله عليه وسلم- بغية منصب حائل وعرض زائل.