تعليقات القراء لم أكن أتصور ردود الأفعال حول ما كتبته الثلاثاء الماضي هنا عن ¢الغرب ..وتقارير اللغة¢..فقد وصلتني عدة تعليقات من السادة القراء علي جانب كبير من الأهمية فيما يتعلق باللغة العربية من حيث ماضيها وواقعها ومستقبلها والأزمات التي تعترض طريقها ودعوة البعض لمبادرة عاجلة لإنقاذها ..لذا رأيت أن أنشر بعض هذه التعليقات لتسهم في بلورة المشكلة وتسليط الضوء عليها والعمل معا في إيجاد الحلول المطلوبة . * د. سلام عبده جامعة عين شمس: الحرب علي اللغة العربية وإضعافها جزء أساسي من مخطط الحرب علي الاسلام الذي بدأ منذ زمن بعيد ومازال مستمرا حتي الان والعبرة ليست في العويل والبكاء ولكن العبره في كيف ننقذ لغتتا الجميلة وننهض بها من كبوتها قبل فوات الأوان فالبكاء علي اللبن المسكوب لا يفيد. فالنطرح مبادرة لإنقاذ اللغة العربية. * د. محمد عبد البديع - جامعة القاهرة: اللغة العربية لم ولن تموت لماذا ؟ لأنها لغة كتاب الله لغة القرآن الكريم وصدق الله العظيم إذ يقول : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ¢أما الشعوب العربية فهي في حالة ضعف بل وهن علي وهن ولكنها لم تمت. * د.محمد البهي - جامعة الأزهر: قوة أي دولة في قوة لغتها ونحن وبأيدينا نضيع كل شيء فعلي الرغم من عظمة اللغة العربية وقوتها إلا أننا كعرب ندرك أي شيء يكتب من الشمال لليمين صح وهذه هي خيبتنا فإذا ضعفت اللغة ضاعت القوة ربنا يستر علينا جميعا وهذا الموضوع مهم جدا وليتككم تهتمون به وترعونه والله معكم. * حردان هادي- المنيا: واحدة من ركائز الغزو الثقافي الغربي لنا هو ضرب المسلمين في لغتهم الأم! فصارت نظرة فئات عريضة من المسلمين اليوم للغات الأجنبية انكليزية أو فرنسية أو ألمانية .... الخ بأن من يتكلم بها هو المثقف الواعي المتمدن.. ومن يتكلم بلغته العربية الفصحي هو الرجعي المتخلف تحية لكم لهذا الطرح الجميل. * محمد علي فؤاد - الكويت: صرخة قوية ندعو الله أن تصل إلي أسماع المسئولين عن العملية التربوية وإلي أولياء الأمور الذين لم يعد لهم هم إلا إلحاق أبنائهم بمدارس اللغات ونرجو أن يمن الله علينا بمعلم يغار علي اللغة العربية ويعلمها لطلابه علي أنها من مقومات وجوده ورقيه وليست من مقومات نجاحه آخر العام. * طه دخل الله عبدالرحمن- فلسطين: اللُّغة هي التي صاغتْ أوَّل هويَّة لجماعة في تاريخ الإنسان. إنَّ اللسان الواحد هو الذي جعل من كلِّ فئة من الناس ¢جماعة¢ واحدة. ذات هويَّة مستقلة. ويزداد الاهتمام باللُّغة والهويَّة معًا . ويشيع الحديث عنهما. في المنعطفات أو المفاصل التاريخية. وقد ارتبطت اللغة العربية بفضل الله تعالي بكتاب سماوي مقدس هو القرآن الكريم. ومن هذا المنطلق نجد الثعالبي في"فقه اللغة وسرّ العربية الثعالبي. ط. القاهرة . 1938م . ص"1" يعبر عن هذه اللغة أبلغ تعبير فيقول : ¢من أحب الله تعالي أحب رسوله محمداً . ومن أحب الرسول العربي أحب العرب . ومن أحب العرب أحب العربية . ومن أحب العربية عني بها. وثابر عليها. وصرف همته إليها. ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان. وآتاه حسن سريرة فيه. واعتقد أن محمداً خير الرسل. والعرب خير الأمم. والعربية خير اللغات والألسنة. والإقبال علي تفهمها من الديانة. إذ هي أداة العلم. ومفتاح التفقه في الدين. وسبب إصلاح المعاش والمعاد. ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها. والوقوف علي مجاريها ومصارفها. والتبحر في جلائلها ودقائقها إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن. وزيادة البصيرة في إثبات النبوة التي هي عمدة الإيمان. لكفي بها فضلاً يحسن أثره. ويطيب في الدارين ثمره¢.