أعرب علماء الدين عن حزنهم واستيائهم الشديد من حوادث الحج التي تتكرر سنويا في هذا الموسم العظيم والتي كانت هذا العام الافظع علي الاطلاق وأرجعوا هذه الحوادث الي جهل الغالبية العظمي ممن يذهبون لأداء هذه الفريضة بأحكام وضوابط الحج والبعد عن هدي النبي صلي الله عليه وسلم هذا من ناحية ومن ناحية أخري عدم الالتزام بالنظام في حركة الحجيج كما تحددها المملكة وكذلك تشدد البعض في الاراء وعدم الاخذ بالرخص الفقهية مما يضاعف من الحوادث ويزيد من الموتي والمصابين كما رأينا "عقيدتي "استوضحت الأمر مع علماء الدين تلافيا لتكرار حوادث الحج. لا ضرر ولا ضرار بداية قالت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر :لدينا قاعدة فقهية رائعة تقول لا ضرر ولا ضرار وهي تعني الا يلحق أي انسان الضرر بغيره ولا يتسبب في أذي نفسه كما أن الاسلام كله يسر ولا تشدد فيه فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم عندما يعرض عليه أمران كان يأخذ بأيسرهما ولم يشق علي نفسه ولا علي أمته في أي أمر من الامور فكيف نجد اليوم اناسا يتشددون ويتعنتون عند تطبيق امر من أمور الدين واذا أردنا تحقيق ذلك لما حدث للحجيج هذا العام في مني فالامر يرجع لسببين أولهما من وجهة نظري وكما تابعت في وسائل الاعلام المختلفة أولهما التدافع الشديد للناس في وقت واحد وعدم اتباع النظام والتعليمات التي وضعتهما المملكة العربية السعودية وسير أفواج من الحجاج عكس الاتجاه مما كان له أثر كبير في وقوع مصادمات بين الناس وموت المئات كما رأينا الأمر الثاني وهوترك الرخص التي منحها الفقهاء واجازوها لبعض الحلات في رمي الجمرات فبالرغم من أن رمي الجمرات مقيد بوقت معين الا أن هناك رخصا لكبار السن والمرضي تبيح لهم توكيل الغير في رمي الجمرات لكن اصرار الناس علي الرمي بنفسها وعدم الاخذ بهذه الاراء يعد من أسباب الزحام الشديد ووقوع الحوادث. الفرق بين الركن والواجب وأضافت دكتورة فتحية : علي أن رمي الجمرات يعد واجبا وليس ركنا من أركان الحج وهناك فرق كبير بين الواجب والركن فاذا ترك الحاج أي ركن من أركان الحج عامدا متعمدا وجب عليه اعادة الحج في العام التالي اما اذا ترك واجبا من واجبات الحج كرمي الجمرات دون عذر وجب عليه ذبح شاه ويكون حجه صحيحا مائة بالمائة. آداب الحج وأشارت الي جهل الكثير من الناس بآداب الحج وتعليماته وعدم قيام الدول بتوعية رعاياها قبل الذهاب لاداء هذه الشعيرة لذا نري مخالفات رهيبة وسلوكيات ما أنزل الله بها من سلطان من تزاحم شديد وتشابك بين الحجيج وتطاول البعض علي البعض الاخر مما يتنافي وروحانيات الحج. اكتمال الثواب وشددت علي أن الثواب لا يكون مكتملا الا بالتراحم بين الحجيج والتواد وعدم التضييق علي بعضهم البعض وعدم تسبب ايا منهم في إلحاق الضرر بغيره وهذا ما يجب أن يعيه من يقبل علي أداء هذه الفريضة الخاصة هذا من ناحية ومن ناحية أخري يجب ان يكون الحاج مرنا في الاخذ بالاراء الفقهية المختلفة ولا يتشدد ويصر علي رأي بعينه ويجب ان يقرأ ويطلع علي تعليمات الحج وادابه وضوابطه قبل الذهاب للأراضي المقدسة حتي لا يقع في أي شيء محظور ويرتكب مخالفة تضيع منه ثوابا عظيما. مفتية النساء وطالبت الدكتورة فتحية الحنفي بضرورة أن يسافر مع كل بعثة حج عالم من علماء الدين المشهود لهم بالاعتدال والوسطية ليقوموا بتثقيف الحجاج الرجال بالاضافة الي ضرورة ان تسافر داعية أزهرية تكون بمثابة مفتية للنساء لتقوم هي الاخري بتوعيتهن بكافة الامور وتوضيح ما يصعب عليهن واظهار الاحكام المختلفة لهن. الجهل بالأحكام ووافقها الرأي الدكتور سعد جاويش أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر قائلا : للأسف الشديد كل حوادث الحج التي نسمع عنها كل عام والتي كانت هذا العام أفظعها علي الاطلاق هو بسبب البعد عن هدي النبي صلي الله عليه وسلم والتفريط في سنته والجهل باحكام وضوابط الدين بشكل عام والحج بشكل خاص فكثير ممن يذهبون لاداء فريضة الحج لايعلمون عن هذه الشعيرة الا القليل ورغم ذلك لا يسعون لتثقيف أنفسهم بل انهم يفتون الناس دون علم ودون وجه حق مما يجعلهم يتسببون في مخالفات وحوادث لا حصر لها واضاف دكتور سعد جاويش : الحاج الذي لا يلتزم بضوابط الحج واللوائح التي وضعتها المملكة السعودية يعد مقصرا. آفة التشدد ولفت دكتور جاويش الي أن التشدد في الرأي يعد آفة بعض الناس وهوالسبب في وقوع المصابين والموتي عند رمي الجمرات فما زلت أتذكر الزحام الشديد عندما كنت أؤدي فريضة الحج في الثمانينات وتحديدا وقت رمي الجمرات وقتها اصطدم الكثير من الحجيج ببعضهم البعض وانا شخصيا شعرت بقدمي تدوس علي احدي السيدات بعد ما تم القاؤها علي الارض بسبب الزحام والسلوكيات الخاطئة وشعرت بحزن شديد لانني لم استطع مساعدتها مما اضطرني للرجوع وعدم قدرتي علي القاء الجمرات بسبب هذا الموقف ورغم مرور هذه السنوات الا انني ما زلت أشعر بقدمي اليمني وهي تدوس علي هذه السيدة الماليزية وكأنه لم يمر علي هذا الحدث سنون. مخالفات بالجملة ولفت الي تقصير الدول والمؤسسات التي تنظم رحلات الحج في توعية أفواجها التي تذهب لأداءهذه الفريضة فهذه ليست مسئولية المملكة السعودية انما مسئولية الدول التي يخرج منها الحجيج فيجب أن تقوم هذه الدول بدورها في توعية حجيجها قبل السفر للأراضي المقدسة. ففي مصر علي سبيل المثال لانجد الدعاة يتحدثون عن الحج وادابه وضوابطه رغم ان الكثيرمن المصريين يجهلون هذه الأداب وتلك الضوابط حتي الدعاة الذين يتحدثون عن الحج يذكرون منه القشور ولا يستفيد الحاج من حديثهم لذا نجد المخالفات بالجملة وسلوكيات أبعد ما تكون عن الاسلام بل الاكثر من ذلك ان بعض الناس يأتون بأفعال أقرب منها للجاهلية عن الاسلام وهذا هو السبب في حوادث الحج التي نسمع بها سنويا لذا أطالب وزارة الأوقاف أن تقوم بدورها في توعية الناس قبل الذهاب فالناس معذورون لأنهم لم يجدوا من يقوم بتوعيتهم وتثقيفهم فالمشكلة في تعريف الناس بأمور دينها وتبليغ هذا الدين وشرحه