شهدت محافظة الشرقية يوم الجمعة الماضي احتفالية كبري بقرية السلام "غيتة" مركز بلبيس مسقط رأس الامام الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الازهر الاسبق حضرها العديد من محبي الامام الراحل من داخل مصر وخارجها وكذا طلبة الازهر الوافدون من دول العالم ليتعلموا بالأزهر الشريف وذلك بمناسبة مرور 105 اعوام علي مولده في التاسع من مايو عام 1910م.. حرصت عقيدتي بهذه المناسبة علي مشاركة اسرة الامام الراحل احتفالهم والتقت اللواء محمد صالح والحاج محمود صالح "عمدة القرية" نجلي شقيقة الدكتور عبدالحليم محمود اللذين قالا ل "عقيدتي" إن الذكري هذا العام كانت قد شهدت إقبالا جماهيريا يفوق الوصف حيث بدأت الاحتفالية من مساء يوم الثلاثاء الماضي حضرها العديد من محبي الامام الراحل من داخل مصر وخارجها وأبناء الطرق الصوفية بجمهورية مصر العربية. واوضح عمدة القرية ان الاسرة تقيم احتفالية اخري في شهر أكتوبر من كل عام بمناسبة ذكري رحيل الامام في السابع عشر منه حيث رحل في عام 1978م. زيارته الي طنطا من جانبه قال الدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية : مما لا شك فيه ان فضيلة الامام الاكبر العلم العلامة الاستاذ الدكتور عبدالحليم محمود يعد من اعظم العلماء الذين اثروا الحياة الدينية والاجتماعية في مصر والعالم حيث اضاف للمجتمعات الاسلامية الكثير والكثير في مختلف المجالات. فقد انتهج منهج الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم . وكان الامام الراحل نموذجا رائعا لأهل التصوف . قدوة يقتدي بها الجميع وخاصة في مجال السلوك نحو المولي عز وجل .وكانت اسهاماته الروحية والدينية لها اكبر الاثر في تربية رجال رفعوا من بعده اللواء واستكملوا مسيرته الوسطية السمحة كما اثري الامام الراحل الحياة الاجتماعية والسياسية وتجلت ولايته عندما استيقظ من نومه صبيحة يوم النصر -العاشر من رمضان الموافق للسادس من اكتوبرعام 1973م-واصر علي ايقاظ الرئيس السادات ليبلغه بشارة رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلا: لقد رأيت في رؤياي الليلة رسول الله صلي الله عليه وسلم يعبر بجيوش المسلمين قناة السويس. مما جعل الرئيس السادات يكبر عند سماع تلك الرؤيا وكبر معه الدكتور عبدالحليم محمود ورددا صيحة الله اكبر وانتصر المسلمون في هذا اليوم المشهود. أضاف د. القصبي: واذا كان فضيلة الامام عبدالحليم محمود قد رحل بعد رحلة حياة مضيئة. مليئة بالعلم والعطاء والاخلاص للإنسانية كلها فان مؤلفاته ستظل نبراسا للامة الاسلامية ومرجعا للسادة العلماء وطلبة العلم يقتطفون منها ليتقدموا وينهضوا. واختتم الدكتور القصبي: شرفت بمعاصرة الامام الدكتور عن قرب فقد كان رحمه الله يأتي زائرا لوالدي حيث كانت تجمعهم دائما موائد العلم وحضرات الذكر وكانوا دائما في معية المولي عز وجل مما انعم الله عليهما ونجحا وكانت مهمة الشيخ محمد خليل الخطيب في تحويل قصر ضيافة المحافظ الي دار ضيافة يقام فيه حضرات الذكر واقامة الموالد واستقبال كل ذي حاجة واختتم د. القصبي :ان احتفالات الامة بذكري الامام عبدالحليم محمود هذا الولي انما تعد بمثابة البشري من الله عز وجل مصداقا لقول الله تعالي:"لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم". معلم الاجيال.. صاحب مدرسة الحب يقول الدكتور السيد محمود الشريف نقيب الاشراف لقد شرفت منذ نعومة اظافري بمعاصرة الامام العلامة الدكتور عبدالحليم محمود حيث كان ينزل ضيفا علي الأسرة باخميم بمحافظة سوهاج وكان من اهم ما كان يتميز به رضي الله عنه انه كان معلما للأجيال وهو صاحب مدرسة خاصة في الحب في الله تطبيقا وعملا لأخلاق سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ..مقتديا في ذلك بمن ارسله الله تعالي رحمة للعالمين .قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" فكان بحق رحمة الله عليه المثل والقدوة لأجيال كثيرة .ولم لا ؟وهو المنهج الوسطي المعتدل. هذا الخلق الكريم إنما هو نور من انوار الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم.. اضاف سماحة السيد محمود الشريف: لذلك ننصح انفسنا والشباب وجميع فئات المجتمع ان يأخذوا القدوة والمثل من هؤلاء العظماء الذين كانوا يعملون لوجه الله تعالي. فالأزهر الشريف يفتخر ان من بين ابنائه فضيلة العالم الجليل الدكتور عبدالحليم محمود الذي اتمني من ربي ان يرزقنا أجيالا صالحة تقتدي به من اجل اعلاء كلمة الدين الاسلامي في كل مكان وزمان وندعو الله تعالي ان يحفظ مصرنا وأن ينعم عليها بنعمة الامن والامان وكذا نعمة الاستقرار فمصر هي كنانة الله في ارضه اللهم امين. بشري رسول الله ويحكي الدكتور أحمد عمر هاشم يوم ان قام الامام عبدالحليم محمود خطيبا في جند مصر محاولا إقناعهم بأخذ الرخصة للإفطار في نهار رمضان ليستطيعوا ملاقاة العدو فكان الالهام الإلهي للجنود فقالوا لن نفطر إلا في الجنة.. كما ذكر الدكتور احمد عمر هاشم تلك الرؤية التي رآها الامام عبدالحليم محمود التي كتب الله بسببها النصر بحمد الله .. وطالب الدكتور أحمد عمر هاشم كل رجالات الدولة بأن يعتنوا عناية خاصة بتراث الدكتور عبدالحليم محمود وتفسير الامام الشعراوي. نعمة كبيرة قال الشيخ مجدي بدران وكيل وزارة الاوقاف بالشرقية: يعد الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الازهر الشريف بحق نعمة كبيرة حيث مازالت احاديثه الاذاعية وكتبه وسيرته العطرة تدرس علي طلبة العلم وليس ادل علي مكانته عليه رحمة الله مما نراه من حضور مكثف من محبيه من داخل مصر وخارجها الذين يذكرون مآثره وسيرته العطرة في كل ذكري تقام لفضيلته رحمه الله بالإضافة الي احتفالية المولد النبوي الشريف التي تحييها الاسرة كل عام. المتصوف الحق ويقول الشيخ محمد مراعي وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية : لقد كان الامام عبدالحليم محمود متصوفا حقا ويحسب له انه قام بتنقية التصوف من الشوائب العالقة به مما جعله يحرص علي تدريسها بالأزهر الشريف علي طلبة كلية اصول الدين وتعليمهم الرد علي الشبهات رحم الله الامام الدكتور عبدالحليم محمود رحمة واسعة بقدر ما قدم لخدمة الاسلام والمسلمين.