أكد علماء الأزهر أن الدين الإسلامي يحمل في طياته ما يخاطب القلوب والعقول معا . وأنه لا يوجد علي الإطلاق في الشريعة الإسلامية ما نخجل من تدريسه لأبنائنا . وأن تعديل المناهج يجب ألا يتوقف أمام مسائل كالجهاد وغيرها ويحذفها لأن الجهاد في الإسلام ليس أمرا نخجل منه وإنما جهاد المسلمين الأوائل هو الذي بني وقدم للعالمين أعظم دين وأعظم رسالة . ودعا العلماء إلي أن يعاد النظر في مناهج التربية الدينية بحيث تقدم لأبنائنا ما يحصنهم ضد كل محاولات استغلالهم سواء يمينا بالتطرف والارهاب أو الالحاد والتحلل من الدين بالكلية . بداية يؤكد العالم الدكتور أسامه الأزهري . أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. أن التراث الإسلامي فخر لكل مسلم وأنه يمثل أعظم تراث بشري عرفته الإنسانية . وليس فيه ما نخجل أن نعلمه أبناءنا واشار الي أن التراث وهو جهد بشري محل للأخذ والرد يؤخذ منه ويرد خلاف رسول الله صلي الله عليه وسلم. لكن الأمر يجب أن يكون في إطاره . ولا يجوز الإساءة أو التطاول أو النيل من العلماء الذين سخرهم الله لحفظ الدين . أضاف: مناهج تدريس التربية الدينية في حاجة لمراجعة وتقويم لكن ذلك يجب ألا يكون علي حساب شيئ من ثوابت ديننا الحنيف فليس في ديننا ما نخشي أن يعرفه أبناءنا لكن يجب أن تقوم المناهج بحيث تقدم لطلابنا كل ما يحتاجونه حتي لا يتخرج الطلاب وهم لا يعرفون عن دينهم شيئا فيصبحون لقمة سائغة للتطرف والارهاب أو للإلحاد وكلها أمور تنعكس بالكلية علي ممارساتنا اليومية . فالتعليم الجيد يجب أن يقدم لأبنائنا من دينهم ما يساعد علي تربيتهم لا ما يغيبهم . القضاء علي الدين من جهته يوضح الدكتور محمد الشحات الجندي .عضو مجمع البحوث الإسلامية . والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية. أن الهجمة الشرسة علي التراث الإسلامي الآن ليس الهدف منها تنقية التراث مما يشوبه أو تصحيح مسار الدعوة الإسلامية أو تفنيد أسانيد بعض الجماعات المتشددة وإنما هدفها الأساسي القضاء علي فكرة الدين بالكلية وليس تغيير المناهج بحذف بعض ما يتعلق بالجهاد إلا انعكاس لصورة من صور التأثر بهذه الآلة الإعلامية المأجورة التي فتحت ليل نهار لهذه المعركة الضروس التي تسخر كل أدواتها فيها . واوضح الدكتور الجندي . أن التراث الإسلامي مليئ بالأعمال العظيمة والجليلة التي لا يدركها إلا من ملك مفاتيح العلم ليستطيع الإبحار والحصول علي ما فيه من درر أما من يبحرون فيه بغير علم فإنما إدراكهم الضعيف ربما لن يساعدهم علي فهم وإدراك كل تلك المعاني التي تمثل خلاصة جهد إستمر لمئات السنين . وأشار إلي أن التراث الإسلامي ليس فيه ما نخجل من تدريسه لأبنائنا بل هو محل فخر وعزة لنا جميعا لأننا أمة تواتر العلم فيها من رسول الله .صلي الله عليه وسلم. حتي بلغ الصحابة والتابعين ثم تابعيهم حتي وصل الينا . ونحن نتعامل مع التراث كمصدر مساعد إلي جانب القرآن والسنة في فهم شريعتنا الإسلامية والفقه الحنيف. فضل التراث ودعا الدكتور إبراهيم قاسم .الأستاذ بجامعة الأزهر. إلي ضرورة إدراك قيمة وفضل التراث قبل أن ننتقده ونتعامل معه علي قدر عظمته وجلال قدره وأن من ينتقد التراث أولا يجب أن يملك أدوات العلم التي يمكن أن تهيئ له ذلك . والتراث الاسلامي ليس فيه ما نخجل منه بل يجب أن ندرك حجم الجهد الذي بذل من قبل المسلمين الأوائل وتابعيهم حتي وصل الينا هذا العلم النافع الذي لا يعرف قدره إلا أهل العلم ومن يدركون فضله . أضاف : إذا كنا الآن بكل ما لدينا من أدوات مساعدة من مصادر المعلومات والاتصال وتكنولوجيا المعلومات والتواصل نعاني في إعداد الدراسات و الأبحاث فلنا أن ندرك كيف بأحد أهل العلم يقضي ربما عام كامل ليتحقق من حديث يطوف لأجل التثبت من مصداقية حديث والوقوف علي راوي يكون محل ثقة وكثير من أدوات التحري . وتصنيف الأحاديث بحسب أوفق الروايات وكل هذا الجهد والبذل ثم يأتي البعض الذين يشككون في هذا التراث وهو ما يستوجب علينا أن نقول لهم :¢من أنتم حتي تشككوا في التراث الإسلامي؟¢ وعرض الدكتور إبراهيم قاسم أنه مما يوجب إجلال التراث الإسلامي أيضا مسألة التواتر علي مر التاريخ رغم أن كثير من أهل العلم عاشوا أوقاتاً كان فيها حروبا وجهادا ومعارك ومع ذلك حفظ الله كل هذا الحجم الهائل من جهد أهل العلم . وبعد ذلك يمكن أن نقف بكل تأمل بصدق نية لله تعالي بأن نعرض كل هذا علي قلوبنا وعقولنا وننفذ ما تطمئن اليه أنفسنا السوية دون نيل ولا تشكيك .