القاهرة: حذر الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية من استخدام الآيات القرآنية في الدعاية الانتخابية ، وقال تعليقا علي قيام بعض الناخبين بكتابة آيات قرآنية في لافتات دعايتهم الانتخابية إن القرآن له جلاله الأمر الذي يستوجب معه أن ننزه النصوص الإلهية عن الأغراض الشخصية والأمور النفعية التي يرجو الشخص من ورائها تربحا أيا كان شكل هذا التربح مالا أو جاها، أو نفوذا، أو منصبا عاما. وأشار، بحسب جريدة "روزا اليوسف"، إلي أن الهداية هي رسالة القرآن إلي البشرية لتصحيح العقائد والتوجيه لسلوك الرشاد والهداية، واخراج للإنسان من حيرة التخبط والضلالة إلي نور اليقين ، أما ان يستغل شخص من هنا أو هناك أيا كانت انتماءاته الحزبية الآيات القرآنية في أغراض انتخابية أو دعائية فإنه بذلك يبتذل الآيات القرآنية نصا ومعني ويجعلها شأنها شأن كلام البشر الذي قد يصدق أو يكذب ، ومعلوم ان القرآن الكريم كتاب وصل إلي قمة الصدق في بيانه وإعجازه وشكله ومضمونه ، حيث قال عز وجل " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ". وشدد أنه من الأولي علي من يريد الدعاية لنفسه أن ينأي بكتاب الله عن تلك الدعاية، خاصة ان الدعايات الانتخابية والترويجية أيا كانت تتضمن الحق والباطل وبها الصدق والكذب وتنطوي علي اكاذيب قد تحمل معني الخداع للناخبين بغرض كسب صوتهم، وفي كل الأحوال فإن الأحكام الشرعية إنما توصف بالحل او الحرمة علي حسب الأثر المترتب عليه .. وعما إذا استخدم شخص الآيات القرآنية في أمر من أمور الدنيا قال الجندي :" الطريق الذي سلكه من استخدمها إذا كان يهدف من وراء استخدام الايات القرآنية توظيفها في أمر دنيوي عارض لا يضيف إلي الدين شيئا ولا يكسبه رفعة ، فإن هذا التوظيف يعد توظيفا خاطئا ومنحرفا عن مقاصد القرآن الكريم ومقاصد قدسية الكلمة». ويختتم قائلا " إن توظيف الآيات القرآنية في الدعاية الانتخابية أمر مرفوض لتضمنها الكذب والنفاق بغرض استراخاء الناخبين، وهذا كله مرفوض بنصوص صريحة لأن المسلم مأمور بقوله تعالي" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا"، والدعاية ليست كلها قولاً سديد، حيث إن الدعاية الانتخابية بها وعود براقة يمنحها المرشحون للناخبين ولا يقومون بالوفاء بهذه الوعود.