في ساحة الجعفري بمنطقة الدراسة وفي الأمتار الفاصلة بين ساحة مسجد الإمام الحسين, رضي الله عنه, ومسجد الشيخ صالح الجعفري, شد المشايخ والأتباع والمريدين والمحبين من أبناء الطرق الصوفية الرحال, وتجمعوا مساء أمس, بانتظار انتهاء صلاة العصر بمسجد الجعفري, للمشاركة في موكب الطرق الصوفية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف, وانتشر المريدون والتابعون حاملين أعلامهم وبيارقهم ودفوفهم لتنطلق المسيرة التي تستغرق ما يزيد علي الساعتين رغم قصر المسافة بين مسجدي الجعفري والإمام الحسين, مرددين الشعارات والمدائح النبوية في ذكري مولد الحبيب, صلي الله عليه وسلم. وقال الدكتور عبد الهادي القصبي, شيخ مشايخ الطرق الصوفية, إن الاحتفال الرسمي للمشيخة العامة للطرق الصوفية, والذي يقام سنويا سيختتم مساء اليوم بصلاة العشاء في مسجد الحسين. وأضاف القصبي, ان احتفالات هذا العام تكتسب أهمية خاصة, حيث نحتفل بالقائد الأعلي للأمة الإسلامية الذي دعا إلي حب الوطن واحترام النفس البشرية وقبول الآخر وإعلاء راية الحق, وناشد أبناء مصر أن يجعلوا من الاحتفال فرصة لاستعادة الترابط بين كل فئات المجتمع لأننا أمام مرحلة جديدة تشهدها مصر, وان نشارك جميعا في الاستفتاء علي الدستور, وأن نعلي القيم الأخلاقية والتسامح ونبذ العنف. من جانبها أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بذكري مولد النبي صلي الله عليه وآله وسلم, يعد من أفضل الأعمال وأعظم القربات, لأنه تعبير عن الفرح والحب له وهو من قبيل الاحتفاء به, وهو أمر مقطوع بمشروعيته, فهو النعمة الكبري علي العالم, وشكر النعم مطلب محمود لا يلام فاعله بل يحمد ويشكر. وقد سن لنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالي علي ميلاده الشريف, فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول: ذلك يوم ولدت فيه. رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله تعالي عنه, فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام علي منة الله تعالي عليه وعلي الأمة بذاته الشريفة, فالأولي بالأمة الاقتداء به صلي الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالي علي منته. وأضافت: إن المراد من الاحتفال المشروع بذكري المولد النبوي هو تجمع الناس علي الذكر, والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلي الله عليه وآله وسلم, وإطعام الطعام صدقة لله, وإعلانا لمحبة سيد الخلائق رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم, وإعلانا بالفرح بيوم مجيئه الكريم إلي دنيانا صلي الله عليه وآله وسلم. وأكدت دار الإفتاء أن ما اعتاده الناس من شراء الحلوي والتهادي بها في المولد الشريف أمر جائز في ذاته, لم يقم دليل علي المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت, لا سيما إذا انضم إلي ذلك مقصد صالح كإدخال السرور علي أهل البيت أو صلة الأرحام, فإنه يكون حينئذ أمرا مستحبا ومطلوبا يثيب الشرع علي مثله, والقول بتحريمه أو المنع منه ضرب من التنطع المذموم. وأضافت: أن ما جري عليه العمل في بعض الأنحاء من عمل موكب يسير فيه المحتفلون بالمولد حاملين رايات ينتقش عليها بعض الشعارات الدينية, ويتغنون فيها بالمدائح النبوية والقصائد الزهدية فلا حرج فيه مادام خلا م ما ينافي الشرع من الاختلاط المذموم أو تعطيل المصالح العامة ونحو ذلك. وإذا كان الضرب بالدف في إعلان النكاح أمرا أجازه الشرع من باب إظهار الفرح بالنكاح, فاستعمال الدف لإظهار الفرح بمولد خير الأنام أولي وأحري, وجواز ذلك كله مشروط بمراعاة الأدب المطلوب شرعا في مثل هذا المقام.