عندما يرينا الله سبحانه وتعالي ما لم نره من قبل نقول: "سبحان الله" وعندما نشعر بأشياء نعجز عن تفسيرها نقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله" وعندما نفتي مهما كانت درجة ثقتنا فيما قلنا نقول: "والله أعلم" أما في كل ما أمرنا به فعلينا تنفيذه وطاعته دون تفسير لسبب أو بحث عن علة أو كشف لحكمة. ربما نعرف السبب فيما بعد. ربما يهدينا الله لتفسير نتوقعه. ربما وضعنا وجهاً لوجه أمام العلة. لكن.. سواء حدث ذلك أو لم يحدث فإن علينا التنفيذ والطاعة. ولو نفَّذْنا وأطعنا فإن الله سبحانه وتعالي سيكشف لنا السبب أو العلة كما فعل مع سيدنا عمر بن الخطاب والحجر الأسود. لقد قال سيدنا عمر وهو يضع يده عليه: "أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يُقَبِّلك ما قبَّلْتك" في هذه اللحظة شاء الله سبحانه وتعالي أن يكشف له العلة من وراء ما فعل. فوجد يد سيدنا علي بن أبي طالب تشده من ذراعه وهو يقول له: "بل يا أمير المؤمنين ينفع ويضر. إني لأشهد أني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ¢ الحجر الأسود يمين الله في الأرض وهو لسان زلق "فصيح" يشهد لكل من استلمه "وضع يده عليه بحق وصدق" ¢ وفي حديث آخر يقول صلي الله عليه وسلم: ¢ الحجر الأسود ياقوتة من يواقيت الجنة¢. إن علينا السمع والطاعة دون البحث عن العلة. إننا لا نعرف ما هي العلة في الركوع ولا ما هي العلة في السجود لكننا نركع ونسجد في كل صلاة أكثر من مرة بعدد ركعاتها. وفي الوقت نفسه لا يرتبط الأجر والثواب فيما نفعل بتفسير العلة أو فهم السبب. وكذلك نوقف ما نفعل في انتظار أن نفهم ونفَسِّر أو نعرف العلة. وللحديث بقية.