وزير التعليم العالي: الأمراض السرطانية ستكون السبب الأكبر في نسبة الوفيات    «محلية النواب» تناقش مشروع موازنة هيئة النقل العام في القاهرة    البنك الأهلي المتحد يفتتح فرعه ال 43 في شبين الكوم    مسيرات تجوب شوارع رام الله والضفة الغربية في ذكرى النكبة الفلسطينية (فيديو)    رقم قياسي ينتظر نور الشربيني حال التتويج ببطولة العالم للاسكواش    ريال مدريد يجد صعوبة في موعد تقديم صفقة كيليان مبابي    براءة المتهم بقتل زوجته في كرداسة (ما القصة؟)    مصرع طفل غرقًا في بحر النزلة بالفيوم    السبت.. المتاحف وإدارة الفن ندوة ثقافية بمعهد الموسيقى العربية    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    المفتي: انتشار العنف والإرهاب قديمًا وحديثًا سببه الانحراف عن تعاليم الأديان    مسؤولة فلسطينية: شعبنا لا يزال ثابتاً على أرضه ومتمسكا بها رغم جرائم الاحتلال    لا تصدقوهم.. إنهم كاذبون!    14 مليار دولار.. رئيس الوزراء: تسلمنا الدفعة الثانية من صفقة تطوير رأس الحكمة    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    في اليوم العالمي للأسرة.. «الحوار الوطني»: نواصل دورنا لتعزيز التماسك المجتمعي    تربية نوعية جامعة الفيوم تنظم معرضا للتصوير الفوتوغرافي لطلابها    تصفيات كأس العالم - بيرسي تاو على رأس قائمة جنوب إفريقيا لمواجهة نيجيريا وموزمبيق    جامعة قناة السويس تستقبل وفدا من الإدارة المركزية لشؤون الوافدين    وفد اليونسكو يزور معهد الموسيقى العربية    محافظ بورسعيد للطلاب: "بتأخذوا دروس خصوصية علشان تنزلوا الشارع" - صور    المرور: ضبط 14 ألف مخالفة على الطرق والمحاور خلال 24 ساعة    توريد 216 ألف طن لشون و صوامع المنيا    بث مباشر.. حجز شقق جنة في القاهرة الجديدة و6 أكتوبر بالقرعة العلنية    اليوم الأول لمهرجان كان.. لقاء مفتوح مع ميريل ستريب وإعادة فيلم الافتتاح    صور.. كريم قاسم من كواليس تصوير "ولاد رزق 3"    الصورة الأولى لأمير المصري بدور نسيم حميد من فيلم Giant    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الإفتاء توضح حكم الطواف على الكرسي المتحرك    الصحة: تقديم الخدمات الطبية ل898 ألف مريض بمستشفيات الحميات    الصحة تنشر طرق التواصل مع البعثة الطبية للحج.. وتوجه 4 نصائح مهمة    تحرير (148) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    "التعاون الإسلامي" تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني    انطلاق الامتحانات العملية بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر.. صور    إنعام محمد علي تكشف مفاجأة حول المرشحة الأولى لبطولة «ضمير أبلة حكمت» قبل فاتن حمامة    من هي الممثلة الهندية إميلي شاه؟.. تحب يسرا وشاهدت أفلام السقا    محافظ الجيزة يتابع خطة رصف طريق البراجيل أسفل محور 26 يوليو الجديد    انهيار جزئي بمنزل دون إصابات بسوهاج    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    العمل: إطلاق حملة "معاً نحو بيئة عمل آمنة" بمجمع إعلام بورسعيد    «حياة كريمة» تطلق قافلة تنموية شاملة إلى قرية شماس بمركز أبو النمرس    قطار الإنجازات لا يتوقف    رئيس استئناف القاهرة يفتتح قسم الترجمة بعد التطوير    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و132 قطعة سلاح بالدقهلية    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    97 % معدل إنجاز الري في حل مشكلات المواطنين خلال 3 سنوات    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    الداخلية: سحب 1539 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    علي معلول: سنعود بنتيجة إيجابية من تونس ونحقق اللقب في القاهرة    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ركن من أركان الحج ومن تركه يلزمه دم .. رمى الجمرات .. خضوع لأوامر الله واستعاذة من الشيطان
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 09 - 2015

إن الله عز وجلَّ له الحكمة البالغة والحجة الدامغة شرع للمسلمين رمى الجمار فى الحج تأسيًا بنبيهم عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لمّا حج حجة الوداع رمى الجمار يوم العيد بسبع حصيات، رمى جمرة العقبة فقط - وهى الجمرة التى تلى مكة - بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم رمى الجمار فى الأيام الأخيرة الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر .
رماها بعد الزوال، كل واحدة رماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ويقول عليه الصلاة والسلام عند أداء الأنساك: لتأخذوا عنى مناسككم يعنى يأمر الأمة أن يتعلّموا منه، وأن يعملوا بما تعلموه.
ورمى الجمرات هو أحد الأركان الأساسية للحج، والحكمة من رمى الجمرات ترجع عندما استوقف إبليس سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام فى منى فى أثناء تنفيذ سيدنا ابراهيم لأوامر رب العزة حين أمره بذبح ابنه . ومن هنا لعب إبليس دور الواعظ لسيدنا إبراهيم عندما قال له “ أمن المعقول أن يذبح الأب ابنه “ محاولاً أن يجعل سيدنا إبراهيم يخالف أوامر الله، وذهب أيضاً إبليس إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام ليقنعه بمخالفة أوامر والده. ولكن جاء الرد على عكس المتوقع حين رجم سيدنا إبراهيم إبليس ثلاث مرات ليحكى لنا قصة استمرت منذ عهد سيدنا إبراهيم الى يومنا هذا متبعين ومنفذين أوامر الله تعالي. والحكمة من ذلك أيضاً هى رجم الشيطان الرجيم ليعرف ان العبد الصالح لا يتبع الا لكلام رب العزة متبعاً لسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
ومع اقتراب موسم أداء الفريضة، وذهاب الحجاج إلى الأراضى المقدسة لأداء المناسك، حاولنا توضيح الكثير من الأمور المتعلقة برمى الجمرات، ومنها أعداد الحصى التى ترمى فى يوم النحر وأيام التشريق، وزمن رمى الجمرات، وحجم الحصي، والمكان الذى تجمع منه، وما يستوجب على المتعجل، والأخطاء التى يقع فيها الكثير من الحجاج فى أثناء الرمى نتيجة للزحام، والحكمة من رمى الجمرات .
يقول الدكتور بكر زكى عوض العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن رمى الجمرات شعيرة من شعائر الحج، ويتم رمى جمرة العقبة الكبرى بعد النزول من المزدلفة، ثم بعدها يقوم الحاج بالحلق أو التقصير، والذبح أو شراء صك الهدي، ثم يتوجه للكعبة ويؤدى طواف الإفاضة، واليوم الثانى من أيام الحج (الحادى عشر من ذى الحجة) يذهب الحاج فى أى وقت ليرمى الجمرات حسب الترتيب الموجود هناك، ويظل وقت الرمى متسعا إلى منتصف ليلة الثانى عشر من ذى الحجة، ثم يبدأ بعد الساعة الثانية عشرة أيضا فى الرمي، إلى الثانية عشرة من الليلة التى تليها، فى أى وقت من ليل أو نهار، والمجتهدون فى أيامنا هذه، قد أجازوا الرمى فى أى وقت من الليل أو النهار، مراعاة للزحام وتيسيرا على الحجاج، وحتى لا يختلط الرجال بالنساء اختلاط التصاق، وتيسيرا على كبار السن والمرضي.
ويضيف أنه من رحمة الله عز وجل بنا أنه أذن بالإنابة فى رمى الجمار، ويجوز للرجل أن يرمى عن زوجته أو أمه والعكس أيضا، وللرجل أن يرمى عن الرجل، وللمرأة أن ترمى عن الأخري، بشرط أن يرمى عن نفسه أولا، وهو واقف فى نفس المكان يرمى عمن وكله، ويذكره عند الرمي، حتى وإن كثر العدد، ولا يأخذ الإنسان من الحصى إلا مقدار حجم حبة الفول، مطالبا كل من يرمى الجمرات بألا يؤذى غيره، وأن يتبع تعليمات الأمن هناك، وأن يسلك الطرق التى توصل للرمي، وهى محددة من جهة واحدة، وينزل من الناحية الثانية، وألا يسير عكس الاتجاه، وألا يطيل الوقوف فى الدعاء، حتى لا يؤدى ذلك للزحام، والتشدد غير محبب، فالأصل فى أداء أعمال الحج ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال” افعل ولا حرج “، ولذلك يؤخذ بأى الآراء مراعاة لظرف الزمان والمكان.
ويوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الله عز وجل يقول: “ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ “، وقد أجمع المفسرون على أن المراد بذلك هو رمى الجمرات، فى يوم العيد وأيام التشريق، ودلت السنة النبوية أن رمى الجمرات من واجبات الحج، ومن تركها عامدا ولم يوكل أحدا فيها يلزمه دم، ويوضح بعض الأمور التى قد لا يعرفها البعض، فيما يتصل برمى الجمرات، فليس شرطا أخذ الحصى من المزدلفة، فالحصى يؤخذ من أى مكان، كما أن حجم الحصى لا يتجاوز مقدار حجم حبة الفول، لأن ذلك أمر رمزى لوجوب معاداة الشيطان، والبعض يعتقد أنه لابد أن تصطدم الحصى بالعمود وهذا خطأ.
وعن أعداد الجمرات، يقول إنه فى يوم العاشر من ذى الحجة، يكون رمى جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، ويبدأ الرمى من فجر العاشر من ذى الحجة، وطوال اليوم دون إلزام بزمن محدد، وبرمى جمرة العقبة الكبرى يوم العيد، ويحصل التحلل الأصغر، بمعنى أنه يحل للحاج ما كان محظورا بالإحرام، ما عدا النساء والصيد، فبمجرد رمى جمرة العقبة الكبري، للحاج أن يستحم ويلبس ملابسه العادية ويتطيب مع الحلق والتقصير، موضحا أنه بالنسبة للمتعجل فيكتفى بيومى الحادى عشر والثانى عشر من ذى الحجة، ومن لم يتعجل يضاف الثالث عشر من ذى الحجة.
وعن أعداد الحصى يوضح أنه فى أيام التشريق ترمى الجمرة الصغرى ثلاث مرات بسبع متفرقات، ثم الوسطى كذلك ثم الكبرى كذلك، وبذلك فإن المتعجل سوف يرمى 49 حصاة ( 7 يوم العيد – 21 يوم الحادى عشر – 21 يوم الثانى عشر) والمتعجل عليه أن يغادر أرض منى قبل غروب يوم الثانى عشر من ذى الحجة، ومن لم يتعجل سوف يرمى بالإضافة لذلك 21 يوم الثالث عشر، فيكون المجموع 70 حصاة لمن لم يتعجل، ويرخص للمرضى عدم المبيت فى هذه الأيام فى مني.
وحول بعض الأخطاء التى تقع عند رمى الجمرات نتيجة الزحام الشديد، يوضح الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أنه شرع فى رمى الجمار مخارج كثيرة لتجنيب الحجيج الزحام، وأباح بعض الفقهاء أن يكون ابتداء الرمى من طلوع شمس كل يوم إلى غروبها, وأن من أخر الرمى فى اليوم الأول أو الثانى إلى ما بعد الغروب فلا شيء عليه, وأن وقت أداء الرمى يمتد من اليوم الأول والثانى إلى طلوع فجر اليوم التالى عند الجمهور, ولا يلزم الرامى شيء إذا أخر رمى يوم منهما إلى نهاية وقت الأداء المذكور, وأن من أخر رمى يوم رماه فى اليوم الذى يليه, مع مراعاة الترتيب بينهما فى الرمي, وأن من ترك رمى يومين فله أن يرميهما فى اليوم الثالث, ويراعى فى رميهما الترتيب مع رمى اليوم الثالث, ويلزمه دم بتأخير الرمى عن يومه عند أبى حنيفة والمالكية, خلافا لغيرهم فإنه لا يلزمه على مذهبهم شيء, مادام تدارك رمى الأيام التى فاته الرمى فيها, ورخص بعض الفقهاء فى تقديم رمى اليوم الثالث قبل الزوال, على ألا ينفر الحاج من منى إلا بعد الزوال, وآخر وقت لرمى الجمار من اليوم الثالث غروب شمس ذلك اليوم باتفاق, فمن ترك رميه قبل الغروب فاته رمى ما ترك, ويجب عليه فدية, فإذا أضيف إلى هذه الأمور ما أباحه الشارع من الاكتفاء بالتعجل فى الرمى فى يومين, فإن ذلك كاف لتخفيف الزحام عند رمى الجمار فى أيام التشريق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.