في تحد صارخ لتقاليد وعادات المجتمع المصري وفي استغلال سيئ للموجات المتضاربة من التحديات التي تواجه تطوير الخطاب الديني. وحالة الفوران في المواجهة بين المسيئين للتراث الاسلامي والمجددين المصححين المؤكدين علي ثوابت الدين خرج علينا فئة من الضالين المضللين المفسدين في الارض ممن يرون ان الفرصة سانحة الان عن أي وقت مضي لتقليص دور الازهر ورفع وصايته علي الفكر والفن والاعلام وإلغاء الاحزاب ذات المرجعية الدينية ليعلنوا أن العلمانيين قادمون. والملحدين أضحي لهم صوت سياسي يعادي كل من يرفع راية الاسلام والدين بالكلية في مصر. دشن علمانيون وملحدون محاولة لتأسيس ما اسموه الحزب العلماني المصري لتحقيق هدفهم الثابت الذي لا حيدة عنه وهو إلغاء مادة الهوية الإسلامية من الدستور وكذا قوانين إزدراء الاديان والمطالبة بتقنين الزواج المدني للمسلمين والمسيحيين إلي جانب الزواج الديني. وقوانين مجنية للمواريث والاحوال الشخصية. وسيلغي خانة الديانة من الرقم القومي. نعم الالحاد خطر قائم في المجتمعات الاسلامية لكن كثيراً من المسئولين والعلماء والدعاة يدفنون رءوسهم في الرمال ويرفضون مجرد الاعتراف بالواقع فضلا عن ضرورة مواجهته لكن البعض من العلماء انتبهوا لتلك الظاهرة الغريبة علي مجتمعاتنا وبكل اسف اضحت واقعا قائما في اكثر المجتمعات العربية المحافظة واذا بحثنا في الاسباب فإن المسئولية بكل تأكيد ستقع علي عاتق الدعاة بشكل أصيل. ويجب ان نعترف ان الخطاب الديني لم يوفق لهذه الطبقات التي أثر فيها الدعاة الجدد وقت ظهورهم قبل أن يخفت نجمهم الان ويتحولون لدعاة للتنمية البشرية لا الدعوة الاسلامية. وبعدما فشلت دعوات تحريك الماء الراكد. وعجزنا عن تقديم مواءمات مع المجتمع الذي لا يعرف للعقل حدا. ان اول من يحاسب عن هذه الظاهرة هم الدعاة والقساوسة علي السواء.. فبكل أسف توجد لدي هؤلاء الشباب حالة من الانفصام مع المسجد والكنيسة علي السواء ورغم ان حملة مشاعل تلك الدعوات في أغلبهم من الأخوة الاقباط الا ان جمهورهم اخرج اجيالا جديدة من شباب المسلمين بالوراثة ممن لا يعرفون عن الجين سوي اسمائهم التي جبلوا عليها. لقد عجز المجتمع عن حماية هؤلاء من غلاة العلمانية الذين يسعون الي قصر الدين علي المسجد والكنيسة دون ان يكون له دور في تنظيم حياتنا بما يوافق شرع الله الخالق للإنسان وللكون. ساقني قدري ذات يوم للحضور برفقة صديق كان يحاضر في صالون حركة علمانيون في منطقة مقاهي البورصة بوسط القاهرة وسمعت يومها ما هالني من أفكار تنذر بكوارث. شباب يؤمن بأفكار يتحمس لها بكل قوة ويؤمن بأن مصر علمانية.. فهل يعقل ذلك في بلد مصر الازهر؟!