في ساحة مسجد الإمام الحسين, رضي الله عنه, اختتمت المشيخة العامة للطرق الصوفية احتفالاتها بالمولد النبوي الشريف, مساء أمس, بموكب صوفي حاشد وندوة دينية عقدت بساحة المسجد. تحدث خلالها الدكتور عبد الهادي القصبي, شيخ مشايخ الطرق الصوفية, والدكتور أحمد عمر هاشم, ممثل الأزهر بالطرق الصوفية, وبحضور نخبة من القيادات والشخصيات الإسلامية البارزة وأعضاء المجلس الأعلي للطرق الصوفية ومشايخ الطرق الصوفية. وبدأ الاحتفال عقب صلاة العصر من أمام مسجد الشيخ صالح الجعفري بالدراسة, حيث تجمع مشايخ الطرق وآلاف الأتباع والمريدين من أبناء الطرق الصوفية والأشراف, للمشاركة في موكب الطرق الصوفية, وساروا حاملين أعلامهم وبيارقهم ودفوفهم في مسيرة حاشدة استغرقت ما يزيد علي الساعتين رغم قصر المسافة بين مسجدي الجعفري والإمام الحسين, مرددين الشعارات والمدائح النبوية في ذكري مولد الحبيب, صلي الله عليه وسلم. وناشد الدكتور عبد الهادي القصبي المجتمع المصري والعربي والإسلامي والإنساني, بالعمل علي أن يسود الأمان في سائر الأوطان, وألا تنتشر الفوضي والخوف تحت أي مسمي من المسميات, لأن العنف والتشدد يتنافيان مع ما دعا إليه صاحب الذكري العطرة( صلي الله عليه وسلم). وطالب القصبي, دعاة الفتنة والشقاق والخلاف وسوء الأخلاق ومن يشجعون علي العنف ويبذلون في سبيل ذلك الأموال, بالتأسي بأخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم, وبالقيم التي جاء بها ولننبذ العنف والإرهاب والدمار والخراب والانسلاخ عن الدين والمشاركة في الاستفتاء علي الدستور. من جانبه وجه الدكتور أحمد عمر هاشم, رئيس جامعة الأزهر الأسبق, نداء إلي الأمة الإسلامية ومصر أن يترسموا معالم الحياة النبوية الشريفة التي ولدت لأمة بميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم, لم يكن ميلاد فرد فقط ولكن ميلاد أمة كاملة, وشمل هذا النداء لم الشمل وتوحيد الصف والاقتداء بهدي الرسول والحفاظ علي حرمة الدماء وأن الذي يستحل الدماء يكون بعيدا كل البعد عن الإسلام, أما النفس الإسلامية فآية علي إيمان المؤمن, ويقول النبي, صلي الله عليه وسلم:( المؤمن من أمنه الناس علي دمائهم). كما دعا المجتمع إلي الحفاظ علي الأمن والاستقرار وأداء الواجب الوطني نحو مصر التي هي كنانة الله في أرضه, ومن أرادها بسوء قصمه الله, كما وجه دعوة إلي التأسي بأخلاق النبي, صلي الله عليه وسلم, وألا نعين أحدا من الظالمين, فمن أعان ظالما سلط عليه, وعلي المجتمع المصري والعالمي أن يعمل علي نشر الأمن والاستقرار والاطمئنان والاقتداء بالحبيب, صلي الله عليه وسلم, الذي قال:( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض) وأن نغتنم فرصة الاحتفاء بمولد النبي, صلي الله عليه وسلم, لتعميق القيم التي جاءت بها الرسالة العالمية والإسلامية وكانت رحمة للعاملين وليس عدوانا من أحد علي أحد.