حالة من الغضب، سادت ميدان التحرير، بعد صدور الحكم في قضية المخلوع، ولم يلتفت أحد لأخطاء القاضي الكثيرة جدا في اللغة العربية، وفي آيات القرآن الكريم، وهو يتلو منطوق الحكم، ولم ينتفض الناس غيرة وحمية، للغة الضاد، لغة القرآن.. إن اللغة هي التي تربط بين البشر، وعلماء اللغة يربطون بين فصاحة التعبير، وعمق التفكير، ويؤكدون أن كل شعب مرهون بلغته، قوة وضعفا، رقيا وانحطاطا، وأن تطور الأمم، وازدهارها الحضاري والعمراني، يتوقف علي نمو لغتها وازدهارها، ولغتنا العربية كما قال عميد الأدب العربي طه حسين: يسر لا عسر، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، فكيف تحدث الأخطاء فيها، من قاض بكل هذا الحجم والقوة والمكانة، وفي قضية معروف مسبقا أن كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، ستنقلها علي الملأ، ولا يلتفت أحد وكأنه شيء عادي، لقد أخطأ رجل في اللغة العربية عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: ارشدوا أخاكم فإنه قد ضل، أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمر أحد ولاته بضرب كاتبه لأنه أخطأ في كلمة واحدة في رسالة موجهة من الوالي إليه، ومن أقواله المأثورة: تعلموا اللغة العربية فإنها تثبت القلوب، وتزيد في المروءة، وقد كره الإمام الشافعي لمن يعرف العربية، أن يسمي بغيرها، وأن يتكلم بها خالطا لها بلغات أخري، وقال عبدالملك بن مروان إن اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه، لحن القاضي في لغتنا الجميلة مؤشر خطير لما آلت إليه، فقد أصبحت تعيش حالة من الاغتراب بيننا، بعد أن استخدم الكثير منا بداع وبدون داع في ثنايا حواراتنا مفردات أجنبية، بل ويفتخر الكثير من العائلات، بأنها تتحدث فيما بينها وفي النوادي بلغات أجنبية، نتعلم اللغات الأخري نعم، فمن تعلم لغة قوم أمن شرهم، ولكن قبل أن نتعلم كل لغات العالم، لا بد أن ندرك أن لغتنا العربية هي الأهم، نحرص عليها ونتعلمها، وندافع عنها ضد أي محاولة تقلل من شأنها.