* تسأل ح - م - ب من بورسعيد: متزوجة منذ عشر سنوات وأسكن في بيت بعيد عن والدة زوجي وكنت سعيدة ومرتاحة وكنا نزورها كل أسبوع أو أسبوعين مرة وفي معظم الأوقات كانت الزيارة تتسبب في مشاكل بيني وبين زوجي ربما يكون سببها الطاعة العمياء من قبل زوجي لوالدته. وشاء الله أن نأخذ بيتا قريبا من بيت والدة زوجي ومنذ ذلك الوقت وأنا في صراع ومشاكل مع زوجي. والسبب تضارب رغباتي مع رغبات والدته وحرصه علي تلبية رغبات والدته علي حساب مشاعري فكيف اتعامل معه؟ ** يجيب الشيخ احمد تميم من علماء وزارة الاوقاف: التعارض في الرغبات والتخالف في الحاجات سمة من سمات البشر. ويكثر حصول التعارض بين الزوجة وأم الزوج. فالزوجة العاقلة تدرك هذا الأمر وتتقبله بصدر رحب. وتعلم أن علي زوجها حقين. حق والدته وهو المقدم. وحقها. ولا يمكنه أن يجمع بين رغبات متعارضة وحاجات متناقضة. فتكون عونا لزوجها علي القيام بالواجبين. وأداء الحقين. وإذا رأت أن رغبتها تعارض رغبة الأم. والرغبتان من المباح. فتعدل عن رغبتها. وذلك لأن رغبة الأم وطاعتها مقدمة. وينبغي لها ألا تتبرم أو تتذمر من طاعة الزوج لأمه. نعم إن كانت هذه الطاعة علي حساب حق واجب لها. فلتنصحه ولتبين له أن الطاعة في المعروف. ولتصبر علي ما نقص من حقها احتساباً للأجر منه سبحانه. ولتحاول أن تصلح علاقتها بوالدة زوجها بحيث تتفق رغباتهما ولا يجعلان الزوج بين طرفي نقيض. ولا شك أن الزوج إذا رأي من زوجته هذه الروح وهذا الخلق سيعمل جاهداً علي إرضائها. وسيزيد حبها في قلبه. وربما كسبت حب الوالدة أيضاً. وحينها ستكون رغبتها مقدمة وحاجتها ملباة. ومما يعين الزوجة علي الاتسام بهذه الصفة. جعل أم الزوج بمثابة الأم. تبرها وتحاول أن تكسب رضاها. وتتعاون مع الزوج علي طاعتها وتلبية طلبها في غير معصية. أما الزوج فننصحه ببر والدته. وأداء حق زوجته. وإلا يحمله البر لوالدته علي التقصير في حق زوجته بل يعطي كلا منهما حقها. وألا يعامل زوجته بفظاظة. وألا يتجاهل حق زوجته ويهضم حقها. وإن رغبت الأم في ذلك فإنما الطاعة في المعروف. والله أعلم